لا شكّ أنّ ما تخوضه الجماهير الشعبية في بلادنا ، من شمالها الى جنوبها ، منذ إفاقتها على واقع « الثورة» التي سرقت و»أهداف الثورة» التي أجهضت من نضالات وانتفاضات من أجل الشغل والتنمية والعدالة والكرامة والأرض ، لا ينفصل عماّ عرفته وتعرفه منطقة الدّخيلة من معتمدية طبربة ، منذ ما يزيد عن الشهر، من إحتجاجات شعبية تنوعت أشكالها وتنامى نسقها وإستمات أبطالها من المعطّلين عن الشغل والعمال والفلاحين الفقراء في خوضهما وإنجاحهما انتفاضا على واقع البطالة والتجيع والتفقير والتهميش الذي يجثم على صدور أكثر من سبعة آلاف ساكن من أهالي هذه القرية،ونضالا ضد حرماتهم من حقهم في أراضيهم التي تمتد على أكثر من 2500 هكتار ومع ذلك يرونها بعد أن كانت بيد المستعمر نهبا لحفنة من كبار المستثمرين التجمعيين المتواطئين مع السلطة والمستفيدين من سياسة الخوصصة والسّمسرة والتفويت في الاراضي الدولية للخواص بعقود احتكارية تمتد على عشرات السنوات وبمقابل هزيل ، يعثون فيها فسادا ويستغلون خيراتها ولا يشغلون بها الا عددا محدودا من العمال،وأكبر مثال على ذلك المستثمر المدعو «محمد علي سعيّد» الذي يحتكر لوحده أكثر من 560 هكتارا لا يعمل بها سوى أربعة عمال وهو لا يتوانى في تكوين مليشيات مسلحة تروع الأهالي هذا الواقع المأساوي فرض على أهالي الدخيلة أن يتحركوا دفاعا عن حياتهم وكرامتهم ، فخاضوا جملة من النضالات إنطلقت بالاعتصامات السلمية منذ 23أوت 2012 وتوجت بالإضراب العام يوم 27 سبتمبر 2012 وتواصلت مع التجمّعات والمسترات اليومية، وكان ذلك بدعم مبدئي من عديد المناضلات والمناضلين النقابيين الأحرار العفويين الذين واكبوا هذه التحرّكات منذ بدايتها وتوّجوا ذلك بالانخراط مع أهالي الدخيلة في تجمّعهم الشعبي الكبير الذي نظمته الجبهة الشعبية يوم الأحد 30سبتمبر 2012 حيث ساندوهم وشدوا من أزرهم على درب أفتكاك حقوقهم في الشغل والكرامة والتنمية والعدالة وإسترجاع أراىضيهم المستعمرة وإيقاف المداهمات المليشيوية والبوليسية والتتبعات القضائية في شأن مناضليهم وإطلاق سراح أبناءهم المعتقلين ظلما وعدوانا بعد أن لفق لهم أعوان الحرس بالتواطئ مع المستثمر وعصاباته قضايا كيدية كلفتهم التعذيب الوحشي الفضيع والزج بهم في السجون ، إذ يقبع الآن في السجن كل من « شاكر العرفاوي» و « سيف الدين العرفاوي» و»رضا الرياحي» وهو ما يؤكد الخيار الآمنى الذي سارت فيه حكومة الترويكا في مواجهة المطالب الشعبية العادلة للجماهير الكادحة والمفقرة والتي تتصاعد يوما بعد آخر في الشويقي ، المهرين ،سيدي علي الحطاب برج التومي وغيرها من أرياف المنطقة التي تعيش على نفس الواقع المتردي وتعرف نفس النضالات .