جاءنا من النقابة العامة لمتفقدي التعليم الثانوي: لقد فوجئنا بما ورد في احدى الصحف الاسبوعية تحت عنوان «انتقام بتخفيض العدد» من تشكيك في مهنية اطار التفقد البيداغوجي بالتعليم الثانوي وقدح في نزاهته وموضوعيته وحياده، لقد اخترنا ان نتريّث قبل الردّ على هذا المقال المغرض كي لا نقع في منطق «نصرة الاخ ظالما كان او مظلوما» او بالاحرى في الفهم الرائج والخاطئ لهذه المقولة، وكي نجمع ما يكفي من المعطيات للتثبت من مدى صحة ما ورد في هذا المقال، واقتناعا منا بان الاخطاء المهنية ممكنة في اي قطاع وتعالج بالدراسة المتأنية والاطلاع على مختلف جوانب القضية دون متاجرة رخيصة وتوظيف. مفضوح ولقد تأكد لنا بعد الاطلاع على مختلف مكونات الملف ان هذا المقال الذي يتهم متفقدا في مادة الفرنسية ومن ورائه المتفقدون البيداغوجيون كافة بالتآمر «للنيل من المناضلين النقابيين والحقوقيين» اما انه غرّر بالجريدة المشار اليها ومن تبنى الموقف معها واما ان كليهما يتصرفان وفق الفهم الرائج لمقولة «أنصر أخاك ظالما أو مظلوما» وينطلقان من فهم للسلطة تجاوزته ادبيات التحليل الفلسفي السياسي وكذّبه انخراط المتفقدين في العمل النقابي والحقوقي ونصرتهم لقضايا الحق والعدل لكن دون تشويه لهذا الانخراط بتحريفه صوب الدفاع عن الرداءة والتقصير في العمل او جعله مصدر حصانة تخوّل للبعض بان يكون فوق القانون وفي حلّ من مقتضيات العمل التي تضمن حقوق الانسان / التلميذ وحقوق الانسان / الولي . إن التأمل في هذا المقال يثير العديد من التساؤلات: كيف يدرج هذا المقال ضمن اخبار الحريات الى جانب مقالات حول «اجتماع لم يتم» و»جواز سفر لم يجدّد» و»زيارةمنعت»... والحال ان القضية مهنية بحتة تتعلق بتقصير استاذ في الاضطلاع بمهامه وعدم تعاون مع اطار الاشراف البيداغوجي لتذليل الصعوبات؟ لماذا لم يقدّم الاستاذ المعني بتخفيض العدد من خلال صفته المهنية وانما من خلال صفته الجمعياتية ومن خلال صفته النقابية؟ ان سلك التفقد البيداغوجي متمسّك بمهنيته ولم يعد يهمّّه هذا الانتماء منذ عقود خلت ولقد اثبت ذلك في العديد من المناسبات سواء من خلال المواقف الشخصية للمتفقدين او من خلال هيكلهم النقابي. ما الذي يدعو الى انتهاج اسلوب البيانات الحماسية والتوجه الى الرأي العام في قضية مهنية بحتة؟ هل سنحكّم الرأي العام حيث يتعين ان نستنير بالخبراء واهل الاختصاص؟ الا يضمن القانون لللاستاذ حق الاعتراض من خلال التقرير المضاد. إن النقابة العامة لمتفقدي التعليم الثانوي تستنكر ما ورد في هذا المقال من اتهامات مجانية وبيانات تفتقر لابسط شروط المهنية والموضوعية وهي في الوقت الذي تنتظر فيه اعتذارا ينصف المتفقد المعني ويدعّم حرص سلك التفقد على الاستقلالية والحياد والموضوعية تعبّر عن استعدادها للتعاون مع مختلف الاطراف الحقوقية والنقابية لمعالجة ما قد يطرأ من مشاكل مهنية كلما نأت هذه الاطراف بنفسها عن الدفاع عن الرداءة والتقصير والاخلال بابسط الواجبات المهنية.