النشاط النقابي تضحية مستمرة لا ينتظر من يقوم بها جزاء ولا شكورا من أحد، خاصة من أولئك الذين انعدمت لديهم الشجاعة الفكرية وتستروا بالتقنيات الحديثة للاتصال لإبداء «رأيهم» في منأى عن المحاسبة ومقارعة الحجة بالحجة والمناضل النقابي يؤدي واجبه بكل أمانة ويصم أذنيه عن كل انواع «التقطيع والترييش» لاعتقاده الجازم ان نضاله اليومي المتواصل ليس في مأمن من ردة فعل اصحاب النفوس المريضة ومن علقت بآذنانهم أدران الخبث والانانية وحب الذات، وأولئك الذين يسعون الى جعل الهياكل النقابية في خدمة وضعياتهم الضيقة، لهؤلاء نبدأ بطرح سؤال بسيط: ماذا قدمتم للعمل النقابي في الوكالة حتى تسمحوا لأنفسكم بمحاولة النيل منه، رغم ايماننا الراسخ بحرية الرأي والتعبير؟ منذ أن ترسخت في وكالة تونس افريقيا للأنباء قواعد وتقاليد العمل النقابي المناضل وجد في محيطه أعوانا نزهاء وأكفاء فكريا ومهنيا عاهدوا ضمائرهم على دعم ومساندة هيكلهم النقابي واعطاء التضحية النقابية ما تستحقه من اعتزاز «بما لقيصر... لقيصر». كان هؤلاء فعلا مثالا لنكران الذات والاصداع بكلمة الحق ازاء المكتسبات التي تتحقق أو إبداء الرأي المخالف بكل شجاعة وشفافية. لكن هناك ايضا من أبلى البلاء الحسن في الجلوس على الربوة وكيل الاتهام تلو الآخر «ماذا فعلت النقابة؟ لو نظر هؤلاء بوجوهم الحقيقية الى المرآة لوجدوا عليها مقولة: «يأكل الغلّة ويسب الملّة». شهد شهود من داخل وخارج الوكالة وهم كثر ان ما تحقق لأعوان هذه المؤسسة من مكتسبات نقابية يبعث على الفخر والاعتزاز بالنسبة لأصحاب النوايا الحسنة، وهذه عيّنة مما أفضت اليه نضالات وتضحيات المسؤول النقابي في الوكالة. لقد تتالت محاضر الجلسات التفاوضية في الوكالة وكان لكل منها، اضافتها الخاصة لفائدة جميع الاعوان، وكان أهمها ذلك الذي شمل الفترة الممتدة بين 1996 و 1998. فبالاضافة الى الزيادات في الاجور والتي تراوحت من 21 الى 50 دينارا، تمتع أعوان الوكالة بمقتضى هذا الاتفاق ب : دمج هذه الزيادات في الاجر الاساسي واعتمادها في احتساب منحة الانتاج ومنحة الشهر الثالث عشر. اعتماد سلم أجور جديد اضاف الى اجور الاعوان قيمة جملية بمقدار 120 الف دينار. اعادة تصنيف الاعوان الحاملين للشهائد الجامعية ضمن اعوان التأطير، بعد ان كانوا مدة سنوات طويلة مصنفين ضمن سلك التسيير (مع ما انجر عن ذلك من زيادة غير مباشرة في المرتب). وعلى هذا الاساس تكون الزيادة المنجرة عن هذا الاتفاق قد تجاوزت كل التوقعات والطموحات لتصل الى حدود 100 دينار شهريا. ادخال مفهوم الزيادة التصاعدية في الاجور لفائدة جميع الاسلاك لتنطلق من 23 دينارا شهريا وتنتهي عند حدود 53 دينارا. تحقيق حلم كان يمكن التغاضي عنه لولا نضالية الهيكل النقابي، وهو يتمثل في تخصيص مبلغ 70 الف دينار لبعث صندوق اجتماعي لأول مرة في تاريخ الوكالة... حقا مع كل هذا يمكن القول «وماذا فعلت لنا النقابة؟». من ردود فعل «ناكري الجميل والمعروف» أن الكاتب العام للنقابة الاساسية يتحصل على خطة وظيفية مباشرة بعد التوقيع على محضر الاتفاق، هكذا وبكل بساطة؟! اللافت للانتباه ان الكاتب العام للنقابة الاساسية تولى لحد الآن التوقيع على ستة (06) محاضر اتفاقيات، ومن البديهي حسب هذا الادعاء المتستر بتقنيات الاعلامية، ان يكون قد تحصل على ست تسميات وظيفية متتالية، ويتعين لتحقيق ذلك خلق وظائف جديدة غير متوفرة حاليا الا في الوكالة ولا في اي مؤسسة عمومية اخرى!!! ولماذا لم يتساءل «منظرو العمل النقابي» هل تمتع الكاتب العام الحالي للنقابة الاساسية بكامل حقوق التدرج والترقية التي يضمنها النظام الاساسي الخاص لأعوان الوكالة بعد حوالي 34 سنة أقدمية؟ ثم اذا كان الكاتب العام للنقابة الاساسية صحافيا محترفا يتحمل مسؤولية السهر على سلامة المنتوج الاعلامي للوكالة، أليس من حقه ومن واجبه رفض الرداءة الاعلامية وضحالة المنتوج الصحفي الذي يتباهى البعض بتقديمه؟ على كل، وخلاصة الكلام فان العمل النقابي والتضحية النقابية تقتضي التداول، واذا كان الكاتب العام الحالي للنقابة مقصرا في واجباته ازاء الاعوان، فقد حان وقت التغيير... لكن «المصيبة» أن الدعوة الصادرة في بلاغ الاتحاد الجهوي للشغل بتونس بتاريخ 25 ماي 2005 لعقد مؤتمر النقابة الاساسية، وبالتالي تجديد المكتب النقابي، لم تجد الآذان الصاغية من طرف «الجالسين على الربوة»... وتأجل المؤتمر لعدم توفر الترشحات!!؟؟ هؤلاء، ناكرو الجميل يريدون فقط «أكل القسطل بأرجل القطوسة»؟