بكل مقاييس النجاح والتميز احتضنت تونس لاول مرة اجتماعي اللجنتين التنفيذيتين الافريقية والعالمية للجامعة العالمية للنقل وهو اول اجتماع من نوعه يحتضنه بلد عربي وافريقي على حدّ السواء. وتأتي أهمية هذين الاجتماعين المغلقين للجامعة العالمية للنقل التي تأسست سنة 1864 وتتخذ من لندن مقرّا دائما لها وتشارك فيها 138 دولة واكثر من 6 ملايين منخرط بعد التصديق بالاجماع على الدعوة التي كان تقدم بها الاخ مختار الحيلي عضو المكتب التنفيذي للجامعة العالمية للنقل والذي وقع انتخابه السنة الفارطة بدربن بجنوب افريقيا وللتذكير، فإن الاخ مختار الحيلي يمثل كل الاطراف العربية المنضوية تحت لواء الجامعة العالمية للنقل وهي تونس المغرب والجزائر، اليمن، فلسطين، لبنان العراق، مصر، الاردن وموريتانيا. كما تأتي اهمية هذين الاجتماعين من خلال حسن تنظيم وكرم الضيافة وخاصة مجمل النتائج التي أفرزهما الاجتماعان اذ منذ 52 سنة تقريبا لم تسجل كثافة المشاركة على النحو الذي سجلته «قمّة تونس» حيث بلغت نسبة المشاركة 92 رغم ان الممثلين قد جاؤوا من القارات الخمس. وتجدر الملاحظة ان الجامعة العالمية للنقل تعتمد في خطا بها النقابي على الفرنسية والانقليزية والالمانية والايطالية واليابانية والروسية والاسبانية ولئن كان الاخ مختارالحيلي هو العربي الوحيد في هذا القطب النقابي العالمي فانه يمثل عشر دول عربية من المنتظر ان يساهم في ادراج اللغة العربية ضمن اللغات المعتمدة. اللجنة الافريقية بداية الاشغال انطلقت مع اللجنة التنفيذية الافريقية يوم الاثنين22 اكتوبر وتواصلت الى غاية الثلاثاء 23 من نفس الشهر. وتمحور جدول اعمال اللجنة التنفيذية الافريقية التابعة للجامعة العالمية للنقل حول النقاط البارزة والهامة التالية: مداخلات رئيس اللجنة التي تضمنت عدد الملاحظات والتقييمات حول اداء اللجنة من حيث المنجز والمنشود ثم المصادقة على كل نقاط جدول الاعمال الذي احتوى بدوره على تقويم اشغال اجتماع اللجنة الماضية ومدى تنفيذ جملة القرارات المتخذة وكذلك نتائج مؤتمر دربن بجنوب افريقيا وتأثير العولمة في المسارات النقابية وسبل تطوير وسائل النقل الافريقية. وتناولت اشغال اللجنة التنفيذية الافريقية على وجه الخصوص مدى التقدّم الذي قطعته استراتيجية العمل الافريقية فيما يتعلق بشعار «لنتنظم عالميا» ولا سيما على صعيد الدور والوظيفة للاعضاء المنتخبين. وفي سياق اشغال هذه اللجنة قدّم الاخ مختار الحيلي خطابا منهجيا استهلّ بتوجيه تحية حارّة للمشاركين باسم الجامعة العامة للنقل وكافة نقابيي الاتحاد العام التونسي للشغل وفي مقدّمتهم الاخ عبد السلام جراد الامين العام للمنظمة الشغيلة ابن قطاع النقل وأحد ابرز قيادييه الذين ضحّوا بالغالي والنفيس وقدموا تضحيات جسام بما في ذلك فقدان الحرية الشخصية ودخول السجن دفاعا عن الحقوق الشرعية لابناء القطاع بصورة خاصة وعن استقلالية العمل النقابي بصورة عامة في تونس. وعبر الاخ مختارالحيلي عن بالغ سعادة الاتحاد العام التونسي للشغل باستضافته لاول مرة في تاريخ العالم العربي وافريقيا اشغال اللجنتين التنفيذيتين الافريقية والعالمية للجامعة العالمية للنقل. وتوقف الاخ مختار الحيلي عند جزئيات وطنية