تونس في 1 ماي / مايو 2009 الفجرنيوز بسم الله الرحمن الرحيم تونس في 1 ماي / مايو 2009 بيان في ذكرى عيد العمال العالمي
"..إن القيمة العظيمة ليوم العمال العالمي وعيدهم هو أنه تذكرة مستمرة ضد الاستغلال على مستوى الأوطان والشعوب وعلى مستوى الأفراد.." جمال عبد الناصر تحتفل قوى الشعب العامل في الوطن العربي مع الشغيلة في سائر أنحاء العالم بعيد العمال العالمي يوم غرة مايو/ ماي من كل عام تخليدا لمأثرة عمال " شيكاغو" سنة 1886 م الذين قاموا بإضراب عن العمل يعدّ الأكثر نجاحا من جملة خمسة آلاف إضراب نفذها العمال يومها في سائر الولاياتالمتحدةالأمريكية بدعوة من "الإتحاد الأمريكي للعمل" من أجل فرض توزيع لساعات اليوم بالتساوي بين "العمل" و"النوم" و"الاستجمام". ولم تتوانى آلة القمع والمليشيات المأجورة كعادتها في التصدي بعنف للعمال المحتجين سلميّا فأوقعت بينهم القتلى والجرحى، ونصبت للنشطاء منهم المشانق على إثر محاكمات صورية وأدلة ملفقة. وإذ يحيي الوحدويون الناصريون في تونس نضال قوى الشعب العامل في الوطن العربي وسائر الشغالين في العالم ويشاركونهم احتفالاتهم بعيد العمال العالمي، يؤكدون على أن تلك المأثرة العمّالية، كانت ولا تزال، نبراسا يهتدي به الكادحون في مختلف أنحاء العالم وهم يخوضون مع شعوب البلدان النامية الصراع المرير الذي أفرزته بنية النظام الرأسمالي نفسه ؛ وهي الدليل القطعي على أن الرأسمالية كانت حلاّ فاشلا وخائنا لكل آمال الشعوب في التحرر والتقدم. كما يعتبرون الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالعالم اليوم، هي أزمة خيارات النظام الرأسمالي المركزي وتوابعه تتجلى أبرز مظاهرها في إفلاس البنوك وكبريات الشركات وتسريح آلاف العمال وتراجع حجم الاستثمار وانكماش الطلب على السلع والخدمات وتقهقر معدلات النمو وارتفاع نسب التضخم؛ وستكون قوى الشعب العامل وشعوب البلدان النامية أكثر ضحاياها تأثرا باعتبارها العناصر الأضعف في المنظومة الرأسمالية ، مما يحتم التضامن النضالي ورص الصفوف بين هذه الشعوب والقوى المناهضة للاستغلال في العالم للتعجيل بحسم الصراع التاريخي مع الرأسمالية المتوحشة المتوسلة بالتقدم التكنولوجي وبالجيوش الجرارة ووسائل الهيمنة والرعب، وبناء نظمها الوطنية ذات الجوهر الإنساني المتحررة من كل أنواع الاضطهاد والاستغلال. إنّ الأمة العربية، وقد ابتليت في وحدة كيانها السياسي، وتمت تجزئتها، أرضا وشعبا، بين الاستعمار الاستيطاني ودويلات مصطنعة يتوقف بقاؤها من عدمه على حماية القوى الاستعمارية لها، تجد نفسها في خضم هذا الصراع التاريخي ضد الرأسمالية العالمية، متقاطعة مع قوى التحرر ومناهضة الإمبريالية في العالم، وهو ما يحتم على قواها المناضلة استئناف الانخراط بفاعلية في النضال الإنساني التي تخوضه الشعوب والأمم وسائر الشغيلة بالفكر والساعد ضد كل من الاستعمار والاستغلال والاستبداد. فالتحالف مع قوى التحرر العالمية، يعزز إمكانات الشعب العربي من