نظم قسم الدواوين والمنشآت العمومية ومؤسسات الإتحاد ندوته الوطنية الدورية لتقييم الجولة السادسة من المفاوضات الاجتماعية وهو تقليد محمود دأب عليه القسم بعد انتهاء الجولات التفاوضية لتثمين المكاسب والوقوف على بعض النقائص قصد تلافيها مستقبلا. افتتاح أشغال الندوة كان تحت اشراف الاخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل وبحضور العديد من الاخوة اعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد وأعضاء الهيئة الادارية الوطنية ومشاركة مكثفة من المفاوضين والنقابيين من القطاعات والجهات. وقد إستهل الأخ سليمان الماجدي الامين العام المساعد الندوة بكلمة رحب فيها بالحاضرين ليمر بعد ذلك الى استعراض محاور هذه الندوة ليوضح بأن الاختيار كان من قبل القسم قائما على جعل هذه الندوة مساحةللتعبير الحر والتقييم الجدي والموضوعي لمسار التفاوض في مختلف اسلاك القطاع العام قصد الوصول الى رسم الخطوط العريضة لمستقبل المفاوضات الاجتماعية. وفي تقييمه للجولة السادسة من المفاوضات ابرز الاخ الماجدي بانها لم تكن مفاوضات سهلة وقد تجلى ذلك منذ صدور البلاغ المشترك حيث كان لارتفاع سعر المحروقات والاوضاع الاقتصادية لبعض المؤسسات توطئة وتعلة للتأثير في المفاوضات غير ان الاتحاد وفي جلساته مع الحكومة تشبث باعتماد نفس البلاغ المشترك تفاديا لكل جدل على ان البلاغ بقى دوما القاعدة الدنيا وبإمكان العديد من القطاعات تجاوزه طبقا لنضالاتها وموازين قواها وهو ما تسنى فعلا في العديد من القطاعات والمؤسسات التي احرزت مكاسب مالية وترتيبية فاقت البلاغ المشترك، واضاف الاخ سليمان بان القسم والاتحاد لم يمارسا اي ضغوط على الوفود التفاوضية وتركوا لها مجال التحرك والمناورة وقد كانت النتائج والمعدلات في مستوى الطموحات فالعديد من المؤسسات أحرزت زيادات هامة ومشرفة جاءت بالنضال وفي مؤسسات اخرى واضافة الى المكاسب المادية والترتيبية تسنى ترسيم مئات العمال من المتعاقدين او المشتغلين بالمناولة. وفي باب النقائص أكد الاخ سليمان الماجدي بان هناك وفودا لم تقدّم مشاريعا للتفاوض وهناك من لم يأخذ بالارقام والمعطيات المتوفرة وتغيب عنه كتلة الأجور وشق اخر لا يرغب في الانتظار والنضال وكل هذه الممارسات على قلتها اربكت القسم وبعض الجامعات وقد دعا الاخ سليمان الماجدي في خاتمة تدخله الى تجاوز مثل هذه النقائص في المستقبل. اما الاخ محمد شندول الامين العام المساعد المسؤول عن الاعلام والنشر و مدير جريدة الشعب فقد تمحور تدخله حول المتابعة الاعلامية للمفاوضات عبر أعمدة الجريدة مبرزا بأن الجريدة كانت شديدة الحرص على متابعة مسار التفاوض منذ انطلاقه دون استبقا او ارباك للمفاوضين وفي تنسيق تام مع اللجنة العليا والوفود التفاوضية فحرص الجريدة كان بحسب حرص الاخوة على تبليغ المعلومة وبحسب حاجتهم واستراتيجيتهم فالمواكبة الاعلامية حاولت ان تكون رصينة شفافة وتحترم الخطة الاعلامية التي رسمتها الجريدة بالتنسيق مع الاخوة المفاوضين. وأضاف الاخ محمد شندول بان المكاسب والانجازات المتمخّضة عن المفاوضات من الضروري بمكان وحوصلتها في مراجع حتى تكون مادة للدرس والبحث وقسم الإعلام كله استعداد للتعاون مع كل القطاعات والجهات بهدف اصدار مراجع ووثائق مهمة للنقابيين مبرزا بان قسم الاعلام ومن اولوياته