في حياة الاتحاد العام التونسي للشغل أحداث وتاريخ ورجال ومحطات مازلنا نقف عندها ونستلهم منها العبرة والمعاني... أبرز هذه المحطات التاريخية ورجالاتها ذكرى حوادث 5 أوت 1947 وبطلها الزعيم المرحوم الحبيب عاشور والتي تحولت الى تقليد سنوي يجدد فيه النقابيون العهد مع مواصلة النضال والتمسك بحقوق الشغّالين ودعم وصيانة مكاسب البلاد واستقلالها ذلك ان هذه الذكرى كتب تاريخها بدم قوافل من الشهداء هبوا في وقفة واحدة لمناهضة الاستعمار واتسغلاله. بعد غد الاحد 5 أوت 2007 تكون قد مرت على هذه الذكرى ستون سنة واذا كان التقليد المألوف في إيحاء هذه الذكرى هو ان يتحول النقابيون وفي مقدمتهم الاخ الامين العام واعضاء المكتب التنفيذي الوطني الى جهة صفاقس حيث ينظم الاتحاد الجهوي للشغل برنامجا إحتفاليا ينطلق من زيارة الى مقبرة الشهداء وينتهي بزيارة الى ضريح بطل المعركة المرحوم الحبيب عاشور بجزيرة قرقنة فإن العبرة التي يمكن ان نمررها للاجيال الحاضرة والقادمة هي ان احداث 5 أوت 1947 أتت في فترة صعبة مازال فيها الاتحاد العام التونسي للشغل طري العود وكانت فيها الحركة الوطنية ممزقة الاوصال بين الكفاح المباشر والنضال السياسي ورغم ذلك دعا الاتحاد العام الى إضراب جهوي عام احتجاجا على ما يجابه عمال المدابغ من قهر وظلم واستغلال من المستعمر الفرنسي وجاء رد الاستعمار بإطلاق الرصاص وكانت أوّل رصاصة صوبت نحو الزعيم المرحوم الحبيب عاشور الذي أصيب بجروح بليغة فيما سقط من حوله عدد من الشهداء ولم يفلح الاستعمار في قمع هذه الحركة النضالية الاحتجاجية ولم يفلح في كسر وحدة العمال المضربين وقد اسست هذه المعركة الى نضالات متعاقبة ظل الاتحاد العام التونسي للشغل وزعمائه رائدا لها وحاثا عليها وداعما لها. بطل المعركة الحبيب عاشور ولد في 25 فيفري 1913 بقرية العباسية بجزيرة قرقنة وتوفاه الاجل المحتوم بعد مسيرة حافلة بالنضال والكفاح يوم 14 مارس .1999 انخرط سنة 1935 في ال.س.ج.ت (C.G.T) ساهم إلى جانب الزعيم فرحات حشاد في تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل. انتخب اول كاتب عام للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس. حكم عليه إثر حوادث 5 أوت 1947 بالسجن لمدة ست سنوات اشغالا شاقة وعشر سنوات نفيا. 1965 حوكم من أجل باخرة قرقنة. 1978 أعلن الاضراب العام ليوم 26 جانفي 1985 حوكم في ما عرف بقضية كوسوب. حصيلة المعركة 32 شهيدا 500 جريحا 300 عامل موقوفين في السجن 3000 عامل مطرود من بلاغ ما بعد المعركة مباشرة أصدر الاتحاد العام التونسي للشغل اثر المعركة بلاغا نقتطف منه ما يلي: والاتحاد العام التونسي للشغل سوف يتابع دفاعه عن حقوق الطبقة العاملة مستعملا في هذا السبيل جميع الوسائل الممكنة فهو يقوم بجميع الواجبات التي تعترضه في قيامه بمأموريته العظمى المتعلقة على نجاحه فيها الحماية الاجتماعية لبلادنا... وهاهو يستمد من ارواح ضحاياه القوة اللازمة... من أقوال بطل المعركة النقابيون وطنيون ومخلصون لبلادهم وكل ضربة توجه ضدهم هي في الواقع ضربة في صميم الشعب ذلك ان الاتحاد قوّة خير يقوم باعمال جليلة لفائدة الصالح العام..