مضى من رمضان نصفه وبقى نصفه الآخر ... فهل بقيت انصافنا نحن؟ ننتظر الديمقراطية في العراق منذ أفريل 2003 ولا أظننا إلا منتظريها الى أبد الدهر ولن تأتي ... لقد كانت المجنزرات أسبق من ريح الديمقراطية وكنا نأمل أن تكون الحرية للكلمة لا للرصاص فإذا بالموت هو الشائع توزيعه بين العراقيين أعدل من توزيع الكلمة الحرة ناهيك عن توزيع البترول. ضحايا العنف في بغداد من كل الجنسيات والمذاهب والأعراق لا قوم يفوز بحظ أكثر من حظوظ الآخرين... دم الأمريكيين اختلط بدم البولونيين والبريطانيين واليابانيين والأكرانيين والمغول ... ولأهل العراق حصتهم شيعة وسنة ومعتزلة وقرامطة وصابئة ... ملحمة «الدّم للجميع أو من الجميع» ولا أحد يعرف أين اختبأ الحشاشون ومن يكونون. ... لعلها الضريبة التي تدفع لخير بات وشيكا ولكن بوادر الخير لا تلوح... «عاصفة الصحراء» رفعت وعدا بمعالجة التعنت الاسرائيلي حالما تتم معالجة سرطان النووي العراقي. ووضعت العاصفة أوزارها لتهبّ من جديد تسكن من جديد وبدلا من الوفاء بالوعد برز النووي في منطقة أخرى وبرز التعنت في مكان آخر ... واسرائيل تخفي «ديمونتها « تحت لحاف الحلفاء والعرب ظمآى ولا ماء يروي سوى الوعود. مضى من رمضان نصفه ومضت من أعمارنا أنصاف ونحن يهدنا العطش الى الحلقة الأخيرة من مسلسل الدم، لكن المسلسل لا ينتهي كالمسلسلات المكسيكية وحلقاته باتت سمجة لا ذوق ولا تشويق. في أولى الحلقات هرول الجميع تحت راية العم سام من أجل مبادئ ظاهرة ومصالح خفيّة . لقد كان لكلهم عقد معقود وثمن مرصود. وأدى المهرولون ما عليهم ولم يأخذوا كل مستحقاتهم بل ربما أخذوها وفق عقد آخر بشروط أخرى... سوريا سحبت مهروليها خلف حدودها خوفا من عاصفة جديدة تتجه نحوها هذه المرة وأشياع نصر الله باتوا في عزلة من أمرهم يرقبون إيران تتخبط بين أوراق مفاعلاتها والهاتفون «بالشرق الأوسط الكبير» يلعبون في منطقة التسلل وليس لهم من مهارة اللاعبين سوى البدلات السياسية وحقائب «الآديداس» الفارغة... هل هو «دم يوسف»؟ لست من الشامتين ولن أقول كذلك ولكني أقول «هو دم العرب والمسلمين». مضى نصف رمضان فهل يعقب النصف المتبقي عيد فطر؟؟؟ لا أظن ... ولكن ننتظر حلقات أخرى من المسلسل. مشاهدة طيبة...