أدلت مجموعة من الصحافيين والصحافيات بشهادات حيّة حول ما تعرّضوا له من مضايقات وتنكيل في فترة النظام السابق وذلك خلال لقاء نظّمه مركز تونس لحرية الصحافة نهاية الأسبوع الفارط. وقد أكّد الزميل محمود الذوّادي أنّ ذاكرة المعتدى عليهم من الزميلات والزملاء وذاكرتنا الجماعية ستظلّ حيّة لتروى وتوثّق حجم الانتهاكات التي مارسها نظام بن علي ضدّ الصحافيين وضدّ الكلمة الحرّة وذلك عبر السعي إلى التنكيل بكل صوت حرّ ومنسّق عن جوقة المطبلين لانجازات السابع من نوفمبر. فقد استعمل هذا النظام الدرهم والدينار لترغيب النفوس الضعيفة واستعمل العصى الغليظة لترهيب الصامدين والمناضلين، وقد فتحت بعد أحداث 17 ديسمبر، 14 جانفي بعض ملفات التحقيق في انتهاكات البوليس السياسي والقضاء في فترة بن علي ضدّ الصحافيين ولكن لم تصل إلى نتيجة تذكر بل انّ الأمر انتهى في بعض الملفات إلى مطالبة الضحايا بتقديم الأدلّة على الانتهاكات التي مُورست عليهم والتعريف بجلاديهم وأماكنهم وفي هذا الأمر تفصٍّ من المسؤولية. وقد قدّمت الزميلة فاتن حمدي من راديو «كلمة» شهادتها في هذا الصدد وبيّنت حجم الهرسلة التي تعرّضت لها والضغوطات التي مُورست على عائلتها وكذلك فعلت زكية الضيفاوي التي حُوكمت بالسجن وطردت من عملها لأنّها ساهمت في حراك الحوض المنجمي ونقلت بعض تفاصيله اعلاميا ونفس الأمر تعرّض له كل من زهير مخلوف وسليم بوخذير وغيرهم من الزملاء والزميلات الذين أصرّوا أن تكون كلمتهم حرّة وهياكلهم المهنية كذلك وملف الانقلاب على شرعية المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين مازال مفتوحًا وملف الاعتداءات التي تعرّض لها كل صحافي وصحافية سيظلّ مفتوحًا لترويه الأجيال وتطالب به.