بعد رحلة عدة ليال تقاطعت فيها جملة من الفنون المختلفة فوق ركح المسرح البلدي في اطار مهرجان المدينة بالعاصمة مستجيبة لمختلف الأذواق، ستختتم هذه التظاهرة الفنية يوم الاربعاء القادم 18 اكتوبر 2006 دورتها الحالية 24 بعرض ضخم ستتغنى وتنشد فيه درصاف الحمداني «كلمات اكبر شاعر صوفي عرفته البشرية مولانا جلال الدين الرومي» وتراث سيدي بلحسن الشاذلي في نصوص بالعربية والفارسية والتركية تتوحد جميعا في التغني بالعشق والوجد والجمال وهو عرض من انتاج «غاية للانتاج» التي يديرها إلياس بكار. وتتركب المجموعة الفنية والموسيقية التي ستؤمن فقرات هذا العرض والى جانب درصاف الحمداني في الاداء وخالد بن يحيى في العزف على العود كل من علي بن قدور (ادارة كورال)، سليمان يرديم (ناي)، عبد الباسط متسهل (كمان)، محمد زين الجبالي (شيلو)، توفيق زغندة (قنون)، مورات أيدمير (طنبور)، قدور بلحاج قاسم (ايقاع)، أحمد شاليشار (منشد) وسيصاحبهم جميعا كورال مجموعة «تجلي». عرض «يا مولانا» الذي سيختتم به مهرجان المدينة في دورته 24 سيكون حتما عرضا ضخما من حيث الدفقات الوجدانية التي ستنثرها درصاف الحمداني في «قلوب» الجمهور الذي سيواكبها، كيف لا وهي ستنشد له مختارات من تراث أكبر شيخ طريقة في المغرب العربي الشاذلي بلحسن ومختارات من تراث جلال الدين الرومي... درصاف الحمداني بعرضها «يا مولانا» ستنشد بعضا من الشعر الروحاني والغزل الصوفي وربما من النثر الحكمي لجلال الدين الرومي الذي نقل الى جانب ابن عربي التصوف من الشطح الى العلم رغم ان أسلوب هذا الاخير كان القلب على عكس معاصره ابن رشد الذي اعتمد العقل... العرض سيكون لا محالة ضخما واستثنائيا ما دامت النصوص المغناة ستصل الجمهور باللغة العربية والفارسية والتركية... وكلها لغة القلب... لغة الحب... أو هي كما وصفها أهم صوفي عرفه المغرب والمشرق، بل كل الانسانية، الاندلسي ابن عربي في اشهر ما عُرف به من غزل صوفي: «لقد صار قلبي قابلا كل صورة / فمرعى لغزلان، ودير لرهبان / وبيت لأوثان، وكعبة طائف / وألواح توراة، ومصحف قرآن / أدين بدين الحب أنى توجهت / ركائبه، فالحب ديني وايماني»... فالحب والعشق لا تسوّره لغة فارسية او تركية او عربية او آرامية... هو حالة تتقاطع فيها المسيحية بالاسلام وتتواشج فيها كل الديانات لتظل اشراقته كلية، وجودية قلبية...