حاربي كتيهيا ولا تنسي أنك نصف السماء، حاربي مثلها لقد كانت غزالة سمراء ويقال إنها شقراء و ربما كانت حمراء، لا أعلم الكثير عن ملامحها ولكن جيوش العرب تشهد بأنها ملكه النساء وروما تنحني أمامها وحسان يشهد بأنها فارس لا يهاب رعد السماء، إبن النعمان لاينسى أن الصحراء تخضر لو مر خيال تيهيا أو لمست قدمها رمال تمازغا الصفراء، مالك يا ابنه أمي انهضي وأسأليهم! ولا تخشي سطوتهم ولا تستغربي قولهم فهم من أخبر الشرق عن تيهيا وهم من شكوا لدمشق صلابه تمغارت وهم أيضا من تغنّى بربوعنا الخضراء، وهم من فشلوا أمام الأمازيغ و قالوا عن أجدادنا برابرة و اتهموا غزاله الجبال بالشعوذه والكهنوت ...لا تغضبي من قولهم فالعربي لم يفهم بعد عقل النساء. لا تزعجي يا ابنة أمي التمسي لهم الأعذار فشتان بين مسرح قرطاج وحلبة سباق ابل، وشتان بين قصائد الدوعاجي وفتاوي شيوخهم الظلامية... وعليه كتبوا بأن تيهيا كاهنه تعلم بالغيب وعليه هزم جيش الأمازيغ جيوش العرب الغراء... لا تستغربي جهلهم فأرض مكة تحمي السارق وتحارب الامناء. اسأليهم عن تامزغا وعن تمغارت فلقد غيروا اسمها وجعلوها عورة وفتنة وأرادوها جارية للخلفاء، وقتلوا أهلها وحرقوا خصال شعرها... عملا بأمر ربهم من جعل فيهم النبوة والكتاب ولكنهم استباحوا «بأحاديث محمد» جميع أمم الله. فغيروا الدين وأفتوا ببعول البعير ونبي الله منهم براء، حاربي يا ابنه أمي ولا تصمتي لقد عادوا وتركوا اثرهم على على أجساد حماه الوطن لقد عادوا وقطعوا شرايين فرساننا. لقد عادوا وحلّ الظلام في الخضراء عادوا فعودي... خذي سلاحك وعانقي السماء احملي تاريخك وانهضي فنوميديا تلعن الضعفاء قومي وهاتي الأقمار لتضيء قبور الشهداء ونادي أطلس وتانيت وآتي بماء امون ولا تنسي تونا روز تلك الصبية باعثه الحياه وألبسي الأزطا وامضي امامهم فالغربان الشرق تخشى ألوان الحياة وضعي تاج تمتوت وتبرجي... إن ابراجهم تسقط أمام تاريخ العظماء حاربي سيدتي كأنك «تيهيا» ولا تنسي أنك نصف السماء. «تيهيا» (1): كاهنة الاوراس