ترويج انجاز النقابيين لدى اكثر عدد من القراء وفي هذا الاطار انتهز الاخ محمد شندول الفرصة ليعلم الإخوة النقابيين بالموقع الجديد للجريدة على شبكة الانترنيت والذي يتنزل في اطار انفتاح قسم الاعلام على اوفر عدد من المنخرطين والقواعد النقابية والعمالية مضيفا بان هذا الموقع سيتولى تغطية الانشطة النقابية في ابانها مما سيضمن اضافة الى الجريدة مزيدا من السرعة والسيولة للمعلومة النقابية ليختم حديثه بالتأكيد على ان الجريدة كما الموقع مساحاتها مفتوحة لكافة الاخوة النقابيين لاسهاماتهم النقابية او كذلك لآرائهم الحرة. اما الاخ علي بن رمضان فقد أبدى من جهته ملاحظة وحيدة ركز فيها على تباين منطلقات التفاوض واهدافه بين الاتحاد وسلطة الاشراف على ان الاتحاد واضافة الى حرصه على المكاسب الاجتماعية حريص على ديمومة المؤسسات العمومية ليدعو المشاركين في الندوة الى استعراض مسار التفاوض لكل قطاع حتى تعم الفائدة. كما كان للاخ منصف اليعقوبي الامين العام المساعد للإتحاد المسؤول عن الشباب العامل والمرأة والجمعيات تدخل ابرز من خلاله ان طبيعة العمل وصعوبته في القطاع العام وذلك من منطلق تجربته النقابية اذ سبق له الاشراف على قسم القطاع العام حيث ثمن مقابل ذلك الجهود المبذولة من قبل قسم الدواوين والمنشآت على جهوده لتأطير الوفود التفاوضية ودعمها حتى تحصل نتائج ايجابية ومكاسب هامة معبرا عن رغبته في ان يتدعم الحضور النسائي والشبابي ضمن الوفود التفاوضية. تدخّلات ونقاشات ثريّة شهدت الندوة زخما من التدخلات والنقاشات التي استمرت على مدى يومين حيث وبالنظر الى دورية المفاوضات كل ثلاث سنوات ترك الاخ سليمان الماجدي لكافة المتدخلين المجال مفتوحا للنقد وابداء الرأي ورصد كل السلبيات التي يجلب العمل على تلافيها مستقبلا وقد عمد جل المتدخلين الى توصيف مفاوضاتهم القطاعية وتوضيح ظروفها وملابساتها وما حققته من مكاسب وما اعترضهم من عراقيل وقد تضمنت الغالبية الساحقة من التدخلات ارتياحا لما تم التوصل اليه خلال الجولة السادسة من المفاوضات الاجتماعية على الصعيدين المادي والترتيبي وكذلك ترسيم العمال. كما طالت المناقشات كذلك الظروف الحافة بالمفاوضات سواء الاقتصادية منها والمتعلقة بالارتفاع المشط للاسعار حتى ان غلائها قد يلتهم مفعول الزيادة وكذلك الجباية التي باتت عبء ثقيلا على الاجراء مقارنة بما يدفعه اصحاب المهن الحرة والمؤسسات وقد تمت المطالبة في هذا الاطار بالعمل على ربط الزيادات في الاجور بالزيادات في الاسعار والدفع في اتجاه اصلاحات جبائية اكثر عدالة بين مختلف الفيئات. كما طالب متدخلون بمزيد بالاهتمام اكثر بالمؤشرات الاقتصادية سواء مؤشرات الاسعار او مؤشرات نمو المؤسسات وموازناتها المالية حتى تكون الزيادة بحسب نسب النمو والازدهار التي يعود الفضل فيها للعمال بالدرجة الاولى كما تمت المطالبة كذلك بالعمل على مراجعة بنود مجلة الشغل ضمن المفاوضات مما من شأنه ان يحسن الاطرالتشريعية والقانونية التي تضمن حق الشغل والترسيم وغيره من الحقوق التي باتت مستهدفة كما شملت تدخلات الاخوة عديد المواضيع النقابية العامة والراهنة سواء المتعلقة بمآل مشروع التأمين على المرض واصلاح أنظمة التقاعد او المتعلقة بوضع الإتحاد في علاقة بأدواره في المجتمع المدني والدفاع عن مبادئ الكرامة والحرية