أوضح ممثلو أحزاب الترويكا في ختام لقائهم بالمنظمات الراعية للحوار الوطني في مقر الاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي الثلاثاء 3 سبتمبر 2013 عزمهم إنهاء عمل الحكومة المؤقتة في مدّة تتراوح بين الشهر والشهرين، فيما تمسّكوا بمواقفهم إزاء بقيّة المبادرة. من جهته دعا الأخ الأمين العام حسين العباسي كلاّ من أحزاب الترويكا والمعارضة إلى تقديم المزيد من التنازلات التي وصفها بالمؤلمة لإنقاذ تونس، وأكّد أنّ الحوار لن يتواصل في ظلّ جلوس الأطراف المعنيّة في مجموعات متفرّقة وطالب بضرورة حسم هذا الموضوع والتوصّل إلى حلول عمليّة وإلّا فإن الاتحاد وبقيّة المنظمات الراعية للحوار سيضطرّون إلى الإعلان عن أربعة حقائق اعتبرها مؤلمة رأى أنّه من «الضروري أن يعرفها الشعب التونسي». ويذكر أن اللقاء قد انتهى دون التوصل إلى اتفاق حول سبل الخروج من الأزمة الحالية التي تعيشها البلاد. وزيرة الشؤون الخارجيّة الإيطاليّة تلتقي الأخ الأمين العام احتضن مقرّ الاتحاد العام التونسي للشغل الثلاثاء مساء لقاء بين الأخ حسين العباسي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل ووزيرة الشؤون الخارجية الإيطالية «ايما بونينو»، تناول الأوضاع التي تمرّ بها بالبلاد بعد اغتيال الشهيد محمد براهمي. حيث أكدت السيّدة بونينو على ضرورة دعم تونس في هذه المرحلة الانتقالية اقتصاديا، في حين تطرّق الأخ الأمين العام في حديثه إلى حقيقة الوضع بالبلاد والمساعي التي تبذلها المنظمات الوطنيّة للوصول إلى توافقات بين الفرقاء السياسيين مبرزا حرص المنظمة على دعم الاستثمار في تونس في إطار احترام الحق النقابي وقوانين الشغل. مذكرا بضرورة احترام سيادة القرار الوطني التونسي. الرباعيّة ترفض التشكيك في حيادها وتدعو للإسراع بالتوصل إلى توافق ردا على تصريحات رئيس الحكومة المؤقت علي العريّض المشككة في حياديّتها واعتبارها تخدم أجندات أحزاب سياسيّة أصدرت المنظمات الراعية للحوار الوطني بيانا مشتركا أكدت فيه «إنّ المنظمات الأربع الراعية للحوار الوطني، الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والهيئة الوطنية للمحامين بتونس والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، المجتمعة اليوم الأحد 01 سبتمبر 2013، وبعد اطّلاعها على تصريحات السيد علي العريض رئيس الحكومة المؤقّت، الصادرة عنه إثر اجتماع المؤتمر الواحد والعشرين للكشّافة التونسية، والتي تضمّنت التشكيك في حياد المنظّمات الراعية للحوار الوطني، واعتبارها في خدمة أجندات أحزاب سياسية خلال إدارتها للحوار» عبّرت فيه عن «عدم قبولها بمثل هذه التصريحات بالنظر إلى أنّ المنظّمات الراعية للحوار غير منحازة إلى أيّ طرف كان بل هي تقوم بواجبها في إدارة الحوار لمصلحة الوطن وتقف على نفس المسافة من كلّ الفرقاء»، وعن «تمسّكها بمبادرتها التي على أساسها انطلق الحوار» وطالبت في ختامه من «كافّة الأطراف، حاكمة كانت أو معارضة، الإسراع في التوافق عليها في أقرب الآجال لوضع حدّ لحالة الاحتقان السياسي الذي أصبح سائدا في البلاد ولأجل إعادة بناء جسور الثقة ومعالجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية الخطيرة». بن جعفر يدعو إلى الحوار المباشر وإلى عودة المجلس التأسيسي ويحذّر من السيناريو