التونسية (تونس) بعد سلسلة من اللقاءات والمفاوضات الماراطونية التي دأبت أحزاب المعارضة و«الترويكا» الحاكمة على عقدها طيلة الفترة الماضية بوساطة من الرباعي الراعي للحوار بحثا عن حلول جذرية وعاجلة لحلحلة الأزمة السياسية الراهنة،أعلن أول أمس حمة الهمامي الناطق الرسمي باسم «الجبهة الشعبية» بمناسبة الاحتفاء بأربعينية الشهيد محمد البراهمي وبصفة رسمية،عن تعطل الحوار بين المعارضة و«الترويكا». قائلا بالحرف الواحد: «نعلن اليوم أننا لم نعد مستعدين لمواصلة الحوارات والمفاوضات التي لم ولن تعطي أية نتيجة تذكر»،محملا مسؤولية فشل الحوار إلى «الترويكا» الحاكمة، متوعدا «بتصعيد النضال إلى حين إسقاطها» على حد قوله. ورغم اعلان الفرقاء السياسيين من «الترويكا» والمعارضة في مناسبات سابقة عن فشل الحوار الوطني بينهم والذي اتضح جليا من خلال مواقف الرفض والتعنت والتصلب والعزوف عن تقديم التنازلات، فإن المركزية النقابية الراعية للحوار وإن لم تهرول إلى رمي المنديل والإقرار بفشل الحوار على أمل التوصل إلى اتفاق يقطع مع الخلافات والحسابات السياسوية الضيقة لم تخف أيضا قلقها وخوفها الشديدين من فشل الحوار الوطني ومن توقفه بشكل يتعارض مع دعواتها الى ضرورة مواصلته في محاولة لإحداث «اختراق» يمكّنها من زحزحة الفرقاء من الطرفين عن مواقفهم المتصلبة وكرست في سبيل ذلك الوسائل المتاحة قصد تذليل الصعاب وتقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف لتسهيل الجلوس إلى طاولة تجتمع حولها. وأمام تواصل الصعوبات والعراقيل التي يواجهها الحوار الوطني وعدم التوفق إلى أي حل يذكر بين أطراف الخلاف، دعا حسين العباسي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل،الذي وصفه البعض ب «اطفائي» الأزمة نظير الجهود التي بذلها في هذا الإطار،الحكومة والمعارضة إلى تقديم المزيد من «التنازلات المؤلمة» لإنقاذ البلاد ، مشيرا إلى ان الحوار لن يتواصل في ظل تعنت الأطراف المعنية. كما هدد «العباسي» بأنه وفي حال فشل المشاورات سيضطر إلى عقد ندوة صحفية يكشف فيها عن بعض الحقائق المهمة قال إن الشعب التونسي يجهلها ومن الضروري ان يطلعه عليها حسب تعبيره . فماهي هذه الحقائق التي يهدد الاتحاد بالكشف عنها؟ وهل حان وقت اطلاع الشعب التونسي على فحواها؟ وما هي الانعكاسات والتأثيرات التي قد تكون لها على الوضع السياسي الراهن؟... في إجابة عن هذه الأسئلة،أكد «بلقاسم العياري» أمين عام مساعد بالاتحاد العام التونسي للشغل مكلف بالقطاع الخاص،انه «ليس من مصلحة الوطن أن يتوقف الحوار خاصة في هذا الوقت بالذات» على حد تعبيره ، مذكرا بالجهود التي بذلها الرباعي الراعي للحوار قصد تقريب وجهات النظر وجمع الفرقاء السياسيين حول طاولة حوار واحدة. تواصل الحوار رهين الاستجابة لشرط واحد؟؟ وأوضح العياري أن الاتحاد علق الحوار بعد الفشل في التوصل إلى حل جذري ينهي الأزمة ويجمع الفرقاء السياسيين حول طاولة الحوار،معربا عن أمله في أن يلحظ الاتحاد مؤشرات ورسائل طمأنة جدية تحول دون اتخاذ خيار عقد ندوة صحفية للإعلان الرسمي عن توقف الحوار وكشف الحقائق التي تحدث عنها العباسي سابقا. وقال العياري ان مواصلة الحوار رهين الاستجابة الى شرط موافقة طرفي الحوار (الحكومي والمعارض) على مبادرة الاتحاد كاملة،متابعا ان الاتحاد سيعمل على تفعيل مبادرته من خلال دعوة الهيئة الادارية للاجتماع ،باعتبار ان لها سلطة القرار داخل الاتحاد، للضغط على كل الأطراف السياسية إذا ما رفضت الاحزاب الفاعلة التنازل في سبيل حلحلة الازمة. وشدد العياري على ان القضية الخلافية الكبرى تكمن في حل الحكومة الحالية واستبدالها بحكومة كفاءات مع التوافق على الإبقاء على المجلس الوطني التاسيسي لتحديد المحاور المطلوب استكمالها. وقال العياري ان موافقة «الترويكا» الحاكمة على مبادرة الاتحاد كفيلة بعودة الطرف المعارض الى طاولة الحوار حتى بعد إعلانه عن عدم استعداده لمواصلة الحوار، موضحا ان الرباعي الراعي للحوار قادر على إلزام كل طرف بمسؤوليته من اجل المصلحة الوطنية العليا. وقد اكدت مصادر مطلعة ل «التونسية»، ان امين عام الاتحاد العام التونسي للشغل بصدد التحضير لندوة صحفية مرتقبة يقيم من خلالها الحوار الوطني وانه قد يقدّم من خلالها الحقائق التي قال انّه سيكشفها للشعب.