والديمقراطية وتحسين الهكيلة في اتجاه تدعيم دور النقابات الاساسية واضفاء المزيد من المرونة بين مختلف الهياكل. ومن ضمن التوصات الواردة ضمن تدخلات الاخوة تم التأكد على مزيد التلاحم ووحدة الصف بين نقابيي القطاع العام وتوجيه اهتمام خاص الى عدد من الاشكاليات الحارقة كالمناولة والتعاقد والتسريح وغلق المؤسسات وعدم تطبيق القوانين والاتفاقيات وعدم احترام الحق النقابي ومركزة المفاوضات. مجمل هذه الاشكاليات تولى الاخ سليمان الماجدي الرد عليها بمعية الاخوين رضا بوزريبة ومنصف اليعقوبي على ان الاخ الماجدي كانت له بعض الردود والتوضيحات خلال التدخلات والنقاشات. من الأولويات تولى الاخ رضا بوزريبة الامين العام المساعد المسؤول عن الصحة والسلام المهنية والتغطية الإجتماعية تقديم توضيح للإخوة حول مشروعي التأمين على المرض واصلاح انظمة التقاعد حيث افاد بأنّ هناك التفاف حول الاتفاق الممضى بشأن التأمين على المرض مطالبا في هذا السياق بالتشبث بتطبيق الاتفاق الممضى وعدم التراجع عنه وكذلك الشأن بالنسبة لانظمة التقاعد فالمفاوضات لا يجب ان تركز على الجانب المالي الذي يبقى مهما لكن الاهم من ذلك هي صحة العامل وتقاعده اللّذان باتا مستهدفين ويجب وضعها ضمن الاولويات. وفي رده على ما طرح من تساؤلات اكد الاخ سليمان الماجدي على جملة من المسائل اهمها ضرورة تحرك القطاعات والجهات لرسم الخطوط العريضة للتفاوض عبر الضغط على سلطات قرارها وتضمين مواقف للهيئة الادارية الوطنية والتركيز على مبادئ التضامن والنضال والتعبئة مبرزا بان العديد من المطالب لا تقترن بالضرورة بدورية المفاوضات وبإطارها المحدد فالقوانين الاساسية والاتفاقيات غير المطبقة يمكن مناقشتها خارج اطار التفاوض لكن مقابل ذلك يمكن ادراج مسائل اخرى فمن المفاوضات كالجباية والتأمين على المرض والتقاعد ضمن المفاوضات. ودعا الاخ الماجدي مرة اخرى الى ضرورة الاعتماد على الوثائق والمعطيات الصادرة عن القسم وتدعيمها حتى بتسليم المفاوضين بكل ما يخول لهم الوصول الى زيادات مرضية ولكن هذا يبقى دوما مشروطا بتحسين الممارسات والقطع مع الاساليب التفاوضية العشوائية والمتسرعة والسلوكيات التي تربك الهياكل وتضر اكثر مما تنفع. مؤسساتنا بخير وختم الاخ سليمان الماجدي ردوده بتقديم بسطة عن اوضاع مؤسسات الاتحاد حيث بين بان مؤسسات المنظمة في ازدهار متطرد فتأمينات الاتحاد استطاعت بحسن التصرف في مواردها وبرنامج انقاذها ان تحقق ارباحا محترمة وكذلك الشأن لنزل اميلكار حيث كان محاصرا ومثقلا بالديون للعديد من المؤسسات وقد تسنى التخفيض من هذه الديون وخلاص جزء هام منها بعد اعادة جدولتها وقد تم تحسين ظروف الاقامة والبنية الاساسية للنزل مما مكن من تحسين مداخيله وتقويم موازناته في انتظار القضاء نهائيا على الديون. نجاح نجحت الندوة في اهدافها المرسومة وكانت فرصة هامة للعديد من الاخوة للنقد وابداء الرأي بخصوص المفاوضات الإجتماعية وكذلك العديد من المسائل والملفات النقابية الراهنة والهامة وقد كان مجال التدخلات مفتوحا ولم يشأ الاخ سليمان الماجدي مقاطعة المتدخلين الا لتوضيح بعض المسائل ووضعها في اطارها الصحيح وقد ثمن الحاضرون الجهد المبذول من قسم الدواوين والمنشآت العمومية ومؤسسات الاتحاد سواء على المستوى التوثيقي او كذلك التأطير والمتابعة.