انطلقت من ولاية قافلة تضامنية تضم وجوها نقابية و حقوقية و سياسية في اتجاه مدينتي أم العرايس و الرديف لمؤازرة أهالي الحوض المنجمي و الوقوف إلى جانبهم بسبب ما يعانونه من ضنك عيش و انسداد الأفق التي تبشر بالخير كتوفير الشغل للمعطلين عن العمل وتحسين الظروف الحياتية. الأخ محمد المثلوثي كاتب عام النقابة الأساسية للمالية ب كان من بين المشاركين في القافلة فمدنا بالحديث التالي: « صبيحة يوم الأحد 20/5/2012 انطلقت القافلة التضامنية التي شارك فيها عدد لا بأس به من المناضلين النقابيين و السياسيين و من المجتمع المدني من و من بئر علي و من قصر هلال. و قد كانت أول محطة لنا بمعتمدية منزل بوزيان حيث توقفنا هناك و دار بيننا و بين جمع كبير من الشبان حديث حول الأوضاع بالمعتمدية و ما يعانونه من تهميش و عدم وجود الآذان الصاغية لمطالبهم. و قد التحق بالقافلة عدد من شبان منزل بوزيان تعبيرا منهم عن تكاتفهم مع رفاقهم بالحوض المنجمي. و كانت أم العرايس هي محطتنا الثانية حيث لمسنا بحق عدم وجود بوادر نشاط اقتصادي و اجتماعي و تجاري بل كانت المنطقة تعيش الموت البطيء يوما بعد يوم و قد كانت الجدران التي كتبت عليها عشرات الشعارات المنددة بسياسة الحكومة التي تفتأ تسوّف الأهالي و الشباب خاصة حيث تصبرهم بوعود زائفة منذ أكثر من نصف سنة أكبر دليل على تأزم الأوضاع و نفاذ الصبر. و عندها انتقلنا إلى معتمدية الرديف و بالتحديد إلى الاتحاد المحلي و قد استقبلنا النقابيون بترحاب كبير و على رأسهم الأخ المناضل عدنان الحاجي الذي ألقى كلمة شرح فيها اللأوضاع المأساوية التي يعيشها الأهالي و ما يكابدونه من عدم اكتراث و عدم مبالاة بحالاتهم و قد تدخل بعض أعضاء الوفد من نقابيين و سياسيين و حقوقيين للتعبير عن وقوفهم المبدئي مع أهالي الحوض المنجمي و مساندتهم لهم حتى يتحصلوا على حقوقهم المشروعة خاصة و أن شرارة الانتفاضة انطلقت من عندهم منذ سنة 2008. ثم زار الوفد أمّهات المعطلين عن العمل اللواتي يخضن اضراب جوع إلى جانب أبنائهن أصحاب الشهائد العليا و قد لاحظنا في تنقلنا إلى مواقع الاحتجاجات من اضراب عن الطعام و اعتصام غياب هياكل الدولة فلا رجل أمن و لا معتمد و لا رئيس بلدية و كأن شيئا لا يحصل في حين أن الاحتقان على أشده و الأهالي يستشيطون غضبا من جراء أوضاعهم المأساوية و هذا ما لاحظناه كذلك عندما زرنا مقر إدارة الفلاحة حيث يعتصم العمال منذ 50 يوما قد أقدم أحدهم على الانتحار شنقا و قد كان رد الحكومة على هذه العملية بحذف مرتبه الشهري. كما تحدث إلينا شابان من شركة فسفاط قفصة معبرين عن عزمهما للدخول في اضراب وحشي دون ماء و سكّر بعد أن نفذ صبرهما و لم يجدي اضرابهما عن الطعام نفعا منذ ثلاثين يوما. قال شاعرنا الكبير محمود درويش : « حذار من جوعي و من غضبي فإني آكل لحم مغتصبي « فاغتصاب الحق من التشغيل و العيش الكريم ليس بالأمر الهيّن فقد تزلزل الأرض و يحرق قيصر.