شهدت ساحة محمد علي عشيّة الجمعة 22 جوان 2007 تجمّعا ضخما لأعوان شركة «السوماترا» الذين حضروا بأعداد وافرة الاجتماع العام الذي أشرفت عليه جامعة الأشغال العمومية والاسكان والاتحادات الجهوية بكل من تونس وبن عروس وزغوان. وافتتح هذا الاجتماع الأخ لطفي الحمروني الكاتب العام لجامعة الأشغال العمومية والاسكان الذي عبّر عن قلق الطرف النقابي من الأزمة التي تمرّ بها شركة «السوماترا» في الآونة الأخيرة والتي أصبحت تهدّد مستقبلها ودوامها، وفي استفساره عن الأسباب التي أدّت إلى هذه الاخلالات في التوازنات المالية للمؤسّسة، أوضح أنّ ما يشهده قطاع الأشغال العمومية والبناء من حدّة في التنافس لا يمكن أن يفسّر وحده ما آلت إليه الأوضاع من تدهور في المؤسسة إلى درجة أنّ الشركة أصبحت غير قادرة حتّى على توفير المحروقات لعرباتها بسبب عزوف المزوّدين عن تزويد الشركة. وأكّد الكاتب العام للجامعة حرص الطرف النقابي على بقاء المؤسسة وديمومتها باعتبارها مؤسسة عمومية رائدة في ميدان الأشغال العامة حيث يشهد سجلّها عن قدرة وكفاءة أعوانها وإطاراتها ودورهم الطلائعي في ميدان البناء والأشغال العامة علاوة على دورها الاستراتيجي كمؤسسة عمومية في تعديل أسعار السوق تجنّبا للمضاربات، إضافة الى تكليفها بالقيام بالأشغال التي تعزف عنها بقية المقاولات نظرا لصعوبة الميدان، كذلك تبقى شركة «السوماترا» أهم متدخّل في الحضائر المتعلّقة بالبناءات ومقرّات السيادة أو التي تكتسي بعدا استراتيجيا وهذا ما يدعو الأطراف المسؤولة كافة إلى التفكير بصفة جدّية في تجنيب هذه المؤسسة الانهيار وما قد يترتّب عن ذلك من كلفة اجتماعية. كما عبّر الأخ لطفي الحمروني عن استغرابه للتعتيم الإعلامي الذي تمارسه الإدارة العامّة حول الوضعية الحقيقية للمؤسسة وما انجرّ عن هذا التعتيم من شكّ وارتيات واحباط لدى الأعوان، كذلك عبّر الكاتب العام للجامعة عن استيائه لعدم تشريك الطرف الاجتماعي في الاطلاع على حقيقة الأوضاع وانعكاساتها على الأعوان. وفي هذا الإطار أفاد الأخ الكاتب العام للجامعة عن استعداد الطرف النقابي لفتح حوار شامل ومسؤول حول كيفية إيجاد الحلول والقيام بالتعبئة الضرورية لعملية انقاذ الشركة، وهو ما يشترط توفّر إرادة صادقة من الطرف الإداري للخروج من هذه الأزمة. أمّا بقيّة المتدخّلين فقد عبّروا عن انشغالهم الشديد ومخاوفهم ممّا قد يترتّب عن افلاس الشركة أو التّفويت فيها، من طرد وإحالة على التقاعد، وضياع للمكاسب، كما أكّد عدد من المتدخّلين تمسّكهم بمؤسستهم واستعدادهم للنضال بكل الوسائل من أجل عدم التفويت فيها أو خصخصتها. أمّا الكتّاب العامون للنقابات الأساسية فقد عبّروا من خلال تدخّلاتهم عن جملة الأسباب التي أدّت الى هذا الوضع ومن أهمّها تهميش الطرف الاجتماعي وعدم الإصغاء الى مقترحاته. وفي أعقاب هذا الاجتماع العام توجّهت جريدة الشعب إلى الأخ لطفي الحمروني الكاتب العام للجامعة بسؤال حول كيفية الخروج من الأزمة المالية التي تعاني منها شركة «السوماترا» فأفادنا بأنّ أوّل الحلول يتمثّل في تنظيم حوار شامل ومسؤول بين الأطراف الاجتماعية من نقابات أساسية وجامعة وإدارة عامّة وسلطة إشراف لتدارس الحلول التي من شأنها إيجاد مخرج من هذه الأزمة، كما أنّ الطرف النقابي مستعد في إطار المحافظة على المكاسب الاجتماعية للنّظر في إعادة جدولة بعض المطالب المزمنة. وأكّد أنّه إذا توفّرت الإرادة الحقيقية في المحافظة على شركة «السوماترا» فإنّ هناك عديد الحلول الممكنة من ذلك موافقة سلطة الاشراف على إسنادها بعض المشاريع الكبرى المبرمجة في المخطط 11 لشركة «السوماترا»، كذلك قيام الجهات المسؤولة بالضّغط على وزارة الفلاحة وشركة تونس للطرقات السيّارة حتّى تسترجع «السوماترا» مستحقّاتها التي تعدّ بالمليارات.