تحتضن مدينة سوسة من 9 الى 11 نوفمبر القادم ندوة فكرية بعنوان «المرأة والتشريع» وذلك ببادرة من وحدة البحث والتشريع في الاحوال الشخصية بكلية الآداب والعلوم الانسانية بسوسة وتحت اشراف جامعة سوسة للتعليم العالي. وفي تصريح «للشعب» قالت الاستاذة الدكتورة نائلة السليني الراضوي (رئيسة وحدة البحث) «إن الحديث عن التشريع في عصرنا الحاضر هو من أهم المشاغل التي تشد المفكرين المعاصرين وهو حديث يتجاذبه قطبان الاول ينادي بأن «الشريعة» سجّل تضمن جميع الاجوبة عن أسئلة اجتماعية مضت وحاجة حاضرة وما يمكن ان يحتاج اليه الثاني يعتبر ان المجتمعات كائن حي واللافت ان الحديث عن رؤية تجديدية للتشريع في المجتمعات الاسلامية صار مختزلا في «المرأة» بل تحول الى رمز لا ينطبع المجتمع بصفته الاسلامية الا به... واضافت الدكتورة السليني الراضوي «ان الحديث عن المرأة ومكانتها في التشريع انما هو تعبير عن هاجس وجودي حيوي في عصرنا الحاضر وهو ما جعل وحدة البحث تختار «المرأة والتشريع» محورا رئيسيا لهذه الندوة الفكرية وذلك انطلاقا من عدة عوامل ابرزها ان تاريخ انعقاد هذه الندوة يتزامن مع مرور خمسين سنة على صدور مجلة الاحوال الشخصية وان المواقف من هذه المجلة سايرت هذه الفترة ومنها الموقف الصريح والضمني والموقف الناقد ومنها ايضا الموقف المناصر الذي يعتبرها الحل الأمثل لبقية المجتمعات الاسلامية وكذلك انتشار نزعة «الخوف من الآخر» والداعية الى الانكفاء على الذات وتقليب السجل التراثي الفقهي وهي نزعة تنحو الى مزيد الانتشار وتبرز خاصة في الفتاوي اليومية عبر الانترنت وعبر قنوات فضائية خاصة. محاور متنوعة واعتبارا لأهمية الموضوع فان وحدة البحث ارتأت تنظيم هذه الندوة حتى تحلل وتقيّم بصورة موضوعية حال التشريع للمرأة وقد تم تبويب الموضوع الى خمسة محاور: المحور الاول سيكون حول الاحوال الشخصية التونسية من حيث تاريخية النشأة وأصولها الفقهية واجراء مقارنة بين المجلة التونسية ونماذج من قوانين الاحوال الشخصية بكل من المغرب ومصر ولبنان والاردن وسيهتم المحور الثاني بقوانين الاحوال الشخصية واتفاقية السيداو، اما المحور الثالث فسيدرس موضوع «المرأة في الفتاوي من خلال وسائل الاعلام كالصحافة المكتوبة والفضائيات والانترنت» وسيتم التركيز على مشاغل المجتمعات الاسلامية المعاصرة من اسئلة الفتاوي (مشاغل المرأة ومشاغل الرجل) وعلى صورة المجتمعات، كما ابرزتها أجوبة الفتاوي (المسافة الفاصلة بين قوانين الاحوال الشخصية وتصور نظام المجتمع) وسيهتم المحور الرابع بدراسة المرأة من خلال النوازل القضائية وعرض لأمثلة من التجارب القضائية الميدانية فيما سيهتم المحور الخامس والاخير بتقييم التقرير الرابع للتنمية البشرية حول النهوض بالمرأة.