نزل القاري بالقيروان هو من أقدم المؤسسات السياحية بمدينة القيروان وهو ايضا من اكبرها يتربع بمدخل المدينة الشمالي تقابله منشآت سياحية اخرى اصبحت اليوم رمزا لمدينة الاغالبة أهمها أحواض الفسقية الشهيرة. هذا النزل يجسد بشكل منقطع النظير ذلك المثل الشعبي المعروف «يا مزيّن من برّة آش أحوالك من الداخل» ذلك ان صاحبه ومديره يريدون سياحة مزدهرة بعملة بائسين... يجلدون عمالهم ويطلبون منهم ان يبتسموا في وجه الحرفاء والزائرين.. فهذه المؤسسة تعرف منذ فترة ازمة في العلاقة الشغلية بين العمال والادارة بدأت بقيام مدير النزل بطرد العاملة، عضوة بنقابة النزل الاساسية، لانه علم انها تفوهت بكلام لا يرضيه في غيابه ثم اوقف بعد ذلك الكاتب العام للنقابة بتهمة التحريض على الاضراب وتم هذا الايقاف بواسطة عدل منفذ مباشرة بعد عودة الكاتب العام من جلسة صلحية بمقر الولاية حضرها المدير. واستنفذت جميع الوسائل الصلحية واجبر العمال على الدفاع عن انفسهم فشنوا اضرابا احتجاجيا غير ان المدير استمر في تعنته متعللا بتنفيذ أوامر صاحب النزل وأمام انسداد الافاق وفي ظل لا مبالاة السلط الجهوية، دخل العمّال منذ يوم الخميس 26 أكتوبر في اعتصام بمقر العمل لا يزال مستمرا على حدّ الساعة. ولانارة الرأي العام النقابي حول ما يجد بهذه المؤسسة السياحية نورد تفصيلات أخرى فمدير النزل لم يستسغ حضور الاخ الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل لشد أزر العمال المعتصمين فاعتدى عليه بالعنف اللفظي وهدده بتفكيكه الى قطع كما ان صاحب النزل وعند زيارته لنزله قام باسناد هبة بثلاثين دينارا للعمال الذين لم يشتركوا في الاضراب ولا ندري ان كان يسند مثل هذه الهبات في الاوقات العادية وهل التحريض على عدم الاضراب يبقي لصاحبه حق مناقشة التحريض على الاضراب. هذا النزل يعرف ايضا حالة من التآكل والتهرئة لا مثيل لها فمسبحه جاف منذ اكثر من ثلاث سنوات وارضيته لم تتغير منذ تأسيسه ومكيفاته غير كافية والبعوض يغزوه في اغلب شهور السنة، ويعتقد البعض ان هذه الحالة مفتعلة من قبل صاحبه كمبرر لغلق المؤسسة او لابتزاز العمال بمطالبتهم بمزيد من شد الاحزمة وهم المتمسكون بمواطن شغلهم. نشير في الاخير، الى ان اعتصام عمال النزل اظهر مرة اخرى التضامن العمالي والوحدة النقابية بالجهة.