عاشت جهة توزر في النصف الثاني من شهر ماي المنصرم على وقع تحركات ونضالات رجال التعليم الاساسي وأعوان الصحة العمومية. فبعد تعثر المفاوضات مع وزارتي الاشراف واضطرار هذين القطاعين للدفاع عن مصالح منخرطيهم تواترت لقاءات المعلمين بدور الاتحاد (الاجتماعات النقابية ممنوعة بالمؤسسات التربوية) مع تكثف اجتماعات أعوان الصحة بالمؤسسات الاستشفائية تحت اشراف كل من الاتحاد الجهوي والجامعة العامة للصحة اللذين حرصا على مواكبة ودعم هذه التحركات لتأمين نجاحها، وقد كان لهذا المجهود الاستثنائي الأثر الطيب في بلورة طبيعة الخلافات القائمة مع وزارتي التربية والصحة وتحفيز الطاقات النضالية الهائلة التي تتمتع بها هذه الفئة من العمال. مكسب تاريخي ثمن المعلمون والمعلمات الذين شاركوا بنسبة 87 في إضراب 29 ماي مواقف الاتحاد العام وهياكله النقابية الداعمة للقطاع كما عبروا عن أملهم في ان تتراجع الوزارة عن ضرب حركة نقل المعلمين وأكدوا بما لا يدع مجالا للشك استعدادهم لمواصلة النضال بكافة الوسائل المشروعة دفاعا عن الحركة باعتبارها مكسبا تاريخيا ودعامة أساسية لاستقرار المعلم والمؤسسة التربوية. دعوة الى الحوار أما أعوان الصحة فقد شاركوا بنسبة كبيرة في إضراب الخميس 31 ماي الذي تميز بالحماس وكثافة تحركات النقابة والأعوان فقد أقاموا أولا بتجمع حاشد بالمستشفى الجهوي ثم نظموا مسيرة راقية وهم متوجهون الى الاتحاد وحضروا أخيرا اجتماعا غصت به القاعة الرئيسية لدار الاتحاد الجهوي وقد تخلل هذه المحطات العديد من الشعارات المؤيدة للاتحاد واستقلاليته. هذا الحماس لم ينس الأعوان طبعا ضرورة الخوض في مشاغلهم وقد لاحظنا تنوعا مفيدا في الرأي لدى تحليل الراهن وتحديد الخيارات المستقبلية التي راوحت بين ضرورة دفع الحوار مع وزارة الاشراف لاقناعها بالاستجابة لمطالب القطاع ومواصلة النضال بنفس العزيمة والاصرار في صورة بقاء الأمور على حالها.