... كلّ شيء أصبح مباحا في الكرة التونسية بشكل عام، بما أنّ الكل يتعامل بمنطق الغاية تبرّر الوسيلة، لتدار الأحوال بمنطق الصفقة أو تبادل المصالح لتتحوّل في النهاية لدائرة كبيرة من المجاملات التي تهدّد مستقبل النادي وتقضي على الكثير من الآمال والطموحات طالما أنّهم ليسوا طرفا فيها أو لم يكونوا رقما في معادلة المصالح!!.. 2 الكرة التونسية تعيش منذ سنوات تحت ضغط المشاكل والخلافات سواء في الملاعب أو داخل الهيئات المديرة، ليظل البحث متواصلا عن مواقع جيّدة وكراس مريحة، فالرابحون ظلّوا كما عهدناهم يبحثون عن أرباح جديدة والمهمّشون يسعون لضمان مكان تحت الأضواء.. والخاسرون في لعبة المواقع يتعمّدون بكل الأشكال والوسائل تعويض ما ضاع منهم حتّى وان تجاوزوا ما يبيحهم لهم هامش الرّبح!!.. 3 في كل النوادي التونسية تقريبا نفس المشكل نعيشه بين هيئة ذهبت وأخرى أخذت مكانها.. في النجم الساحلي خرج عثمان جنيّح فتعمّدت هيئة معز إدريس بعض التسريبات والتشكيكات فيما تبقّى من مال ينتظر دخوله للكاسة، في النادي الصفاقسي حديث كثير عن صفقات تحول مبيلي والنفطي إلى السعودية وعن عدم وضوح التصرّف المالي، في الترجي الرياضي التونسي حديث كبير عن الدّين المالي الذي تركه الرئيس السابق عزيز زهير لخلفه حمدي المؤدب واستغراب أكبر لما تضمّنه التقرير المالي من أرقام (؟!) كانت قدّمت للجلسة العامة التي صادقت عليها (؟!).. 4 الأكيد أنّ كل أدوات التّجميل والأقنعة سقطت، ليكتشف الكل حقيقة الوهم الذي يحاول بعضهم بمناسبة أو دونها الترويج له.. خاصّة وأنّ كل النوادي التونسية تقريبا ترفض الخوض في موازناتها المالية أو في صفقات انتدابها للمدربين أو اللاّعبين.. هنا نقول أنّ بعض المال العام بصدد الاهدار.. رغم أنّ الدولة تساهم بشكل كبير في ميزانيات هذه النوادي سنويا لتطوير وتدعيم لعبة كرة القدم... 5 وممّا زاد في استغرابي خاصّة وأنّني أملك نسخة من التقرير المالي لتلك اللّجنة المالية التي زارت جامعة الكرة ذات أشهر من سنة 2002 لتتوقّف أمام الكثير من الأخطاء إن لم أقل التجاوزات المرتكبة انّني سمعت كلاما جميلا عن حسن التصرّف (!)، لذلك فانّني أقول لذلك الذي قال أنّنا نراقب التفاصيل ونملك اليات المحاسبة والمتابعة الدقيقة «أنّ الوزير السابق بوعزيز أيّام كان على رأس وزارة أملاك الدولة في لقاء صحفي كنت تولّيت تغطيته قال بصريح العبارة: «اللّي يسرق يغلب اللّي يحاحي» وهذا هو الحاصل في كرتنا منذ سنوات...(!) 6 ... وبما أنّني تعمّدت عدم الإشارة لاسم هذا المسؤول احتراما لمركزه فانّني مقتنع شديد الاقتناع أنّ كل رؤساء النوادي ورؤساء الجامعات الرياضية والرابطات على اختلافها يديرون الأمور بمنطقهم الخاص ويفرضون نفوذهم ويستعرضون صلوحياتهم.. ولا أحد يتجرّأ حتّى على مراجعة أو مناقشة ما هو حاصل ولنا في حل المكتب الجامعي لجامعة الملاكمة الذي كان يترأسه محمد بنّور خير مثال.. فكيف يمكن إذن أن نتحدّث عن احترام للقانون والحال أنّ كل الجامعات والنوادي تحتاج لسنوات من الإصلاح المالي والإداري؟! 7 خلاصة القول أنّ الكل بصدد اهمال التقارير التي عادة ما تصل لأنّ الكل منشغل بإدارة الأمور بشكل يومي إذ لا يهم ما قد يحصل غدآ ولن أذيع سرّا إذا قلت أنّ هناك من لم يقرأ تقاريرا كان طلبها هو بنفسه وهكذا هي أوضاعنا... (!!)