كم يتحمّل العامل البلدي من عذاب لأجل الحياة، كم يتحمّل من الألم والآلام في مسيرة بحثه عن الكرامة والوجود في صخب طيران الاسعار وخوصصة الاناشيد الوطنية الرسمية والاناشيد البلدية احيانا. كم يتحمل العامل البلدي، منظف الشوارع، ذلك الجندي المجهول الذي يراه الخاص ويشاهده العام يجمع المنتوج المستهلك على قارعة الطريق والشوارع والازقة في أزمنة مختلفة وأوقات متغيرة يحمل صبر أيوب ويعمل في صمت حالم لتكون الشوارع والانهج والمدن والبلاد نظيفة للمجلس البلدي والمواطن والمتساكن والعابر والسائح لا يطأطئ الرأس الاّ للعمل فقط حين يجمع فضلات المواطن لأجل الوطن بتفاؤل رغم الدمع والتعب وضمن هذه السياقات وبعد ماراطون طويل من الجلسات التفاوضية بين ادارة بلدية دوار هيشر من ولاية منوبة وعلى رأسها السيد محمد الجبالي رئيس البلدية والنقابة الاساسية والجامعة العامة للبلديات والإتحاد الجهوي بمنوبة التي لم تسفر عن تحقيق مطالب العمّال مما جعل الهياكل النقابية تلتجئ الى ابغض الحلال وهو الاضراب الذي نفذه عمال بلدية دوّار هيشر كافة يوم الاثنين 17 مارس 2008 حيث تجمعوا امام المستودع البلدي بمسؤولية تامّة والتزام بمبادئ الاتحاد وثوابته ضد كل انتهاك لحرية العمل النقابي واستقلاليته بتأطير من الاخوة عمر العرفاوي الكاتب العام المساعد للاتحاد الجهوي بمنوبة والناصر السالمي الكاتب العام لجامعة البلديات وعبد العزيز الحباشي الكاتب العام المساعد لجامعة البلديات ودينامو المفاوضات في القطاع والاخوة اعضاء النقابة الاساسية لبلدية دوّار هيشر. بعد ذلك انطلق العمال في هدوء تام مشيا مسافة كيلومترين نحو مقر قصر بلدية المكان التي زيّنت جدرانها باللافتات واعلام الوطن والاتحاد وعند حلول الاخ مصطفى المديني الكاتب العام للاتحاد الجهوي بمنوبة التهبت الاجواء بالشعارات النقابية والهتاف للوطن والكرامة وفي كلمة له اكد تمسك الطرف النقابي بمطالب العمال المشروعة والهادفة اساسا الى تحسين الوضع المتردي الذي بات يتخبط فيه العمال ولان مبدأ الاتحاد هو الحوار استجاب الطرف النقابي لدعوة السيد رئيس بلدية دوّار هيشر لعقد جلسة فورية للنظر في موضوع تسوية وضعية العملة العرضيين وبعد النقاش وعرض للإمكانيات المادية للبلدية تم الاتفاق على: تنفيذ محضر جلسة التصالح المبرمة بمقر ولاية منوبة بتاريخ 26 مارس 2006 وبناء على ما تمّ الاتفاق عليه أعلن تعليق الاضراب في الساعة الواحدة ظهرا. إثر ذلك وفي جوّ مفعم بالتفاؤل دعي العمال الى قاعة الاجتماعات ببلدية المكان لابلاغهم بما تمّ الاتفاق عليه وفي كلمة ثانية أكد الاخ مصطفى المديني ان مناضلي الاتحاد العام التونسي للشغل ومن ورائهم العمال ملتزمون بالحوار وحب الوطن وقد أثبتوا ذلك في عديد المحطات، كما تطرق السيد محمد الجبالي رئيس البلدية الى الوضعية المادية للبلدية مناشدا الطرف النقابي اعتبار هذا الجانب مؤكدا ان الادارة والعمال والنقابة الاساسية عائلة واحدة هدفها الرقي بالعمل البلدي وفي ختام الكلمات طالب الاخ الناصر السالمي الكاتب العام لجامعة البلديات العمال ببذل مزيد الجهود وذهاب العمال فورا لعملهم وتنظيف شوارع مدينة دوّار هيشر وحثهم على البذل والعطاء لأجل مدينة أجمل ومستقبل واعد ومن خلال الكلمات والواقع نستنتج ان بلدية دوار هيشر في حاجة اكيدة للدعم المادي فورا حتى يحقق المجلس البلدي ما سطره من مشاريع وأهداف.