بمناسبة الإحتفال بشهر التراث نظمت جمعية ثقافة وترفيه بالمكنين بالاشتراك مع مهرجان سعيد بوبكر وجمعية الكشافة ومرشدات تونس يوم تنشيطي تحت شعار «المكنين تراث متجدد وأصالة راسخة» وذلك بفضاء شركة السيم بالمكنين (هذه الشركة التي أغلقت أبوابها منذ سنة 1974 والتي لها مكانة خاصة عند أهالي المدينة وهي دليل على الثورة الصناعية في الستينات بمدينة المكنين) وقد تضمن البرنامج على العديد من الفقرات التي تبرز تراث المدينة أهمها عرض حي لصناعة خبز الطابونة في كامل مراحله من عملية الرحي التقليدية ثم الغربلة ثم عملية العجن إلى أن أصبح خبزا طازجا أكل منه الحضور وقد كان عرضا مميزا قامت به العديد من النسوة الذين حضروا خصيصا للقيام بهذه العملية وساهم فيها العديد من الشباب والأطفال ثم انطلقت فقرة الألعاب الشعبية القديمة منها مقابلات في لعبة اللقحة وهي من الألعاب التي اندثرت بمرور الزمن وكذلك العديد من الألعاب التي عرفت بمدينة المكنين في السابق تم تعليمها للأطفال على عين المكان وتنفيذها حيث انبهر الأولياء والأطفال بها لطرافتها ثم تواصلت الفقرات متتالية من بينها فقرة تزويق الأواني الفخارية بالطريقة التقليدية وعرض للباس التقليدي شارك فيه العديد من الأطفال والشباب وحوالي الساعة الثامنة ليلا انطلقت السهرة الموسيقية التي قدمت فيها مجموعة من الأغاني القديمة الخاصة بمدينة المكنين خلال القرن الماضي وقد اجتهدت المجموعة الموسيقية المنضوية تحت لواء الجمعية في النبش عنها والبحث فيها ثم قامت بتهذيبها وتقديمها في هذا الحفل بأصوات متميزة منها هدى الغضاب ورفيق قداوين و صابرة عمامو وقد كان حفلا مميزا بأغانيه التراثية القديمة الأصيلة من إنتاج أبناء المكنين منذ القدم وحضره جمهور غفير من رجالا و نساءا شيخوا و كهولا و شباب و حتى الأطفال وكذلك طلبة المعهد العالي للغات المطبقة في الأعمال والسياحة بالمكنين. وإن ما ميز هذه التظاهرة هو طريقة التعريف بهذا التراث وتعليمه للأطفال والشباب وليس العرض فقط وهذا ما جعل جمعية ثقافة وترفيه بالمكنين تتميز اينما نظمت مهرجانا او تظاهرة.