المصري في كلمة توجّه بها إلى الشعب التونسي عبر قناة الوطنيّة الأولى ثمن السيّد مصطفى بن جعفر دور الاتحاد العام التونسي للشغل في التقريب بين وجهات نظر الفرقاء السياسيين مؤكدا أنه يرفض تقسيم تونس مهما كانت الضغوطات، وكان قد طالب الأحزاب في الترويكا والمعارضة بالدخول في حوار مباشر والجلوس إلى الطاولة دون شروط مشطة وتقديم التنازلات التي اعتبرها المجسد للمعنى الحقيقي للشجاعة محذرا ممّا سمّاه «السيناريو المصري». كما دعا السيّد بن جعفر إلى عودة مكتب المجلس إلى الانعقاد في غضون هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل واستئناف أشغال المجلس ، مؤكدا أنّه سيواصل مهامه في المجلس التأسيسي، وطالب النواب المنسحبين بالعودة إلى «بيتهم» معتبرا أنّ التوافق قد تمّ على تشكيل حكومة جديدة تترأسها شخصية مستقلة ولا تتجاوز مدة تشكيلها الأسابيع الأربعة القادمة نظرا لأنّ «وجهات النظر بين المعارضة والحكومة متقاربة جدا» حسب رأيه وذكّر بن جعفر أن الهدف من اتخاذه قرار تعليق أعمال المجلس التأسيسي كان «إطفاء فتيل الانقسامات والاحتجاجات» وهو بالنسبة إليه «ضروريا للخروج من حالة الانفلات السياسي القائمة» معتبرا أنّه «شخصيا يحترم الطرفين النواب المنسحبين والمتمسكين بالبقاء، وأنّ الحل في التوافق للعودة إلى الاستقرار السياسي والمضي نحو الانتخابات». الرباعيّة تعلّق الحوار والمعارضة تدعو إلى التعبئة العامة احتضن الاتحاد المغاربي لعمال المغرب العربي مساء الأربعاء 04 سبتمبر 2013 لقاء بين المنظمات الراعية للحوار وأحزاب المعارضة أبلغت خلاله الرباعيّة المعارضة تمسّك الترويكا بمقترحاتها ورفضها الموافقة على كل بنود مبادرة الاتحاد القاضية بحل الحكومة ومن ثمّة تشكيل حكومة كفاءات وطنيّة ترأسها شخصيّة مستقلّة وقد أشار العديد من ممثلي جبهة الإنقاذ والمعارضة إلى أنهم قدّموا ما يكفي من التنازلات رغم تعنّت الطرف المقابل ورفضه تقديم تنازلات وعمله على تجزئة مبادرة الاتحاد، ورغم كون المنظمات الراعية قد علّقت الحوارات مع الترويكا والمعارضة في انتظار مشاوراتها مع منظوريها حول ما وصلت إليه المشاورات ، فإنّ جل الأحزاب المعارضة لم تخف تصريحها بفشل الحوارات وتحميلها المسؤوليّة لأحزاب الترويكا. وقد دعت جبهة الإنقاذ في هذا الصدد مناضليها إلى التعبئة العامة ليوم السبت 07 سبتمبر 2013 والخروج في مسيرات حاشدة بالتزامن مع إحياء أربعينيّة الشهيد محمد براهمي. «غويات» يثمّن دور الاتحاد وبقيّة المنظمات الراعية للحوار التقى الأخ الأمين العام حسين العباسي صباح الأربعاء السفير الفرنسي في تونس «فرنسوا غويات» للتباحث في الأوضاع السياسية التي تمر بها البلاد خاصة مع تعطّل الحوار الوطني وتشبّث كل من الترويكا الحاكمة والمعارضة وعلى رأسها جبهة الإنقاذ بمواقفهما ورفضهما تقديم تنازلات «مؤلمة» كما سماها الأمين العام في عدّة تصريحات وهو ما ساهم في تفاقم الوضع السياسي والاقتصادي والأمني بالبلاد. وقد ثمّن السفير الفرنسي الدور الوطني الذي يقوم به الاتحاد العام التونسي للشغل وبقيّة المنظمات الراعية للحوار الوطني ودعا الجميع إلى التزام الحوار طريقا لتحقيق التوافق وضمان الانتقال الديمقراطي وعبّر عن استعداد فرنسا لتقديم المساعدة لتونس نظرا للعلاقات المتميزة التي تجمع البلدين.