من المسار النضالي التاريخي للاتحاد العام التونسي للشغل من أجل الحرية والعدالة والديمقراطية مؤكدا أنّه منظمة مستقلة وتعددية من حيث انها تمثل سقفا لكلّ الالوان والحساسيات السياسية وهذه الاستقلالية تمثل عنصر الثراء والاضافة للمنظمة الشغيلة وبجملة المكاسب التي تحققت للعمال التونسيين. واستعرض الاخ مختارالحيلي عضو المكتب التنفيذي للجامعة العالمية للنقل خصوصية المفاوضات الاجتماعية والزيادة في الاجور منذ سنة .1990 وعلى اعتبار الاستعداد للدخول في جولة سابعة للمفاوضات فقد بين عضو المكتب التنفيذي للجامعة الدولية ان الاتحاد العام التونسي للشغل لن يفاوض فقط على واجهة تحسين القدرة الشرائية للشغالين والزيادة في رواتبهم بل وكذلك على واجهة تطوير تشريعات الشغل والحقوق النقابية. ثم تعرض الاخ مختار الحيلي الى جملة المكاسب القطاعية التي حققتها الجامعة العامة للنقل وانتهى الى جملة الانعكاسات السلبية للعولمة على عالم الشغل وعلى النضال النقابي في العالم. اللجنة الدولية وفيما يتعلق بمضمون اشغال اللجنة التنفيذية للجامعة العالمية للنقل والتي لا يحضرها الافارقة فقد تمحورت حول واقع النقل وآفاقه المستقبلية متوقفة عند جملة العراقيل المنتصبة امام حركة تطوّره خاصة وان قطاع النقل مازال يمثل الشريان الحيوي لاقتصاديات دول العالم والعمود الفقري للسياسات التنموية. وفي هذا السياق ركّز ممثل العالم العربي وعضو المكتب التنفيذي للجامعة العالمية للنقل على أهمية قطع اشواط متقدّمة في الاستراتيجية النقابية لما يكفل الدفاع عن المكاسب المشروعة لكافة المنضوين تحت لواء هذه الجامعة مؤكدا في السياق ذاته ان هذا الرهان لا يمكن رفعه الا متى توفقت الهياكل النقابية التابعة للجامعة العالمية للنقل في دعم النضال النقابي الحر والديمقراطي. وقد بيّن الأخ مختار الحيلي ان قطاعات النقل تمثل الحلقة الاساسية في التنظيم الهيكلي للمنظمات النقابية واحدى اهم عناوينها البارزة في النضال. وانتهى الاخ مختار الحيلي الى ان حرية العمل النقابي وتطوّره في العالم العربي يرتهن الى الحكم الرشيد والحوار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية والرقي الاجتماعي وخاصة السلم والامان. لقاء خاص وكان الاخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل قد استقبل قبل يوم من انطلاق الاشغال كلاّ من رئيس الجامعة العالمية للنقل وكاتبها العام والمنسق على افريقيا والعالم العربي وذلك بحضور الاخ المولدي الجندوبي الامين العام المساعد المسؤول عن الشركات والدواوين والاخوة مختار الحيلي الكاتب العام للجامعة العامة للنقل وعضو المكتب التنفيذي للجامعة العالمية للنقل والاخوة نبيل القرواشي ومنير الرياحي اعضاء الجامعة العامة للنقل حيث تعرّض الى جملة القضايا الراهنة والمشتركة لعمال العالم بصورة عامة ولقضايا العاملين في قطاع النقل على وجه التحديد معتبرا نضالات هذا القطاع جزءلا يتجرأ من نضالات الاتحاد العام التونسي للشغل وكافة الشغالين بل لعلّه الركيزة الاساسية لهما وذلك بالنظر الى حيوية هذا القطاع ودوره النضالي وبين الاخ عبد السلام جراد ما يكنّه من بالغ الاحترام لنضالات قطاع النقل الذي ينتمي اليه روحا وتاريخا..