منذ سنوات قليلة تم بعث بلدية سيدي حسين التي كانت دائرة بلدية تابعة لبلدية تونس العاصمة، وهذا الاجراء الرئاسي نتيجة للنمو السكاني والعمراني الكبيرين. ومن المؤكد ان الهدف هو تحسين وتطوير الاداء البلدي وتقريب الادارة من المواطن. نعم تغيرت عديد الاشياء نحو الافضل والارقى وهذا لا ينكره الا الجاحد، كل هذا تم بسواعد وعرق عمال واعوان هاجسهم المصلحة العامة وحلمهم رغيف خبز كريم ولئن تحلى عمال وأعوان بلدية سيدي حسين بقدر كبير من الصبر خلال السنوات الفارطة وسلوكهم مع نقابتهم مسلك الحوار البناء وحرصهم على الالتزام بالقانون مدهبا رغم الواقع المهني المزري الذي لا يليق حتى بالحيوان فما بالك بالانسان ولعل تذكير البعض من المتعالين بالمخاطر التي يتعرض لها العامل البلدي وهو يمارس عمله ليلا او نهارا تحت حرارة الشمس المحرقة وبرد الشتاء القارس عرضة لكل الامراض والمخاطر الوبائية من اجل حماية الآخرين. امام تردي الاوضاع المهنية والاجتماعية لأعوان وعمال بلدية سيدي حسين وضرب الادارة البلدية عرض الحائط بعديد برقيات التنبيه بالاضراب وجلسات التفاوض بمقر ولاية تونس رغم غيابه المتكرر وتنكره لمحاضر الجلسات وعدم الاستجابة لمطالب العمال وعدم احترام التمثيل النقابي وتهديد العمال بشتى الوسائل تهديدا وترغيبا ومحاولة ابعاد كاتب عام النقابة الاساسية الى مصلحة اخرى وبقدر ما تحلى به الاتحاد الجهوي بتونس والجامعة العامة للبلديين بآداب الحوار والمسؤولية وأخلاقيات التعامل الحضاري في التعامل مع ملف عمال بلدية سيدي حسين فقد برز السيد رئيس بلدية المكان ومن ورائه السيد الكاتب العام بالتنصل من كل مسؤولية والحرص الذاتي والشخصي على تعكير المناخ الاجتماعي والمهني صلب بلدية فتية تحظى باهتمام أعلى هرم السلطة رغم تفهم ولاية تونس مطالب العمال المشروعة. وأمام الابواب الموصدة كان لابد من الاضراب الذي نفذ يوم الجمعة 10 اوت 2007 وهي سابقة أولى على مستوى بلديات ولاية تونس بمقر العمل بالمستودع البلدي بحي 25 جويلية هذا الاضراب نجح بنسبة فاقت كل التوقعات بحضور الاخ خميس صقر عن الاتحاد الجهوي بتونس والاخ الشاذلي الجندوبي عن الاتحاد المحلي بالسيجومي والاخوة الناصر السالمي عبد العزيز الحباشي الشاذلي الطرابلسي ونور الدين جلول عن الجامعة العامة للبلديين حيث عقد اجتماع عام بالعمال ونقابتهم المناضلة تدارسوا خلاله الوضع الراهن وطرق التحرك في المراحل القادمة مصرين على الدفاع والنضال بكل الوسائل المشروعة مطالبين بتحقيق مطالبهم. وهنا لسنا ندري لماذا يصرّ رئيس بلدية المكان وكاتبها العام على تعكير المناخ الاجتماعي والمهني وسلوك مسلك الاستفزاز والتهكم على النقابة الاساسية وتهميش الهيكل النقابي وهو سلوك اختصت به ادارة بلدية سيدي حسين دون بلديات ولاية تونس رغم توصيات السيد رئيس الجمهورية ومناشير السيدين الوزير الاول ووزير الداخلية خاصة في مجال تسوية وضعية العمال العرضيين وعملة الحضائر وهذه المناشير تتحدث بلغة واحدة يبدو ان بلدية سيدي حسين لا تفهمها او هي ترى ان العملة العرضيين وعملة الحضائر ليسوا بشرا؟ فأغلب بلديات الجمهورية في طور تسوية وضعياتهم تدريجيا بصفة عادية ودائمة فهل آن الاوان ان يقلع بعض المسؤولين المتعالين عن البشر والقانون عن نظرتهم الدونية تجاه العامل البلدي ويقدرونه حق قدره.