يعاني متقاعدو الوكالة الوطنية للتبغ والوقيد من متاعب صحية شتى جراء استنشاقهم لغبرة مادة النيكوتين السامة طيلة سنوات عملهم الطويلة بالوكالة هذه المصاعب الصحية تتزايد كلما تقدم بهم العمر نتيجة الوهن وضعف مناعتهم الطبيعية مما يجعل منهم حرفاء دائمين ونزلاء المستشفيات العمومية والمصحات الخاصة إن وجدوا لها سبيلا. هذه الأمراض والمشاكل الصحية تحالفت مع ما يعانيه هؤلاء المتقاعدون من تهميش من قبل إدارة الوكالة الوطنية للتبغ والوقيد التي تجاهلت مطالب المتقاعدين حتى ان مراسلاتهم ومكاتباتهم للسيد المدير العام للوكالة تراكمت في ظل صمت الوكالة عن ما يعانيه موظفوها القدامى من تجاهل وتناسي أن واجب الإدارة اليوم يستدعي ضرورة الأخذ بعين الاعتبار تضحيات هؤلاء المسنين وتفانيهم في خدمة الوكالة والمساهمة في إشعاعها الوطني وتطوير إنتاجها. محضر جلسة تتلخص مطالب متقاعدي الوكالة الوطنية للتبغ والوقيد في الاستفادة أولا من وصل الحليب الذي تم قطعه بعد التقاعد والذي تم الاتفاق على إرجاعه في محضر الجلسة التي أبرمت في 13 نوفمبر إلا أن هذا الاتفاق ظل حبرا على ورق. كما يطالب متقاعدو الوكالة بأن يتحصلوا على المذاقة الشهرية وهي في حدود 90 علبة للمباشر أما المتقاعد فيتحصل على 50 علبة فقط ويطالب المتقاعدون بأن تكون لهم 80 علبة شهريا لمجابهة المصاريف الكثيرة الملقاة على عاتقهم. ويقترح متقاعدو الوكالة أيضا أن تساهم هذه الاخيرة في المجهود الوطني لمكافحة البطالة عبر تشغيل أبناء المتقاعدين في الشركة وضمان مستقبلهم. ومن المطالب الملحة للمتقاعدين أن يقع الترفيع في منحة الانتاجية خاصة مع ارتفاع الانتاج من أجل مجاراة نسق السوق الداخلية المتزايدة. أما عن المنشور عدد 31 الذي عطل عمل نقابة المتقاعدين فإن هؤلاء يرون أنه لا مبرر لتنفيذ هذا المنشور ومواصلة العمل به. هذا ويصر المتقاعدون على ضرورة مواصلة مساهمة الإدارة لصالح المتقاعد لدى جمعية التعاون بنسبة 2,5 بالمائة وكذلك مساهمتها لدى الصندوق الوطني للتأمين على المرض بنسبة 4 بالمائة مع تحديد مساهمة المتقاعد في حدود 1 بالمائة مع رفع سقف التغطية لمصاريف العلاج إلى ألف دينار. هذه أبرز مطالب متقاعدي الوكالة الوطنية للتبغ والوقيد تجاه إدارة مؤسستهم السابقة وهي مطالب تبقى مشروعة لهؤلاء الموظفين القدامى خاصة لما نعلم أنهم ضحوا بصحتهم وعافيتهم من أجل مؤسستهم لتقابل هذه التضحيات اليوم بنكران من إدارة الوكالة وتهميش ونسيان وهو ما يعمق من الأثار النفسية السلبية للمتقاعد عندما يدرك أنه لم يعد صالحا للعمل بعد أن قضى أجمل سنوات عمره في الكد والشقاء ليلقى بعدها في ركن قصي يلفه النسيان في وقت كان من الأجدر أن يكرم المتقاعد وتسند له كل حقوقه وما ذلك بعزيز على إدارة وكالة التبغ والوقيد.