بعد كتابيه «العولمة والثقافة» و «بؤس العولمة» أصدر المفكر والباحث الاستاذ حاتم بن عثمان كتابا جديدا بعنون «لغة تبحث عن أراضيها». والاستاذ حاتم بن عثمان من مواليد مدينة سيدي بوعلي في 11 سبتمبر 1953 وهو متحصل على الدكتوراه في الاداب من جامعة السربون بباريس سنة 1982 بأطروحة حول «القصة القصيرة في مصر بعد هزيمة 1967، الكتابة واشكالية الحرب» وانضم الى هيئة التدريس بجامعة السربون الجديدة من 1982 الى 1985 ودرّس الحضارة الحديثة بمركز الدراسات حول الشرق المعاصر بباريس من 1983 الى 1985 والتحق بعد عودته من فرنسا نهاية عام 1985 بدار المعلمين العليا ثم بكلية الاداب والعلوم الانسانية بسوسة لتدريس اللغة والترجمة والادب الحديث وهو عضو بمنتدى الفكر العربي بعمان منذ عام 1999 وعضو بالمجلس العلمي للمركز العربي للتعريب والترجمة والتأليف والنشر بدمشق وسبق للاستاذ حاتم بن عثمان ان تحمّل عدة مسؤوليات سياسية وادارية من بينها رئيس لجنة الشؤون السياسية والعلاقات الخارجية بمجلس النواب وامين مال مساعد وعضو الديوان السياسي للتجمع الدستوري الديمقراطي ووزير التربية وسفير تونس بالاردن ورئيس المجلس الاعلى للاتصال ووزير مستشار لدى رئيس الجمهورية ومنذ عام 2001 يتحمل مسؤولية رئيس المنظمة التونسية للتربية والاسرة وله بحوث ودراسات في الادب ومناهج النقد الحديث وقضايا العصر ك «مدرسة الغد» و «دور الجامعة ومستقبل البحث العلمي في العالم العربي» و «الخصوصية والكونية من خلال تدريس اللغات الاجنبية» و «العولمة والعلاقات العربية الصينية» و «العولمة والمتوسطية» و «الخصوصيات الثقافية والتحديات العولمية» و «المكتسبات الاجتماعية للأسرة العربية في سياق العولمة». لغة تبحث عن أراضيها في طبعة أنيقة جاء كتاب «لغة تبحث عن أراضيها» في 236 صفحة من الحجم المتوسط وتصدرت صفحة غلافه لوحة زيتية للراسم الشاب باسم بن عثمان، وتضمن الكتاب بين دفتيه الى جانب المقدمة وقائمة المصادر والمراجع والسيرة الذاتية للمؤلف، أربعة مباحث كان أولها بعنوان «لغة تبحث عن أراضيها» وثانيها بعنوان «الاستشراق وتدريس اللغة العربية في فرنسا» وثالثها بعنوان «هل الترجمة نقل للشكل ام الجوهر» ورابعها بعنوان «قراءة سينمائية للصور الشعرية في قصة قصيرة». وفي تقديمه لهذا الكتاب قال الاستاذ حاتم بن عثمان «نريد في هذا الكتاب اثبات ضرورة ادراج اللغة في أولوية سلم الاهتمامات العربية وتبيان العلاقة العضوية القائمة بين الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي للعالم العربي وواقع اللغة العربية في أوطانها وخارج حدود أراضيها ومنابتها... فالواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي نص مفتوح معقد النشأة والتركيب، متغير الاوضاع والسمات والعلامات كالنص الادبي المتغير بتغير زمن القراءة ومكانها وبظروف القارئ وفعل الزمن والتاريخ والاحداث في الواقع والانسان وبتراكم التجربة والمستجدات المعرفية لذلك كانت أوجه الشبه متعددة بين النص المكتوب والواقع السياسي المفتوح بين الناقد الادبي والمتابع للشأن السياسي وان كان الادب اكثر مجالات الابداع قربا وارتباطا بالسياسة فلأن اللغة في جانبها اللساني والابداعي والسياسة في بعدها النظري والاجرائي قائمتان على البحث عن تشخيص مأساة الانسان والبحث عن توفير شروط سعادته وكلاهما يبني للانسان عالما من المثل والاحلام للتجاوز والتعويض وفتح افاق الطموح الى الاجمل والاسمي».