في اطار برامج الدولة التنموية وضمن تحفيز آليات الاستثمار الخاصة بالحوض المنجمي تم صبيحة يوم الجمعة 24 اوت الجاري وضع حجر الاساس للمشروع العملاق بمنطقة كاف الدور الغربي (الحوض المنجمي بقفصة) لانتاج الاسمنت «قفصة آريكام» على مساحة 170 هكتارا بحضور كل من السادة عبد الحفيظ النصيري المدير العام المساعد لشركة فسفاط قفصة ومانويل سانشيز مدير المشاريع ولويس سيرانو المسؤول الاول بشركة أريكام الاسبانية ومنجي كراولي المنسق العام للمشروع ونبيل بن جنات مدير التخطيط بشركة فسفاط قفصة ومنسق المشروع. ويعتبر هذا الانجاز من المشاريع ذات المردودية العالية بالنظر الى حجم رأس لمال والاستثمار حيث يتراوحان ما بين 150 و 200 مليون يورو، اي ما يعادل 300 مليون دينار من المليمات. ومن المنتظر ان يخلق هذا القطب التنموي ما يفوق اكثر من 1000 موطن شغل لأبناء الجهة الذي يعتبرونه رافدا هاما من روافد التنمية لما يحمله من آفاق واعدة للتشغيل وتنويعا للقاعدة الصناعية بالجهة من ناحية وباعتباره هدية سيادة رئيس الجمهورية لجهة قفصة من ناحية اخرى، علما ان الصندوق العالمي للتنمية صنف شركة فسفاط قفصة سنة 1980 ضمن الشركات التي لا تستطيع مواكبة التطورات الاقتصادية العالمية الا انها مع ذلك تمكنت من مجابهة التحدي بفضل تدخل سيادة رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي سنة 1993 للاحاطة بقطاع الفسفاط وضمان تواصله وذلك بصرف 1000 مليون دينار للغرض، وعليه فقد تم غلق المناجم الباطنية واتجهت اهتمامات المسؤولين الى العمل الى ما يسمى بالمناجم السطحية مما ساهم بقسط وافر في نجاح الشركة على كل الواجهات وصارت محط اهتمام اكبر المستثمرين العالميين في ابرز القطاعات... كل هذه الاشارات أفادنا بها السيد عبد الحفيظ النصيري المدير العام المساعد لشركة فسفاط قفصة للتدليل على الدور الفاعل لشركة فسفاط قفصة في التشجيع على بعث المشاريع ذات القيمة المضافة والهادفة الى دفع نسق عملية التنمية بما يمثل رافدا هاما للاقتصاد الوطني. وحسب افادة السيد مانويل سانشيز مدير المشروع والخبير في مواد الاسمنت فان هذا المشروع يأتي في اطار العناية بالبيئة وحماية المحيط، ونظرا الى طبيعة الحوض المنجمي وتوفر المواد الاولية خصوصا في انتاج الاسمنت وقع استغلال الفكرة وتفعيلها لتثمر هذا المشروع العملاق الذي يندرج ضمن السياسة المتوخاة لمجمع آريكام الاسباني في بعث معمل للاسمنت وتم الاختيار على تونس لعدة اعتبارات لعل ابرزها الموقع والاستقرار والتشجيعات المحفزة على الاستثمار اضافة الى الكفاءات التي تزخر بها شركة فسفاط قفصة خصوصا في ميدان البحوث الذي وقع اعتماده في التعامل مع مراكز للبحوث في اسبانيا وألمانيا وافرز نتائج طيبة، ويؤكد السيد سانشيز تفاؤله المفعم بالثقة بنجاح هذا المشروع الواعد علما ان اشارة انطلاقه بدأت منذ عام تقريبا، في انتظار سنة 2009 كموعد أولي لانطلاق اولى شحنات الانتاج من الاسمنت المصنف الاول للاستعمالات الصناعية، مع العلم ان مجمع آريكام له الحق في تصدير 60 من نسبة الانتاج حسب ما نصت عليه الاتفاقات المبرمة في الغرض. وتجدر الاشارة تبعا لهذا الحدث ان تونس مصنفة ضمن احسن 20 دولة تشجع على التنمية عالميا مما يؤشر على نجاح مثل هذه الانجازات العملاقة. ولئن مثّل هذا الحدث علامة مضيئة في ربوع الجنوب الغربي وجهة قفصة خاصة مما سيساهم في تقليص نسبة البطالة باعتبار المدة العمرية لهذا المشروع الذي يمكن ان يستمر حسب التقديرات الاولية حوالي مائة سنة. وباعتبار قيمة الحدث اوضح لنا السيد المنجي كراولي المنسق العام للمشروع اهمية الحرص على نجاح مثل هذا الانجاز سيما ان الصعوبات التي رافقت ابرز مراحل التأسيس وقع تذليلها وعليه بات جليا ان سياسة الدولة وسلطة الاشراف دفعت في الاتجاه المؤسس لنجاح المشروع. ونظرا لتزامن بعث هذا المشروع مع مشروع «سمادبي» يمكن اعتبار هذه المصادفة من المؤشرات المبشرة بتسويق أوفر واكثر تنوعا للمنتوج التونسي مما سيساهم في انطلاقة موفقة ومشجعة للمشروع.