ما إن يقع نظرك على ملامح وجهها حتى تتأكد جيدا بأنها هادئة الطبع لطيفة المزاج وحينما تقترب منها أكثر وتتحدث إليها سرعان ما تكشف أن وراء رصانة سلوكها ذكاء متوقدا وأنها نشيطة الذهن شديدة العناية بما تعمل وافرة الانتباه دقيقة الملاحظة. إنها التلميذة فرح الفارسي المرسمة بالسنة التاسعة أساسي والمتحصلة على المرتبة الأولى بمعدل 17.98 بالمدرسة الإعدادية 14/1/2011 الكرامة ساقية الزيت . التقينا بها لنقف عند سلسلة نجاحاتها التي حققتها في عديد المجالات بفضل ما تميزت به من مواهب متعددة بمناسبة اليوم الوطني للغة العربية شاركت في المسابقة الجهوية و الوطنية كيف ذلك ؟ في البدء خضت مسابقة على مستوي مدرستي في تحرير مقال حول موضوع التدخين وقد فزت بالمرتبة الأولى ثم شاركت على المستوى الوطني مع مجموعة من التلاميذ المتفوقين في معاهدهم بكامل ولاية صفاقس حيث خضنا أيضا مسابقة ضمت 26 تلميذا من كل ولايات الجمهورية حول موضوع : إقناع صديقك بأهمية اللغة العربية وضرورة المحافظة عليها و قد تمكنت بالظفر بالمرتبة الأولى في مجموعة تلاميذ المدارس الإعدادية بصفاقس ماهو الشعور الذي ألم بك إثر الإعلان عن النتيجة ؟ بالطبع غمرتني الفرحة لأنني كنت حسن ظن أهلي وإطار مدرستي وخاصة لدى أستاذتي السيدة علياء بن عمر حمدي أستاذة العربية التي تتميز ببعد النظر وتعمل على إنماء مواهب الموهوبين وقد لمست فيها الحرص الشديد على تدريبنا على التفكير و عدم الاكتفاء بتلقيننا قواعد اللغة فقط وهذا ما غدا في نفسي الأمل وحب هذه المادة بالذات ثم إني أأكد بأن العبرة في المشاركة التي أتاحت لي معرفة قدراتي في مجال الكتابة. هل لديك نشاطات أخرى في المجال الثقافي ؟ أنا مولعة بالموسيقى حيث أني أعزف على آلة العود والقانون كما أني أجيد الرسم وقد شاركت في عدة مسابقات ونلت جوائز وآخرها مشاركة بلوحات تعبر عن تجاه الشعب التونسي في ثورته ونجاح الشعب المصري في القضاء على الدكتاتور وذلك بمناسبة الاحتفال بالذكرى الأولى لثورتنا المجيدة بتونس ولي أعمال أخرى في مسرح الدمى بالبالونات المغلفة بالورق و هي صور لنساء : محامية، ممرضة، مهندسة، طبيبة، أستاذة، مناضلة نقابية وسياسية تدافع عن حق المرأة في التواجد داخل المجتمع وقوة مساهمتها للرفع به نحو الأفضل خاصة في الوقت الذي نعيش فيه من خطر يداهم مكتسبات المرأة التي جاءت بها مجلة الأحوال الشخصية .... قال نعيمة : «إن مدرسة تحشو دماغ التلميذ بشتى المعلومات من صالحة أو طالحة دون أن تعلمه قيمته كإنسان لمدرسة لا فرق بينها وبين السجن .. « لذا نرى أنه حان الأوان أن تعتني وزارة التربية و التعليم من نشاط ثقافي داخل المؤسسات التربوية الذي من شأنه أن ينمي الهوايات لدى الناشئة و يعمل على تألقهم و يبني شخصيتهم