على هامش أشغال المؤتمر الوطني للحوار، اتصلنا بثلة من الحقوقيين والسياسيين وحاورناهم حول انتظاراتهم من نتائج التي من الممكن أن يفرزها المؤتمر الوطني للحوار كما قّدّموا مواقفهم من سلوك حزبيْ النهضة والمؤتمر من أجل الجمهورية اللذين قاطعا هذا اللقاء. راضية النصراوي (جمعية مناهضة التعذيب) موقف المقاطعة غير الجدّي - جيد جدا ان يتم حوار بين مختلف الأطراف السياسية ومكونات المجتمع المدني وكل الفاعلين في الشأن السياسي، الا انه من المفيد أيضا ان يسفر عن نتائج ايجابية واتفاقات فيما يتعلق بالدستور والانتخابات وهيئة الاعلام وفض كل المشاكل العالقة والمطروحة. اما فيما يخص غياب حزبيْ النهضة والمؤتمر فأعتقد انه ما من أسباب منطقية ارتكزا عليها بل قدّما أسبابا غير جدّية في عدم حضورهما، باعتبار أن أي حوار يفترض وجود خلافات وأحيانا تكون اختلافات جوهرية وهذا من أدبيات أي حوار جدّي، وبيّنّا أن نيتهما واضحة وهي عدم استماع أي كان والى أي رأي مخالف. شكري بلعيد (عضو قيادي بالجبهة الشعبية) المؤتمر هو برنامج حقيقي للخروج من الأزمة - إن عدم حضور النهضة والمؤتمر لدليل أخر على رفضهم للحوار وعلى تغليبهم لمصالحهم الحزبية على مصلحة البلاد، وبهذا السلوك اللامسؤول فهما يدفعان البلاد نحو أزمة مفتوحة ونحو المجهول وتأزم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية . إن هذا المؤتمر بإمكانه أن يشكّل انطلاقة حقيقية وايجابية لفرض خطّة عمل وبرنامج ومواعيد وآليات للخروج من أزمة سياسية خانقة تبقي بلادنا على الطريق السليمة وعلى بر الأمان. أحلام بالحاج (النساء الديمقراطيات) الدور الوطني للاتحاد - أتصور أن الاتحاد العام التونسي للشغل له من المشروعية بتنظيم مثل هذا الحوار وإنجاحه، وبإمكانه ان يضمن إفراز نتائجَ تؤدي الى مقترحات عملية وناجعة، وهذا نابع من عمق دور الاتحاد العام الوطني والذي يجعله الوحيد القادر على تنظيم مثل هذه اللقاءات الوطنية مع الأحزاب والمجتمع المدني وليس من مشمولات السلطة القائمة . فيما يخصّ النهضة والمؤتمر فقد أقصيا نفسيهما بنفسيهما وأعطيا دليلا على واضحا على نبذهما للوفاق. الطيب البكوش (نداء تونس) ضغط المجتمع المدني سيؤدي إلى نتائج إيجابية - بما أن بدايات هذا المؤتمر ناجحة فبالضرورة ان خواتمه ستكون ناجحة، وغياب بعض أحزاب السلطة عن هذا اللقاء هو خطأ سياسي فادح لا يخدم مصلحة تونس التي تقتضي وجود كل الأطراف والفرقاء على طاولة واحدة للحوار. إن هذا الغياب لن يؤثّر ولقد بيّنت التجربة التاريخية أن ضغط المجتمع المدني سيؤدي إلى نتائج ايجابية. محمد البراهمي (أمين عام حركة الشعب) عزل البعير المعبّد - هذا المؤتمر قادر أن يحقّق نقلة في المشهد السياسي وقادر أن يؤسس لبرنامج إنقاذ وطني كم نحن محتاجون إليه اليوم لتجنّب أي انزلاق في متاهات العنف والفوضى والتي تشكّل أرضية خصبة لقتل الديمقراطية والتأسيس لاستبداد جديد. وحول غياب حزبي السلطة فقد ثبت مرة أخرى للرأي العام بأن النهضة مثلا لا تؤمن بالديمقراطية المستدامة وتسللت الى المشهد السياسي عبر الإعلام الموجّه والمال السياسي الخليجي وبتزكية من الولاياتالمتحدةالامريكية وبوساطة قطرية، انه خطأ تتحمّله النهضة والمؤتمر ولا يتحمله المجتمع وسيجبران على الحوار الوطني وإلا سيعزلان عزل «البعير المعبّد»... عبد الرزاق الهمامي (رئيس الهيئة السياسية لحزب العمل الوطني الديمقراطي) المقاطعة موقف غير بناء - يُنتظر أن يخلق هذا المؤتمرحالة من التحفيز لدى الفاعلين السياسيين لتحقيق توافقات حول الأجندا الوطنية مواعيدَ ومضامينَ، وهذا المؤتمر ليس بديلا عن شرعية المجلس التأسيسي ولكن يمكن أن يمثّل ضاغطا على القوى السياسية من أجل التوافق. إننا لا نوافق على الإقصاء ونعتبر موقف النهضة والمؤتمر غير بناء وندعوهما إلى تحمّل المسؤولية بما أنهما الحزبان الرئيسيان المسؤولان عن تسيير الشأن العام في البلاد كما ندعوهما الى مراجعة هذا الموقف والدفاع عن وجهة نظرهما في اطار حوار بناء فالداعي للإقصاء هو في الحقيقة يقصي نفسه ونحن لا نريد ذلك.