أثبتت صيادة في أكثر من مناسبة أنها مدينة تحتفي كأبهى ما يكون بالشعر وتفتح لجميع الشعراء أحضانها وتفرد لهم ما طاب من وقتها واهتماماتها رغم زحمة المشاغل اليومية تقديرا لأصحاب القلم وإعلاء لشأن الكلمة الشاعرة في عصر يعج بالتحديات والمنافسة على أكثر من مستوى، وهذا ما تأكد بالفعل مؤخرا بمناسبة انتظام اليوم الثقافي «شبان مبدعون» الذي نظمته اللجنة الثقافية المحلية ودار الثقافة بصيادة بدعم وإشراف المندوبية الجهوية للثقافةوالمحافظة على التراث بالمنستير التي حرص مندوبها شخصيا الأستاذ محمد صالح العتيل على مواكبة فعاليات هذه التظاهرة وعلى مد يد المساعدة لإنجاحها تشجيعا للمواهب الشابة وللمبدعين الشبان الذين شاركوا بفعالية في هذا النشاط حيث تقدم حوالي عشرين مشاركا وأغلبهم تلاميذ وطلبة من معاهد وكليات الجهة، للمسابقة الشعرية وأتيحت الفرصة لجميعهم للتداول على المصدح لقراءة ما جادت به بنات أفكارهم من أحاسيس وأشواق ومن حسرات وتأوهات وتفجعات حيث راوحت قصائدهم بين الذاتي الخصوصي والاجتماعي الانساني وبين الانطلاق من المحلي المحدود الى الفضاء الكوني الواسع، وهي تعكس بالضرورة طبيعة المرحلة العمرية التي يعيشونها والميالة بطبعها الى الحماسة والى التوق الأفضل والأجمل وأحيانا الى القتامة واليأس ربما تماهيا مع الراهن القبيح في أكثر من زمان ومكان في عالم اليوم، وأما من حيث الشكل فقد حضرت كعادتها الأشكال الشعرية الثلاثة المعروفة وهي العمودية والحرة والنثرية وهي تعكس المناخ الشعري السائد في الساحة الأدبية في انتظار اكتمال ونضج تشكل التجربة لدى الشعراء الشبان. كما شكلت هذه التظاهرة فرصة هامة للشعراء الشبان للاطلاع على بعض الأنماط والتجارب الشعرية لغيرهم من الشعراء الكهول حيث انتظمت بنفس المناسبة أمسية شعرية شارك فيها كل من الشعراء جمال الصليعي والنوري قم وعبد الحميد بريك ومحمد الفاضل والعروسي الطبلبي وكمال قداوين الذين راوحوا في قراءتهم بين القديم المنشور والجديد المخطوط، وقد واكب هذااللقاء عدة وجوه أدبية معروفة بالجهة مثل قوزي الديماسي وصالح السويسي وخالد الكبير وغيرهم إضافة الى جمهور الشباب العريض الذي حرص على متابعة فعاليات هذا اليوم الثقافي من البداية الى النهاية حرصا يشي بأن الشعر الجيد كفن من الفنون مازال يستهوي الشباب ويستقطبه رغم عديد المغريات الأخرى. واختتمت التظاهرة بالاعلان عن نتائج المسابقة الشعرية التي كانت كالتالي : الجائزة الأولى : محمد أمين بن علي الجائزة الثانية: مناصفة بين ليليا بن صالح ومحمد سعيد الجائزة الثالثة : مناصفة بين نسرين عيسى وزيمن مزروق الجائزة التشجيعية: الزاهي العلواني