نفذ أعوان الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية وقفة احتجاجية يوم الخميس 14 جوان وذلك بعد أن استحالت حياتهم المهنية الى جحيم ومعاناة يومية بعد قطع اسلاك أجهزة التكييف وإجبارهم على الجلوس في مقرات تنعدم فيها أبسط ظروف الصحة والسلامة المهنية فالنوافذ مهترئة وجلها مهشم والرطوبة أضرّت بالعديد من الأعوان والجدران تغير طلاؤها من الابيض الى الأصفر وقد يتحول الى الاسود جراء الرطوبة وعدم الصيانة. عند دخولك الممر تتعجب للظروف التي يشتغل فيها أعوان الصندوق وإطاراته ولولا أنك ترى حركتهم وبعض الضوضاء لخلت أن المكان مهجور منذ سنوات خصوصا أن الحشرات وبعض الفئران قد تموقع وتعايش مع تلك الظروف المشجعة للوجود الحيواني أكثر من الوجود الإنساني. اجتهادات عمدت الادارة الى ايقاف أجهزة التكييف عملا بمقتضيات المنشور الصادر في الغرض غير أنها سمحت لنفسها ببعض الاجتهاد أن تقطع دابر التكييف بقطعها للاسلاك الكهربائية المتصلة بالأجهزة في حين أن المنشور سمح بتشغيل أجهزة التكييف في الظروف الاستثنائية فلماذا هذا الاجتهاد وهذه الإجراءات وكيف سيكون رد فعل الادارة العامة إذا حدثت ظروف استثنائية فرضت تشغيل المكيفات؟ هل سننفق أموالا إضافية لاعادة ربط الاسلاك المقطوعة وبالتالي مصاريف اضافية تثقل كاهل الصندوق، هل فكرت الادارة في ذلك؟ أنا شخصيا لا أعتقد، لأن تفكير الادارة العامة للصندوق لا يمكنه أن يتجاوز الجوانب الزجرية العقابية فحينما كنت مع نقابة الصندوق جاء الخبر من الادارة العامة بأن الرئيس المدير العام يطالب بورقة الحضور وكم أثار هذا الاجراء استغرابي في عصر أصبح يفرض تغير العقلية من الزجر الى الحوار ونبدلت فيه وسائل وآليات الاتصال والتواصل من التهديد الى الحوار والاقناع من التعسف الى التعقل من «اشرب وإلا طير قرنك الى عقلية كيف يمكن لنا جميعا أن ننهض بمؤسساتنا التي أنهكتها العديد من القرارات والاجتهادات لمسؤوليها فما يدخر عنوة الكهرباء قد يتبخر في خزانات السيارات الادارية أو في مصاريف مختلفة فلماذا هناك دوما إصرار غير مبرر على أن بدفع الاعوان والعمال كل التكاليف وأن يتنازلوا عن كل المكاسب في حين أن المدراء تتدعم مكاسبهم ولا يمكن المساس بها. مطالب في حديثنا مع الاعوان والكاتب العام للنقابة الاساسية للصندوق الأخ ميعاد أكدوا لنا كلهم على صعوبة وقساوة الظروف التي يشتغلون فيها وذلك بالرغم من تحرك النقابة الاساسية في العديد من المرات للفت نظر الادارة العامة لكن كل تلك الطلبات لم تجد اذانا صاغية لتتواصل سياسة اللامبالاة وهو ما دفع بالأعوان الى التحرك الاحتجاجي لترفع هذه الاحتجاجات بصفة رسمية إلى الادارة العامة وقد أبرز لنا الاخوة تمسكهم بضرورة تحسين ظروف ممارستهم لعملهم واستعدادهم للنضال من أجل هذا المطلب المزمن. خارج النص بما أن مسألة الطاقة مطروحة بشدة لا استغرب أن تدعو بعض الإدارات أعوانها الى طلب عدادات فردية ليدفع كل عون فاتورة الكهرباء الذي يستهلكه ومن يدري فقد يطالب الاعوان مستقبلا بتوفير المكتب والكرسي والحاسوب وزي الشغل ويدفعون معلوم كراء المكاتب.