يعتبر رياض الجلاصي من اللاعبين الممتازين الذين أنجبتهم الكرة التونسية، مهاجم بما للكلمة من معنى فهو قنّاص من نوع خاص، بداياته كانت مع شبيبة طبربة أين تعلّم أبجديات الكرة بعدها سطع نجمه بسرعة بفضل قوّة ارادته وايمانه العميق بنحت مسيرة كروية ناجحة، لعب للنجم الساحلي وتقمّص زي النادي الافريقي ثمّ أنهى مسيرته مع الترجي الرياضي، أبدع، أقنع وسجّل الأهداف الحاسمة ليتوّج مسيرته الناجحة بالألقاب. التقيناه فكان لنا معه هذا الحوار... * ماذا وراء ابتعادك عن الساحة الرياضية؟ مثل كلّ لاعب عندما يبتعد عن الملاعب يقلّ الإهتمام به فهذا الغياب يمكن ربطه بقلّة الظهور سواء في الصحافة المكتوبة أو في المنوعات الرياضية التلفزية، فاللاعب المعتزل عند مغادرته الميادين يقلّ ظهوره وهذا طببيعي جدّا. * ماهي أسباب اعتزالك المبكّر؟ «طارت نفحة الكرة» هذا هو السبب المباشر لقرار الإعتزال فعندما لا يجد اللاعب الظروف الملائمة للعمل وتقديم الاضافة يخيّر الابتعاد عن الكرة، ونظرا لسوء التفاهم الحاصل آنذاك بيني وبين المدرب يوسف الزواوي، قرّرت الانسحاب والإبتعاد عن أجواء الكرة في صمت وخروجي من الترجي التونسي هذا الفريق الكبير والعريق كانت سببه عدّة عوامل أخرى خارجة عن نطاقي. ولو أنّني كنت قادرا على مواصلة اللعب لمدّة 3 سنوات أخرى على الأقلّ. * بعد هذا الإعتزال، إلى أين كان توجهك؟ أنا حاليا رئيس اتحاد برج العامري مع العلم أنّني مدرب متحصّل على الدرجة الثانية بمعدّل 58،12، مبدئيا اخترت التسيير في جمعية صغيرة حتّى أوظّف خبرة السنين لهذا النادي لكن من أبرز طموحاتي دخول غمار التدريب وأنا في انتظار العرض المناسب فاللاعب المعتزل لابدّ أن يكون قادرا على العمل وتقديم الاضافة في مختلف المسؤوليات التي تُناط بعهدته. * هل تطمح للإشراف على أحد أصناف الشبّان مع أحد المنتخبات الوطنية؟ من الطبيعي أن يكون هناك طموح متواصل، لديّ طموح كبير لكي أصبح مدربا ناجحا كما كنت لاعبا ناجحا وهذا بشهادة الكثيرين واختياري ضمن أحسن 3 أجانب في البطولة القطرية مع الجزائري علي بن عربية والاسباني فرناندو يارو خير دليل على ذلك فيه تميز، وأنا شخصيا في انتظار فرصة حقيقية لكي أفجّر كلّ طاقاتي ومعارفي في التدريب وأعطي تجربة السنين للناشئين. * كيف تقيّم مستوى بطولة هذا الموسم؟ بطولة هذا الموسم مشوّقة جدّا ولها نكهة خاصة نظرا لتقارب المستوى بين الأندية وكذلك لتذبذب مردود الفرق الكبرى وعدم استقرار نتائجها. * وهل يعود ذلك إلى تطوّر مستوى الفرق «الصغرى»؟ صحيح أنّ الفرق «الصغرى» تعمل عملا كبيرا تحت اشراف ممرنين ممتازين وأكفاء إذ لم يعد هناك فريق كبير أو اخر صغير. مستوى كل الفرق أصبح متقاربا فالفرق الصغرى التي نتحدّث عنها كلّها ممولة بلاعبين من الفرق الكبرى فمثلا نجد في قوافل فصة، والنادي البنزرتي لاعبين من الترجي والنادي الافريقي وحتّى كذلك في الرابطة المحترفة الثانية، فكلّ الأندية تعمل من أجل تحصيل نتائج ممتازة. * من تراه قادرا على التتويج بالبطولة ومن سيغادر النخبة؟ حظوظ النجم والاتحاد المنستيري والافريقي متساوية، فلو يؤمن الاتحاد المنستيري بكامل حظوظه خاصة بعد تفريط النجم في الانتصار فإنّه يمكن أن يفوز باللقب، النجم ممكن أن يكون في طريق مفتوح للتتويج، النادي الافريقي سينتظر عثرة للنجم ومن الممكن أن يكون اللقاء الأخير في البطولة بين الاتحاد والافريقي هو المحدّد لمصير البطولة. أمّا بالنسبة للفرق الذي ستغادر البطولة فلا يمكن التكهن بها حاليا فلو انتصر البنزرتي أمام قوافل فصة لكان هناك. أمل كبير جدّا للبقاء، ولكن على ضوء الترتيب الحالي فحظوظ كل الفرق متساوية. * من هو الفريق أو الفرق التي شدّت انتباهك خلال هذا الموسم؟ دون شكّ الاتحاد المنستيري لما يتمتّع به هذا الفريق من تنظيم محكم في كل خطوطه بالاضافة الى صغر سنّ لاعبيه وبدرجة أقل الأولمبي الباجي الذي يحتوي على لاعبين شبّان ومدرب شاب وكذلك لأنّ كل لاعبيه من أبناء النادي. * ومن من اللاعبين الذين اثاروا اهتمامك؟ لفت انتباهي خلال هذا الموسم وبحكم صفتي كمهاجم سابق، مهاجم الملعب التونسي أمير العكروت لما يتمتّع به هذا المهاجم الشاب من امكانيات بدنية وفنية عالية لكن على شرط أن يجتهد أكثر ويحاول أن يطوّر من مستواه بما في ذلك العقلية كذلك اللاعب طارق سالم لما يتوفر فيه من امكانيات وخصال صانع ألعاب كلاسيكي. * ماذا ينقص كرة القدم التونسية؟ ضرورة تأطير اللاعبين خاصة الشّبان منهم، كذلك تكثيف البرامج الرياضية التحسيسية واستضافة اللاعبين القدامى بحكم التجربة الكروية والأخلاقية لهؤلاء اللاعبين القدامى والتي من شأنها أن تساهم في توعية اللاعب الشاب بالاضافة الى تطبيق مبدأ الاحتراف على أن تعمل كلّ الأطراف على مزيد تطوير الكرة التونسية. * بصفتك رئيسا لاتحاد برج العامري ماذا تنتظر من المكتب الجامعي الجديد؟ شخصيا لاأشك لحظة في سعي هؤلاء لخدمة المكتب الجامعي الجديد لكرة القدم التونسية وبحكم معرفتي ببعض أعضائه على غرار رضا عيّاد وعبد الحميد الهرال فهم جميعا قادرون على الافادة وتقديم تصوّرات جديدة للكرة التونسية. * كيف ترى واقع المنتخب الوطني؟ تراجع مردود المنتخب بصفة ملحوظة وغريبة جدّا، المردود ليس كمردود معظم اللاعبين لم يتغيّروا ما عدى 3 أو 4 لاعبين غادروا المنتخب، هناك لاعبين ينشطون في البطولة المحلية قادرون على تقديم الاضافة على عكس بعض اللاعبين المحترفين الذين لم يقدموا المنتظر منهم. هنا يكون من الضروري اعطاء الفرصة للاعب المحلّي لتعزيز صفوف المنتخب الوطني فهل في سنّ الثلاثين سنعطى الفرصة للاعبين أمثال طارق سالم، زياد الدربالي، أمين الشرميطي، أمير العكروت وفاتح الغربي وحتّى دعوة الحارس عادل النفزي فإنّها أصبحت أكثر من ضرورية لأنّ هذا الحارس مافتئ يقدم مستوى ممتازا في البطولة الوطنية. * حكاية التحكيم التونسي ماذا تقول عنها؟ من الضروري ترك الحكم التونسي يعمل لأنّ الحكم التونسي له مستوى ممتازا وهو قادر على قيادة كل المقابلات الى برّ الأمان، وهنا أسأل لماذا تكثر الاحتجاجات ضدّ الحكم التونسي في المقابل لا نرى احتجاجات ضدّ الحكم الأجنبي لذلك لابدّ أن يهتمّ اللاعب والمسيّر بالكرة لأنّ التحكيم التونسي قادر على النجاح والتألق لو نوفّر الظروف الملائمة له. * بماذا تفسّر ظاهرة الاحتجاجات في الملاعب التونسية؟ السبب المباشر لهذه الظاهرة هم مسؤولو ومسيّرو النوادي، فالمسيّر هو أصل الداء لذلك لابدّ على المسؤول أن يحترم كل القرارات وقواعد اللعبة. * كلمة الختام؟ شكر خاص لجريدة «الشعب» على اهتمامها باللاعبين القدامى كما أتمنّى النجاح في مسيرتي التدريبية مثلما كنت ناجحا في مسيرتي الرياضية كلاعب. كما أتمنّى أن يكون المكتب الجامعي الجديد موفّقا في السهر على مصلحة كرة القدم التونسية للتخطيط لمستقبل واعد وتكون الأندية الصغرى محلّ متابعة ورعاية من هذا المكتب الجامعي الجديد والنجاح للمنتخب التونسي في التصفيات المؤهلة لكأس افريقيا وكأس العالم لتشريف كرة التونسية في المحافل الدولية.