إن تعجب فعجب العجاب أن يستغرب بعض الناس وخاصة النقابيون من الصنيع الشنيع الذي قامت به كلّ من إذاعة صفاقس وبعض أئمة المساجد بمدينة صفاقس في حق منظمتنا العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل لأن الشيء من مأتاه لا يستغرب والمثل الشعبي يقول: « اسأل على صاحبك استغناش أما الطبيعة هي هي «... فأشباه الصحافيين الذين أطلقوا ألسنتهم وأقلامهم محاولة منهم المس من سمعة النقابيين يعرف القاصي والداني تاريخهم الحالك فهم من زبانية بورقيبة طبلوا له كثيرا ومن حثوا الناس على مناشدة بن علي فأصواتهم ما تزال تخدّش آذاننا « بن علي حامي الحمى والدين، ليلى سيدة تونس الأولى، صانع التغيير، منقذ البلاد، هبة من السماء بعث بها الله فجر 7 نوفمبر1987 « وهم كذلك أفسد خلف لأفسد سلف للإعلامي الذي ظهر علينا في التلفزيون ليشهد شهادة زور في أحداث 1978 ويضع يده في برميل ماء الفرق بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس فانكشف أمره وظهر تورطه في تأليب الرأي العام على النقابيين وإلصاق تهم الخراب والفساد بهم. لكن هيهات يخرج الاتحاد عند كلّ مكيدة حيكت ضده ومحاولات زلزلة استقراره منتصرا شامخا ويزداد لحمة وتضامنا مع قواعده. أما عن الأئمة وحملتهم المأجورة والمسعورة؟ أليسوا إلى يوم الجمعة 14جانفي 2011 في خطبهم يدعون لبن علي بالخير واليمن والبركة وبطانته السارقة بالتوفيق والنّصر؟ أليسوا من قضوا حياتهم يتلون كالببغاوات خطبا أمليت عليهم فكانوا خير المذعنين والمنبطحين فنسوا الله وأطنبوا في شكر بن علي، اليوم تحوّلوا إلى أبواق تشوه صرحا من صروح تونس الاتحاد العام التونسي للشغل و ذلك تلبية لإرادة أسيادهم في حكومة الترويكا. وما كان منهم أيضا إلا أن أصدروا بيانا بتاريخ 8أوت2012 لا يخلوا منه سطر من الافتراء ومغالطة الرأي العام وادعاءات تتهم الهياكل النقابية والقواعد بجهة صفاقس بالاعتداء على الصحفيين وإجبار الموظفين والعملة على الإضراب وكأن هؤلاء قُصر لا يستطيعون سبيلا والاتحاد قد ضرب على أيديهم وأفواههم، ولكن لنسألهم من كان وراء تحقيق النسب العالية في إضرابات النقل والسكة والنفط والكيمياء والبريد التي تراوحت بين 85 و 100 بالمائة. إن البيان الصادر عن الجمعية التونسية لأئمة المساجد يذكرنا بالماضي القريب وما كانت تصدره المنظمات الصفراء ضد الوطنيين والتقدميين والنقابيين الأحرار حتى يلبوا املاءات زعيمهم الوحيد والأوحد بن علي وليعلم التونسيون بأن ماكينة الاضطهاد والقمع بدأت تشتغل منذ فشلت الحكومة المؤقتة الحالية في توفير أبسط مطالب شعابنا وعدم وفائها بالوعود البراقة التي عرضتها على الشعب إثناء الحملة الانتخابية. لسنا من المدافعين عن الأشخاص ولكن عن الحقيقة، فما جاء بالبيان أن الكاتب العام للاتحاد الجهوي بصفاقس طالب بإنزال كل إمام من المنبر لا يرضى عنه الاتحاد، هذا ادعاء باطل وفيه افتراء، فالأخ محمد شعبان قال حرفيا وقد كنت شاهد عيان: « عيب، حرام أن تتحول مهمة الإمام الخطيب من دعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة وغيرها من الأمور الشرعية والسنية إلى بث الفتنة وشن حملة ضد الاتحاد والنقابيين فهذا أمر خطير ونفق مسدود حشر فيه بعض الأئمة أنفسهم ولا مجال أن أصلي وراء هؤلاء». إن الحملة التي تقوم بها إذاعة صفاقس بمعية أئمة بعض المساجد هي سلوك من الأرشيف الرجعي الظلامي المتخلف تعودنا عليه وإن مدى صداها وفاعليتها كبعوضة في دبر الزمن أو كما قال شاعرنا العربي أبو الطيب المتنبي:» إذا أتتك مذمتي من ناقص/فهي الشهادة لي بأني كامل.