أجل تحرير العراق وهزم الحركة الصهيونية واستعادة فلسطين كما كانت جزءا غير قابل للانفصال من الوطن العربي، واسترداد سبتة ومليلة ولواء الإسكندرون وإقليم الأحواز، ومن أجل بسط سيادته على كامل أراضي الوطن العربي وإنفاذ سلطته على كل ثرواته، ليصوغ بإرادته الحرة أسلوب حياة أبنائه في ظل دولته الحرة الواحدة التي لا مكان فيها للاستبداد والاستغلال بكل أشكاله وتصان فيها إنسانية الإنسان بصرف النظر عن جنسه أو لونه أو دينه ويحترم فيها التنوع الإثني والثقافي لكل مواطنيها باعتبارها عوامل إثراء للحضارة العربية الإسلامية وليست انتقاصا من هيبة الأمة العربية وتهديدا لوحدتها. إن الأحداث الاجتماعية التي تهز الوطن العربي من حين إلى آخر، ومن أبرزها أحداث مصانع المحلة بمصر وأحداث مدينة لحج باليمن، وأحداث مدينة سيدي ايفني بالمغرب الأقصى، وأحداث منطقة الحوض المنجمي بتونس، تتقاطع في المنطلق والمغزى وإن اختلفت من حيث الحجم والتأثير- مع أحداث مدينة شيكاغو سنة 1886 الشهيرة التي لا تزال حية متوهجة في الضمير الإنساني وعنوانا للنضال ضد جبروت الرأسمالية والاستبداد.. فإن كان ضحايا شيكاغو أطول عمرا من جلاديهم، وظلّ صمتهم في قبورهم أشدّ أثرا من كل جعجعة المستبدين أينما وجدوا، فإن الإبقاء على أبطال مدينة الرديف بتونس في غياهب السجون هو استهتار بقيم حقوق الإنسان وبمبادئ العدالة ووصمة عار في جبين السلطة التي أرادت أن تجعل منهم كبش الفداء للتغطية على فساد أجهزتها، وعلى فشلها في التنمية وفي استيعاب آلاف الخرجين المعطلين وآلاف الشباب الذين فقدوا كل أمل في الحصول على فرصة عمل يصونون بها كرامتهم وتحول دونهم وركوب قوارب الموت أو الاستسلام للموت البطيء. لقد أصبح من المتأكد وجوب إطلاق حملة وطنية ودولية لحشد النقابات وقوى المجتمع المدني المناهضة للاستعمار والاستبداد من أجل أطلاق سراح هؤلاء الأبطال الذين استطاعوا بإمكاناتهم المتواضعة تأطير الحشود الثائرة وتجنيب المدينة مآسي العنف طيلة ثلاثة أشهر قبل أن تتدخل السلطة بكل صلف وجبروت لتنتهك قوات بوليسها الحرمات وتروّع الأهالي العزل. إن ارتفاع معدلات الجريمة وتزايد طوابير المعطلين عن العمل وتدهور المقدرة الشرائية للشغالين وعموم الشعب في القطر وبطلان مفعول جرعات التسكين الدورية التي اعتمدتها السلطة منذ بداية التسعينات، علاوة على الانغلاق السياسي المصحوب بالتشنج الأمني للسلطة وهي تتهيأ للشروع في استعراضها الانتخابي الدوري بإسناد ومباركة من "معارضة" متآمرة، يضع جماهير شعبنا وقواه المناضلة في جبهة مفتوحة مع قوى الاستغلال وحماتها المستبدون الذين سيزدادون شراسة تعويضا لخسائرهم جراء الأزمة الاقتصادية العالمية. · عاش نضال قوى الشعب العامل من أجل الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية · عاش الإتحاد العام التونسي للشغل حرا مستقلا ودرعا منيعا في وجه الاستغلال والاستبداد · عاش نضال جماهير الأمة العربية من أجل الحرية والاشتراكية والوحدة