على مدى أكثر من عشر ساعات اجتمع المكتب التنفيذي الموسّع في دورة عادية يوم الثلاثاء 17 جويلية 2007 بنزل أميلكار بالعاصمة برئاسة الأخ عبدالسلام جراد الأمين العام للاتحاد.. الاجتماع تميّز بتخّل كل الأعضاء الحاضرين في نقاط جدول الأعمال وهي النشاط النقابي العام والمفاوضات الاجتماعية في دورتها القادمة. المتتبّع لأشغال المكتب التنفيذي الموسّع يسجّل الصراحة والجرأة والمسؤولية والتعمّق في المسائل المطروحة التي شكّلت القاسم المشترك لكل التدخّلات كما برزت بوضوح مصلحة الاتحاد التي يجب أن توضع فوق كل الاعتبارات والتي كانت محل اجماع ومبدأ ثابت لم يخل منه أي تدخّل.. كما برز من خلال التدخّلات التي لم تكن مقيّدة بتحديد الوقت ولم تسجّل مقاطعة أو تعليق من هنا أو هناك ان الهيكل القيادي (المكتب التنفيذي الوطني والكتاب العامون للاتحادات الجهوية للشغل) على دراية تامّة بأمّهات القضايا المطروحة نقابيا وعلى المستوى العام والخارجي.. اجتماع المكتب التنفيذي الموسّع وقبله اجتماع مجلس القطاعات يؤكّدان مسيرة الاتحاد العام التونسي للشغل متواصلة في النهج الصحيح وانّ المكاسب والانجازات خير دليل على ذلك ونتاج لنضالات عمالية ناجحة وصائبة وهي خير رد كذلك على بعض الناعقين وأصحاب النفوس المريضة التي تعمد من حين لآخر إلى إرباك الهياكل النقابية في محاولة فاشلة مردودة على أصحابها لأنّ العمل النقابي وجد للدفاع عن مصالح العمال بالفكر والساعد وحفظ كرامتهم وضمان مستقبلهم بعيدا عن الفوضى ورفع الشعارات الموجّهة ضد هذا النقابي أو ذاك، وفي هذا السياق فقد عبّر أعضاء المكتب التنفيذي الموسّع عن رفضهم المطلق لكل مظاهر الفوضى والتسيّب واستنكارهم للأعمال التي صدرت عن البعض في بعض المناسبات وخاصة بمناسبة احياء ذكرى وفاة الزعيم أحمد التليلي يوم 25 جوان 2007 بدار الاتحاد الجهوي للشغل بفصة وجاءت الدعوة صريحة وواضحة بضرورة ردع المخالفين وتطبيق قوانين الاتحاد بما يكرّس حسن التعامل بين كافة الهياكل النقابية وبين النقابيين ويحفظ كرامة الجميع لأنّ السّب والشّتم وانتهاك الأعراض لا تمّت للأخلاق النقابية النبيلة بصلة وهي مارقة عن تقاليد العمل النقابي صلب أعرق منظمة نقابية عمالية الاتحاد العام التونسي للشغل... الأخ عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد رحّب في كلمته بالحاضرين مستعرضا النشاط النقابي الذي شهد ويشهد حركية محمودة جهويا وقطاعيا ووطنيا وهي حركية ليست غريبة عن الاتحاد العام التونسي للشغل الذي يحظى بالاحترام والتقدير في الداخل والخارج. وقد أكّد الأخ الأمين العام للاتحاد أنّ المنظمة الشغيلة اختارت طريق التعامل الحضاري والديمقراطية في أنشطتها وبين أبنائها بالفكر والساعد وهو خيار لا تراجع فيه وأضاف أنّ الديمقراطية لا تعني الفوضى والتسيّب ومحاولة فرض الرأي على الأغلبية والعمل على ارباك الهياكل النقابية ورفع الشعارات المعادية للنقابيين والماسّة من كرامتهم مشدّدا على ضرورة تطبيق القانون الأساسي والنظام الداخلي للاتحاد ووضع حد لكل التجاوزات التي قد تحصل هنا وهناك وعبّر الأخ الأمين العام للاتحاد عن استنكاره لبعض التصرّفات التي تصدر من حين لآخر سواء في ساحة محمد علي أو في بعض دور الاتحادات الجهوية للشغل على غرار ما وقع في فصة يوم 25 جوان 2007 بمناسبة احياء ذكرى وفاة المناضل أحمد التليلي كما أكّد أنّ هناك ضوابط وخطوط حمر لا