صدر بالعدد 931 بجريدة الشعب بتاريخ السبت 18 أوت 2007 عن النقابة العامة لمتفقدي التعليم الثانوي مقال بعنوان «لا شيء يبرر الدفاع عن الرداءة» كرد على مقال آخر عنوانه «انتقام بتخفيض العدد» ولتوضيح المقاصد نؤكد أولا لهذا الهيكل النقابي الفتي في حضيرة الاتحاد العام التونسي للشغل والذي نعتبره مكسبا في حلبة الدفاع عن الحقوق والحريات إن القصد الحقيقي والفعلي ليس التشكيك في نزاهة متفقدي التعليم الثانوي كافة وفي حيادهم الذي يتحلى جلهم بالموضوعية في أداء مهنتهم بحرفية لا يشك فيها أحد، بل المقصود هو إنكارنا على السيد متفقد اللغة الفرنسية بجهة توزر عدم موضوعيته الصارخة في تقرير التفقد الذي أجري على الأستاذ الذي كتب في شأنه المقال الرئيس وهو ما خولنا القول كون التفقد في هذه الحالة الخاصة قد حاد عن مهمته الحقيقية خاصة إذا وضعنا في الاعتبار المجريات المؤلمة السابقة لهذا التفقد التي جدّت بين الأستاذ المعني بالتفقد وإطار التفقد المقصود بالمقال والتقرير المضاد المحرر من قبل المدرس. ثانيا: راهنت النقابة العامة لمتفقدي التعليم الثانوي على توخي الموضوعية في ردها قائلة «اخترنا التريث قبل الرد على هذا المقال... كي لا نقع في منطق نصرة الأخ ظالما كان اومظلوما» اولا و «اقتناعا منا بأن الأخطاء المهنية ممكنة في أي قطاع وتعالج بالدراسة المتأنية والاطلاع على مختلف جوانب القضية» ثانيا لكن الهيكل النقابي لم يجهد نفسه للإلمام بهذه المسألة لأخذ رأي لا السيد مدير الإعدادية التي يعمل بها الأستاذ المعني علما أن موقف رئيس المؤسسة التربوية ايجابي مهنيا تجاه المدرس المقصود بشهادة زملاء خارجين عن المؤسسة ولا عينة ممثلة من زملاء المادة بالجهة، وأن الهيكل النقابي المعني لم يسع الى معرفة ما إذا كان الأستاذ قد كتب تقريرا مضادا والاطلاع عليه في صورة وجوده (علما أن التقرير المضاد جاهز وارسل للجهات المعنية منذ 10 جويلية 2007) سياق الرد يفيد العكس كما أن هذا الهيكل الممثل لم يحاول الاطلاع على الموضوع من الجهات النقابية التي يرجع اليها الاستاذ بالنظر كالنقابة العامة للتعليم الثانوي ... إن ما سبق ذكره يخولنا ان نقول كون توخي الموضوعية الذي راهنت عليه النقابة العامة للتعليم الثانوي بقي شعارا سابحا في الفضاء لا غير . وبالتالي قد وقع هذا الهيكل في نفس النقيصة التي عابها عن محرري المقال موضوع الرد أي انه كرّس منطق نصرة الأخ ظالما كان أو مظلوما لا غير وهل يعقل ان ينهى المرء عن خلق أو سلوك أو تمش ما يأتي مثله ؟! واستتباعا فإن كل الأحكام القيمية والنعوت السلبية التي ملئ بها هذا الرد من قبيل «متاجرة رخيصة» و «توظيف مفضوح»والدفاع عن الرداءة والتقصير في العمل بخصوص هيئة فرع توزرنفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان و «الرداءة والتقصير والإخلال بأبسط الواجبات المهنية»... بالنسبة الى الأستاذ المعني تصبح من قبيل التجنّي على الغير وغير ذات قيمة من حيث محتواها طالما انها وردت من طرف لم يتوخ الموضوعية والتحري المطلوبين. ختاما لئن نجدد تأكيدنا أننا لم نقصد بكل صدق التعميم الذي يضع كل المنتمين الى هذا القطاع (الذي نقدر المجهودات المضنية التي يبذلها للرفع من مردود العملية التربوية عموما ومن أداء المدرسين خصوصا)... فإننا نعبر عن استعدادنا للتحادث ولتبادل الآراء مع كل الأطراف الحريصة على انتهاج الموضوعية والتحري في معالجة القضايا وبخاصة في كل ما قيل عن السيد متفقد اللغة الفرنسية المعني بالأمر.