نظّمت الجامعة العامة للسكك الحديدية يوم الخميس 8 مارس لقاء فكريا احتفاليا بمناسبة اليوم العالمي للمرأة حضره الأخ المنصف اليعقوبي الامين العام المساعد المكلّف بالمرأة والشباب العامل والجمعيات. الاخت كلثوم برك الله عضوة الجامعة افتتحت اللقاء وأطرته عبر تقديم لمحة تاريخية عن نضالات النساء في العالم منذ 1857 الى اليوم مشيرة الى ان المرأة كانت سباقة في النضال من اجل حقوقها وحقوق الشغالين حتى قبل يوم غرة ماي وهذه التظاهرة تندرج في اطار مشاركة جامعة النقل عضوة الاتحاد الدولي لعمال النقل. فعلى نساء النقل في كل العالم الاعتبار من ذكرى 8 مارس الاخ خميس الشافعي الكاتب العام للجامعة رحّب في كلمته بالضيوف مشيرا الى ضرورة تكاتف الرجال والنساء في قطاع النقل من اجل ضمان استمرار تمتعهم بحقوقهم التي باتت مهدّدة في ظل التغيرات العالمية. امّا الاخ المنصف اليعقوبي فأشار إلى ان قطاع النقل كغيره من القطاعات يعاني تغيرات جذرية تستهدف مكاسب العمال في اطار الهجمة الامبريالية الشرسة على الحقوق العمالية التي خاض النساء والرجال من اجلها نضالات كثيرة منذ عقود طويلة وقد أكّد الاخ اليعقوبي ان النساء داخل الاتحاد العام التونسي للشغل يعتبرن ركيزة من ركائزه منذ تأسيسه ولكن ظروفا كثيرة جعلت من تبوئهن مواقع متقدمة من المسؤولية داخل المنظمة الشغيلة صعبة نوعا ما ولكن العزيمة موجودة لتجاوز هذا الوضع غير المريح آملا أن يكون قطاع النقل قطاعا مساهما في النهوض بالمرأة العاملة. بعد هذه الكلمات الثلاث فسح المجال للمحامي شكري بلعيد لتقديم مداخلة علمية استعرض خلالها وضعية المرأة العاملة في العالم كمنطلق وركز على وضعية العاملة التونسية من خلال استعراض وجودها الاجتماعي والقانوني. وقد اعتبر الاخ بلعيد ان 8 مارس هو مناسبة عمالية بامتياز اجتمعت فيها قبضات النساء في وجه الاستغلال المضاعف الذكوري والطبقي ثم استعرض التمشي القانوني كوضعية النساء في تونس معتبراان هناك مساواة بين المرأة والرجل امام القانون اذا استثنينا الامر الذي ينظم الترشح لرئاسة الجمهورية او بعض التحفضات المرفوعة على مجلة الاحوال الشخصية كمثل عدم المساواة في توزيع الميراث او حول الاشارة الى رئاسة العائلة أما عن الحضور النسائي في المشهد السياسي فلا يزال هو الآخر يرزح تحت وطأة التغييب أو الغياب. النساء في المجلس الوطني للاتحاد العام التونسي للشغل حضورهن ضعيف في المركزية النقابية لا شيء. في الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق النساء لديهن 3 مقاعد من 25 بنسبة فاعلية عالية في اتحاد الطلبة لا شيء في فرع تونس لمنظمة العفو الدولية: احيانا في الاحزاب السياسية شبه غائبة وفي العالم هناك بعض الاحزاب اليسارية التي طرحت مبدأ المناصفة منذ مدّة وقد اقرته بعض الاحزاب الاسكندنافية منذ اكثر من 20 سنة وقد اعتبر الاستاذ بلعيد ان الجدل المثار اليوم حول اقرار النسبة / الكوتا داخل الاتحاد العام التونسي للشغل نقاش مغلوط وحجّة ان على المرأة ان تناضل من اجل اثبات جدارتها هي كلمة حق اريد بها باطل لان هذا الامر يكون صحيحا متى تتوفر للمرأة والرجل نفس شروط النضال والعمل وداخل الاتحاد هذه المنظمة التقدمية من المفروض ان تكون وضعية المرة احسن مما هي عليه لان المرأة اليوم تعاني على كل المستويات من التمييز فرغم تعالي التشريعات عن التمييز الا ان العقليات تتبناها بامتياز مدعومة بالهجمة المتواصلة من قبل عولمة الاقتصاد الذي ساهم في تأنيث الفقر عبر تسريح النساء واستهداف النساء باشكال عمل هشّة بواسطة المناولة.. واذا كانت العولمة تستهدف الجميع فانها تستهدف النساء بشكل مضاعف. وقد اكد الاستاذ بلعيد ان على الجميع الانتباه لتنامي التيار الرجعي المعادي للمرأة الذي يسوّق خطابا متخلّفا متلفعا بالدين وعلى جميع الفعاليات الديمقراطية ان تتكاتف من اجل تحصين المجتمع لأن معركة المرأة هي معركة مجتمع بكامله. وبعد هذه المداخلة القيّمة طرح نقاش بين الحضور اجاب عنه المحاضر بكل مودّة وتجاوب.