تبلغ تظاهرة «24 ساعة مسرح» هذا العام دورتها الثانية عشر في إطار إحياء اليوم العالمي للمسرح وعشرينية مراكز الفنون الدرامية والركحية بتونس. هذه التظاهرة التي تقام خارج الأزمنة المألوفة والفضاءات المعهودة تقطع مع المعهود بانفتاحها على جميع الفنون: (مسرح، موسيقى، رقص، فنون تشكلية وتجليات...)، تدور فعالياتها في فضاءات عديدة ومتنوعة وغير متعودة على استقبال عروض فنية (المركز المندمج للطفولة، دار المسنين، السجون) بالإضافة إلى قاعات عروض المركز ودور الثقافة (الكاف، تاجروين، نبر والجريصة)، كما تنتهج أسلوبا مختلفا في علاقتها بالزمن حيث تختزل الوقت وتمكن المشاهد من إدراك ما فاته ومتابعة أعمال فنية متنوعة الأشكال مختلفة الأجناس من داخل الوطن وخارجه إيمانا بكونية الفن وتلاقح الثقافات، حيث تم برمجة أكثر من 25 عرضا من مختلف الفنون يومي 26 و27 مارس 2013. ولتدارس تموقع المسرح ووظيفته الإجتماعية والثقافية تلتئم مائدة مستديرة تتناول موضوع «المسرح والمدينة» وهو موضوع الراهن السياسي والإجتماعي والثقافي يساهم في تأثيثها ثلة من الدكاترة والأساتذة المهتمين بالشأن المسرحي وذلك يوم 25 مارس 2013 على أن تشفع المداخلات بأمسية شعرية. ومعلوم أن مركزالفنون الدرامية والركحية بالكاف وبالتوازي مع دوره التكويني وإنتاج الأعمال المسرحية وترويجها يسهر على تنظيم تظاهرات ثقافية وهو دور لا يقل أهمية عن سابقيه. ولئن يمثل الإنتاج والترويج فرصة لاحتضان المبدعين لتقديم أعمالهم للجمهور وإذا كان التكوين يهدف إلى تمكين المخرجين والممثلين والفنيين من اكتساب مهارات جديدة في كل ما يتعلق بالعملية الإبداعية، فإن تنظيم التظاهرات الثقافية يتيح المجال للجمهور لكي يطلع على تجارب وأنماط مختلفة وطنية وأجنبية ويدعم التبادل الثقافي. وفي هذا الإطار وتثمينا لتظاهرة 24 ساعة مسرح والتي ستبلغ هذا العام دورتها الثانية عشر فان منظمي التظاهرة يسعون أن تكون الدورة الثانية بعد الثورة استثنائية محاولين شد الجمهور و تجاوز النقائص الفنية والتنظيمية التي عرفتها التظاهرة. وعلى هذا الأساس ستكون مقاربتنا مرتكزة على ضمان الكيف فنيا وتنظيميا.. وتجدر الإشارة إلى أنّه ومنذ السنة الماضية 2012 تم تغيير الحيز الزمني وذلك بالإبقاء على ال24 ساعة مسرح ولكن دون «دون انقطاع» بحيث تدوم التظاهرة يومين كل يوم 12 ساعة بداية من العاشرة صباحا إلى العاشرة مساء أي يومي 26 و27 مارس 2013، تنتظم هذه السنة في إطار الاحتفالات بعشرينيّة مراكز الفنون الدراميّة والركحية بتونس واليوم العالمي للمسرح الذي يوافق السابع والعشرين من كل عام، وهو خيار يعود لملاحظة عديد المتتبعين إلى أن الجمهور لا يستطيع مواكبة جميع العروض لما يسببه تقديمها في ساعات متأخرة من الليل من تعب وإرهاق صحي وعدم تركيز ذهني، بل إن بعض العروض قد تتم في قاعات خالية من الجمهور إلاّ من أولئك المشوّشين.. وعليه تقتضي النجاعة إضفاء تغيير على الحيز الزمني بحيث تتاح الفرصة للجمهور من متابعة أكثر عدد ممكن من العروض وتمكين الفرق من العرض في وقت ملائم للعمل.