منذ بداية الأسبوع الاثنين 11مارس2013 بدأت الاستعدادات حثيثة بدار الاتحاد الجهوي للشغل ب لاحياء الذكرى الرابعة عشرة لوفاة الزعيم النقابي والوطني الحبيب عاشور تحت إشراف الأمين العام حسين العباسي. وقد تم يوم الاربعاء 13مارس2013 افتتاح المعرض الوثائقي حول المسيرة النقابية والنضالية لبطل معركة 5 أوت 1947 وذلك ببهو دار الاتحاد الجهوي للشغل ب. وصبيحة يوم الاربعاء 14ماري2013 وفي حدود الساعة العاشرة والنصف صباحا خرجت حشود غفيرة من النقابيين قواعد وهياكل في مقدمتها الأمين العام للمكتب التنفيذي الوطني والأمين العام للمكتب الجهوي ب من مقر دار الاتحاد الجهوي ب رافعة شعارات تنادي بحياة الاتحاد وتعبر عن وفائها لدماء شهداء الحركة الوطنية وشهداء الحوض المنجمي و ثورة 14جانفي 2011 في اتجاه ميناء لتتحول إلى منزل المرحوم الحبيب عاشور بجزيرة قرقنة. حيث كان في استقبالهم عائلة المرحوم الموسعة وفي مقدمتهم أرملته وأبنائه ثامر وحبيّب وفوزية الذين عبروا عن تقديرهم الكبير للنقابيين لوفائهم الدائم للمرحوم الحبيب عاشور وإخلاصهم المتواصل للمبادئ التي بنا عيها الاتحاد رفقة ثلة من النقابيين وفي مقدمتهم زعيم الحركة النقابية و الوطنية الشهيد فرحات حشاد. ثم تناول الكلمة السيد حسين العباسي الذي ذكر بالخصوص : «زعيمنا الحبيب عاشور ورفاقه في الدرب وفي مقدمتهم فرحات حشاد أسسوا الاتحاد زمن الاستعمار وتحملوا مسؤولية الدفاع لا عن المطالب الاجتماعية بل عن الوطن وتحريره. والزعيم الحبيب عاشور قد شن إضرابا ب مباشرة بعد تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل وذلك يوم 5 أوت 1947 وما انجرّ عن هذا الإضراب من ردّ وحشي وهمجيّ قام به الاستعمار إذ أستشهد ثلاثون نقابيا وجرح المئات وحُوكم الحبيب عاشور من أجل مواقفه المبدئية في طرد الاستعمار. ولكن الأدهى والأمر أن نحاكم عاشور 3 مرات بعد الاستقلال وكان في كل مرة يدافع دفاعا مستميتا عن استقلالية المنظمة ومصلحة العمال والاتحاد من أجل أن يلعب دور التوازن. وبعد كل محاكمة يخرج الاتحاد منتصرا أكثر من قبل. واليوم نأتي إلى قرقنة لإحياء ذكرى وفاة المرحوم عاشور اعترافا له بالجميل و الوفاء لروحه الزكية ولأرملته التي صبرت و صابرت معه ولعائلته ولنجدد التزامنا وتمسكنا بثوابت الاتحاد التي أسسها مع رفيق دربه زعيم الحركة النقابية والوطنية «فرحات حشاد». وفي مقبرة العباسية وبعد أن تلا النقابيون فاتحة الكتاب على روح الفقيد الحبيب عاشور تناول الكلمة الأخ محمد شعبان الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل ب الذي ذكر الحاضرين بمناقب عاشور وأبرزها أنه من مؤسسي الاتحاد العام التونسي للشغل وبطل معركة 5 أوت 1947 والمدافع دون هوادة عن استقلالية الاتحاد في إضراب 26 جانفي1978 وما تميز به من جرأة وصبر وثبات خلال مسيرته النضالية النقابية والوطنية بدء بأزمة 1965 مع الرئيس الحبيب بورقيبة و1985 مع الوزير السابق محمد مزالي. وقد تعرض عاشور إلى السجون والمنفى وقد تجاوز عمره السبعين سنة ولكنه لم ييأس في الدفاع عن حقوق العمال والحفاظ على استقلالية المنظمة. وقد دعا محمد شعبان النقابيين الأوفياء لشهداء المنظمة بأن يحافظوا على الاتحاد وأن يتصدوا لكل المؤامرات التي تحاك ضدّه واتهامه بأنه مسيّس وأن يواصلوا نضالاتهم من أجل تحقيق أهداف الثورة.