يجب تجاوزها معتبرا أنّ المس من كرامة أي مسؤول نقابي في أي مكان وموقع هو مس من كرامة كل النقابيين ومن سمعة منظمتهم العتيدة التنحاد العام التونسي للشغل.. قوانين الاتحاد ستطبّق لكن مع ضمان حقوق الجميع بعيدا عن الظلم والاساءة، هذا ما أكّده أيضا الأخ عبد السلام جراد في كلمته معلنا أنّه سيتم التصدّي لكل مظاهر الارباك والفوضى والاساءة للنقابيين وعلى الجميع أن يتحمّلوا مسؤولياتهم لحماية منظمتهم ودعم مسيرتها بما يتماشى وانتظارات وتطلّعات العمال كما أكّد أنّ الاتحاد سيبقى الفضاء الرحب للرّأي الحر والمسؤول وللحوار والتشاور بعيدا عن الانفراد بالرأي ومحاولات تمرير المواقف وتوظيف العمل النقابي لمآرب أخرى بعيدة عن خدمة مصالح الشغالين. الأخ الأمين العام للاتحاد تحدّث عن الملفات المطروحة وبالخصوص الاعداد الجيّد للمفاوضات الاجتماعية في ظل المتغيّرات الدولية والعولمة الشرسة والتكتّلات الاقتصادية الاقليمية والدولية واتفاقات الشراكة ودعا الهياكل النقابية الى التحضير المحكم لهذه الجولة الجديدة من المفاوضات الاجتماعية. التأمين على المرض والمناولة وغيرها من الملفات، تطرّق إليها الأخ الأمين العام مؤكّدا أنّ هيئات إدارية وطنية استثنائية ستعقد للتعمّق في هذه الملفات وغيرها خلال الأسابيع القادمة كما جدّد دعمه لنضالات العمال من أجل الدفاع عن مطالبهم المشروعة ومنها مطالب المعلّمين وخاصة حركة النّقل، هذه النقطة التي تمسّك بها الاتحاد ولن يتخلّى عنها... كما ذكرنا أعلاه، مداخلات أعضاء المكتب التنفيذي الموسّع جاءت معبّرة عن رفضها واستنكارها لما وقع في فصة بالخصوص من محاولات البعض المس من كرامة وهيبة قيادة الاتحاد وهي محاولات تجاوزت القيادة لتمسّ كل النقابيين باعتبار أنّ أبناء الاتحاد ومناضليه جسد واحد وكل لا يتجزّأ. كما جاءت الدعوة صريحة إلى أن تبقى ساحة محمد علي بالعاصمة مساحة العمل النقابي الصادق والصريح وساحة النضال وتكريس التضامن بين النقابيين وهياكلهم لا أن تتحوّل إلى ساحة للسّب والشّتم والاتيان على الأخضر واليابس وتهميش العمل النقابي والمطالب العمالية. الدعوة كانت صريحة أيضا وحازمة من أجل تطبيق قوانين الاتحاد تطبيقا يجنّب الاتحاد الفوضى التي يحاول البعض فرضها بكل الطرق وادخالها إلى قاموس العمل النقابي الذي هو براء منها والضرب على الأيادي العابثة والتي لا تعير أهمية لمصالح الشغالين وما يهمّها هو تمرير بعض من سياساتها المعادية للاتحاد واضعا لهم خير دليل على نوايهم وتوجّهاتهم .. دعم النضالات العمالية وفي مقدمتها نضالات التعليم الأساسي وخاصّة حركة النّقل التي هي مطلب نقابي أصبح يهم كل النقابيين تأكّد من خلال المداخلات وكلمات الأعضاء سواء من القيادة أو من الكتّاب العامّين للجهات. المفاوضات الاجتماعية وحسن الاعداد لها والتعمّق فيها خاصّة في الأيام القادمة أكّد عليها المتدخّلون في النقاش العام، هذا إلى جانب أهم الملفات وخاصة ملف التأمين على المرض الذي يحظى باهتمام الجميع وبمتابعة من القسم ومن قيادة المنظمة الشغيلة بصفة عامّة.. الاجتماع الدوري للمكتب التنفيذي الموسّع أكّد مرّة أخرى حب النقابيين لمنظمتهم وتمسّكهم بها واحدة موحّدة وتمسّكهم باللحمة النقابية وبالحوار والديمقراطية كخيار استراتيجي ثابت، هذا إلى جانب وضع مصلحة الاتحاد فوق كل الاعتبارات والالتزام بقوانين الاتحاد والحرص على تطبيقها بما يحفظ حق الجميع.