... أخيرا استجاب عزيز زهير رئيس الترجي الرياضي لرغبة جماهير الفريق واستسلم للأمر الواقع الذي كان يفترض عدم تجديد عقد المدرب الفرنسي جاكي دييبيرو الذي والحق يقال لم يكن في مستوى تطلعات وطموحات كل العائلية الترجية، رغم اصرار رئيس الترجي على ان هذا المدرب يعتبر من احسن المدربين الذين درّبوا الترجي الشيء الذي جعله يتمسك به رغم المعارضة الكبيرة التي كان يلقاها من بعض مسؤولي الفريق وجماهيره العريضة. وهذه عيّنة اخرى تؤكد على ان صحة الرأس مثلما جاء على لسان رئيس الترجي في احد حواراته، لا تخدم مصلحة الفريق ولن تزيد وضعيته الا تعقيدا. ولعل مثل هذا التصرف الاحدي الجانب هو الذي حكم على الترجي بأن يكون فريقا عاديا مثلما اشرنا الى ذلك منذ اشهر، الشيء الذي اغضب السيد عزيز وبقية المسؤولين الذين تبين بما لا يدع مجالا للشك أنهم غير قادرين على قيادة وتسيير فريق في حجم الترجي، هنا علينا الاعتراف بالمجهودات التي يبذلها رئيس الترجي ونائبه الاول نبيل الشايبي من الناحية المادية حتى يكون الفريق في منأى عن عديد المشاكل المادية وقد نجحا في ذلك بملاحظة حسن جدا. ولكن هل يكفي هذا حتى يواصل الترجي هيمنته وسيطرته على الكرة التونسية؟ بالتأكيد لا، لأن ما يعيشه فريق باب سويقة منذ 3 سنوات تقريبا من تسيب وعدم انضباط من طرف اللاعبين يدل على افتقار الترجي لمسؤولين قادرين على المسك بزمام الامور وتقييم قدراتهم حسب قيمتهم الفنية وطاقاتهم البدنية لتحديد طلباتهم المادية، وهذا هو مكمن الداء (عافاكم الله) اذ في غياب اسم كبير على رأس فرع كرة القدم، مع احترامنا طبعا للسيد بادين التلمساني، يكون الحاصل عادي نظرا لطبيعة تعامله اللين مع اللاعبين، وعدم قدرته على فهم «خزعبلاتهم» في بعض الاوقات، وهذا امر يعد منطقيا اذا ما اخذنا بعين الاعتبار التصريح الذي ادلى به السيد بادين لأحد الصحف حين قال : «بأن الصدفة وحدها هي التي أتت به ليترأس فرع كرة القدم بالترجي، وهذا اعتراف يحسب لهذا المسؤول الناشط والذي يبقى بامكانه افادة الترجي في مسؤولية اخرى (؟). خرج الفرنسي جاكي دييبيرو وجاء فوزي البنزرتي والذي يبقى من احسن الكفاءات في بلادنا ان لم يكن ابرزهم، ولكن هل يكفي انتدابه لحل مشاكل الترجي الفنية والانضباطية والانتدابية والتي كان فرضها مسؤولو الترجي على فريقهم ولو عن حسن نية؟! الاكيد هو ان بصمة فوزي البنزرتي سوف لن تتأخر لتبرز للعيان، ولكن ماذا عساه ان يفعل وسط كل تلك الفوضى التي توقفنا امامها بمناسبة او دونها، بعد بروز عدم انضباط بعض اللاعبين الذين كان من الضروري على مسؤولي الترجي التثبت من سيرتهم وتصرفاتهم خاصة خارج الميدان قبل امضاء عقودهم، لان ما كانوا يقومون به مع فرقهم من تجاوزات ولا مبالاة، لا يمكن قبوله داخل فريق في حجم الترجي الرياضي الذي قدم للبلاد عديد الكفاءات، وهذا هو اكبر مشكل سيواجه الترجي، لان ما قام به اللاعب شكيب لشخم المصاب، لا يمكن قبوله بتاتا والا بماذا نفسر تعمّده السفر بالطائرة لمدينة جربة للتفرغ لسهراته ثم العودة مباشرة الى تونس بعد قضاء ليلة «مهبولة» كان يعتقد بأنها ستبقى في السرّ نظرا لبعد المسافة (؟). وليس بعيدا عن جربة وبالتحديد بمدينة سوسة، أقام اللاعب الجديد أدريانو الذي يعرفه فوزي البنزرتي جيدا والذي يعوّل عليه المسؤولون لسد الفراع الذي تركه مايكل واللطيفي، اقام هذا اللاعب صحبة مجموعة من اصدقائه القدم بالمنستير، ليلة «زرقاء» حضرت فيها «الفُدْكَة» وكان ذلك بملهى ليلي تابع لأحد نزل السيد عثمان جنيح رئيس النجم السابق. الخطأ والاصلاح الاشكال الذي ظل ولا يزال ينخر جسد الترجي الرياضي من الداخل يكمن في عدم قدرة المسؤولين على التفطن لمثل هذه الاشياء التي اضرت بالفريق وافقدته هيبته، ونحن حين نتعرض لمثل هذه المشاكل، فهذا لا يعني بتاتا بأننا نريد تعطيل سير الامور، ولكن حبا فيه وغيرة عليه حتى نساعد بعضهم على الوقوف على عديد الحقائق التي تعذر عليهم اكتشافها. مع العلم أن مثل هذه التجاوزات لا تنحصر على اللاعبين الذين اشرنا لهما لان البعض من ابناء الترجي الذين كان من المفروض ان يكونوا قدوة لغيرهم، لا يختلف تصرفهم عما قام به لشخم وأدريانو، فهل بمثل هذا التسيب سيتمكن فوزي البنزرتي بعصاه السحرية من الحصول على كأس رابطة الابطال؟ اكيد ان مثل هذه السلبيات لا تساعد على الحصول على نتائج ايجابية ولو اني على يقين بأنه وعلى المدى القريب سيعيد ترتيب البيت بصفة تدريجية ولن يبقى ساعتها بالترجي الا من هو جدير بحمل زيه. الافكار الاخرى نحن اليوم نطلب من عزيز زهير بكل لطف ان يتخلص من بعض الافكار السلبية مع الابتعاد عن القيل والقال لما فيه خير ومصلحة الترجي، لانه من غير المعقول ان يقع التلاعب بمشاعر جماهيره، فبعد مرور اكثر من شهر على اتصال مسؤولي الترجي بالسيد احمد الهمامي اللاعب والمسؤول السابق، لا يزال هذا السيد ينتظر اجابة عن فحوى المحادثات التي كانت دارت بينه وبين مسؤولي الترجي، وحسب اخر الانباء الواردة علينا من حديقة الترجي، يظهر انه تقرر عدم تكليف السيد الهمامي بمهام مرافق لأكابر الترجي لا لشيء الا لانه صديق فلان، كما انه سلم على «فلتان» بملعب سوسة وتقابل صدفة مع المسؤول السابق السيد فلتان بإحدى مقاهي العاصمة، لأجل كل هذه الاعمال الاجرامية (؟) حسب مفهوم بعض المسؤولين تقرر ان لا يكون احمد الهمامي مرافقا لفريق الترجي، من هنا نفهم بأن كل ما يقال هنا وهناك حول امكانية «لمّانْ شمل» ابناء الترجي ليس له اي اساس من الصحة وما الكلام الذي نسمعه من حين لآخر الا «ذر رماد» على الاعين.