لم أستطع أن أودّعك ولم أودّعك كالبقية ولم أكن مهيأ لذلك ولن أكون، كذلك كيف أجد الفعل المناسب والقول الفصل فيك يا أول رفيق. لقد كنت الكل الذي لا يتجزأ (أخا وصديقا ورفيقا) كان عهدنا هو ان نكون واحدا نؤمن بالوحدة ونرفض الوحدة. عشنا العبث الجميل. سهرنا الليالي بكل صفاتها. حلمنا كثيرا . كفرنا بالرفض السلبي. لقد كانت أسوار الجامعة شاهدة على ذلك . كان ثالثنا ربيع لم نكن نتفارق ولم نكن نختلف إلا لنلتقي . التقينا ثلاثتنا في ذلك المكان وكأن القدر اختارنا لنسج بداية مسيرة . الذكرى تحتفظ لنا بكلمة «التكامل» التي تعني لنا أشياء كثيرة وهي لم تكن لو لم نكن نمثل التكامل فعلا. كبرنا وكبر فينا كل شيء فكان غسان وندى من جهة وأمل وأيمن من جهةأخرى . وأما اليسر كله فقد كان لزاما عليّ وصار شيئا مني. ولعل هذا كله كان يحجب علينا حقيقة مرة وواقعا أليما وهو التهيئة لفقدانك و الحلول في مكانك ومكانتك . كل ما وعيناه في هذه اللحظة هو أنك غادرتنا دون رجعة رغم رفضك وقهرك وكفرك بالمرض. ربيع كان شاهدا هو الآخر على عظمة رفيقة دربك زوجتك وسيلة التي آمنت بنضالك وصلابتك فلم تنحن للمحن وهذا ليس بغريب، لأنها هي الأخرى كانت خريجة مدرسة النضال والنضال والتحرر . وكانت المرأة حاضرة مرة أخرى ورأيناها هذه المرة في مسقط رأسك وجدناها أمّا وأختا وقريبات جسّدن صورة لقاء لم يكن مرتقبا بهذه الشاكلة وإنما القدر أراد ان يكون ذلك . إن صورة البكاء والنواح والعويل تحولت في أذهاننا جميعا نحن مجمع الحاضرين هناك الى لوحة فرح كانت فيها الزغاريد وحضرت فيها دموع الفرح. كيف لا. ونحن كلنا نودع مناضلا صادقا آمن بالفعل النقابي وترك لنا بصمات وأثرا لا تمحيه الأيام. فوداع الأبطال يكون هكذا أو لا يكون. تأكد أخي زبير أنك لست وحدك هناك ونحن هنا لسنا وحيدين بل إن تكاملنا يكمن في هنا وهناك لنرسم صورة عشق وحب لمبادئ تعاهدنا عليها. القول وكل القول في خاتمة هذه الكلمة يا صديقي ويا رفيقي ويا أخي إن اليسر كله لن يحجب طيفك وخيالك عني بل تأكد من أن يسري ويسر وتيسير على خطاك يسيرون .