تابعت بمحض الصدفة الحلقة التي استضاف فيها علاء الشابي الممثل التونسي لطفي العبدلي ضمن برنامجه «هذا أنا» الذي يبث على الفضائية حنبعل، حيث حاول المنشط سبر أغوار شخصية ضيفه وابراز أهم ملامحه للجمهور المتابع لبرنامجه، وأعتقد ان علاء الشابي قد نجح بنسبة كبيرة في مهمته تلك رغم بساطة أسئلته ورغم محاولات استفزاز لطفي العبدلي إما باللغة او بالمواقف او من خلال مواجهته بالمخرج علي العبيدي عبر الهاتف... ضمن برنامج «هذا أنا» اكتشفت ان ذهنية التصنيف الايديولوجي مستفحلة لدينا بشكل مُريب وسخيف في آن واحد، فكيف نفسر قول علاء الشابي إن الممثل لطفي العبدلي اختار جماعته ليعمل معهم؟ وكأن الابداع مقسم تقسيما ايديولوجيا فجا، وما على المثقف أو المبدع الذي يستضيفه علاء الشابي الا أن يكون منتصرا لشق على حساب شق ثان!!! بالمقابل، بدا لي لطفي العبدلي محاورا ذكيا معتدا بذاته وبتجربته وله قدرة على الاقناع رغم بعض المبالغات التي وقع فيها... شخصيا انتصرت للطفي العبدلي كممثل وكشاب من ابناء هذا الجيل... انتصرت له لانه عرف كيف يتعامل مع ما يسمى «بعقدة الأب» إذا لم ينبطح للمخرج النوري بوزيد ولمدرسته وبالمقابل لم ينكر فضله عليه، كما انه كان على وعي شديد بأهمية كل عنصر في العمل السينمائي سواء الممثل او المخرج او التقني او المشاهد... لطفي العبدلي انتصر لأبناء جيله ولذاته لا بمنطق صراع الاجيال وانما بمنطق العمل والمردودية وبجدلية الفعل واللافعل... بمنطق الاضافة او عدمها... لم يكن مغرورا مثلما حاول علاء الشابي ان يظهره لنا ... حاول ان يقزّم مشاركات العبدلي في الخارج فلم ينجح... وحاول ان يضخّم وجوده في المشهد التونسي فلم يجد الا مبدعا تدرب على موضعة نفسه في المكان الذي يستحقه لا من خلال اسمه او اسم من عمل معهم فقط بل من خلال عمله وأدائه... لطفي العبدلي ضمن برنامج «هذا أنا» أكد ان المبدع الحقيقي هو الذي يقنع من خلال عمله ومن خلال تقييم عمله في نفس الوقت... وهو الذي يفرض احترامه بما يحمل داخله لا بما يسعى لتركيبه عنوة وغصبا مثلما نجد ذلك لدى اغلب ممثلين وفنانين حيث الأداء في واد والمواقف في واد ثان...