إن التاريخ وحده هو الذي يحاكم أعداء الوطن و الأمة . إن شعبنا العربي في العراق الذي صمد في وجه الغزاة البرابرة الجدد هو الذي يقتص من المحتل و أعوانه الذين لم يجلبوا للعراق غير الدمار و الجرائم البشعة التي ترتكب يوميا ضد الأطفال و النساء باسم البحث عن المسلحين من أبناء شعبنا الذين قرروا مقاومة المحتل والصمود في وجه الغزاة فمقاومة الشعوب للمستعمر تبقى دائما مقاومة مشروعة مهما طغى الاستعمار و تجبر و إن إرادة الشعوب لا تقهر مهما طال الليل و عظمت التضحيات وصعبت المهمة فلا بد للقيد أن ينجلي و لابد للقيد أن ينكسر. إن المحاكمة المهزلة التي قامت بها الحكومات المهزلة، حكومتا الجعفري و المالكي المنصبين من طرف إدارة الاحتلال في إطار قانون بريمر الذي صاغ الأحكام حسب القياس وسلط اقصى العقوبات على القيادة العراقية الشرعية و قضى بالنيابة عن أعوانه الذي أتى بهم على ظهور الدبابات هي سيناريو أمريكي يأتي قبل ثماني وأربعون ساعة من بداية الانتخابات النصفية .إن المسرحية الهزلية التي سوقتها لنا إدارة الاحتلال وإذنابه في محاكمة القائد الرمز صدام حسين و رفاقه تحت تهمتي قضيتي الدجيل و الأنفال هو هروب من محاكمة المحتل على جرائمه في حق غزو دولة العراق المستقلة ذات السيادة .إن اكبر جرائم العصر في حق الإنسانية هي جريمة غزو العراق وإبادة شعبه باستعمال القنابل المحرمة دوليا باعتراف الأعداء قبل الأصدقاء .فاستعمال قنابل الفسفور المضيئة و قنابل اليورانيوم المنضب يعد من اخطر جرائم الحرب ضد شعب آمن ذنبه الوحيد أن قيادته الوطنية قررت الانتصار لمشروع نهضة الأمة و حريتها و وحدتها و تقدمها واستقلالها. إن جرائم التعذيب في سجن أبو غريب لا زالت تشهد على ذلك بل إن جرائم المستعمر عديدة و متنوعة في كل مدن العراق من جنوبه إلى شماله من الفلوجة الصامدة إلى الانبار إلى حديثة ،إلى القائم،إلى الموصل،إلى البصرة وكثرت أسماء عملياته الإجرامية فهدمت المساجد و دور العبادة الإسلامية و المسيحية على المصلين و دكت البيوت على رؤوس أصحابها و جرفت المنازل و الأراضي واقتلعت الأشجار وهي نفس الأعمال العدوانية التي يقوم بها العدو الصهيوني ضد شعبنا في فلسطين و الشيء من مأتاه لا يستغرب لان التحالف الاستراتيجي بين أمريكا و العدو الصهيوني ضد امتنا العربية المجيدة هو عداء تاريخي من اجل السيطرة على منابع النفط فيها وتأمين الكيان الصهيوني . فكل الذرائع التي خلقتها أمريكا لغزو العراق من امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل إلى تطويره للمدافع العملاقة بان زيفها و بطلانها من طرف المحتل ذاته فالمفروض أن يحاكم المستعمر على ما قام به تحت عناوين أضحت للعالم اجمع أنها كاذبة و عارية عن الصحة و على كل الذين طبلوا وهللوا للمحتل من انه سيجلب معه الديمقراطية و الحرية للعراق فليعلموا انه خرب العراق ودمره وأن شرط الديمقراطية و الحرية هو الاستقلال والسيادة أولا وأخيرا . فاللذين فرحوا أو يدعون للتشفي من الأحكام الباطلة شكلا ومضمونا الصادرة في شان القيادة العراقية الشرعية من طرف أسيادهم الأمريكان الغزاة هم في الواقع خصوم سياسيين للقيادة الوطنية للرئيس الشرعي المناضل صدام حسين . فالجبان من يستعمل لغة المحتل و أدواته لتصفية خصومه.إن الحاصل في العراق من إشعال الفتنة الطائفية و المذهبية بإشراف حكام العراق الجدد المنصبين و بتنفيذ من أجهزتهم الأمنية يدخل ضمن مشروع الاستعمار لتقسيم العراق.فالمستفيد الوحيد هو المحتل و حليفه الاستراتيجي العدو الصهيوني . فلن تستفيد منه لا الشيعة و لا السنة و لا الأكراد بدليل أنهم كلهم مستهدفون من طرف المخابرات الأمريكية و الصهيونية و نضيف إليهم المخابرات الإيرانية التي دخلت على الخط لتستفيد من بركة الدماء المنهمرة في العراق حتى تخلق شروط تفاوض لمصلحتها على حساب الدماء العربية. فبالرغم من إيماننا المبدئي لامتلاك إيران للتكنولوجيا النووية السلمية آلا أن ذلك لايمنع من أنها استغلت احتلال العراق كساحة للمناورة والابتزاز وورقة ضغط في سياستها مع امريكا . إن كل الذين ساندوا المستعمر و وقفوا إلى جانبه في غزوة العراق وفي محاكمة قيادته الوطنية هم الذين سيخسئون . ولكل الذين يتبجحون باسم الطائفة الدينية الشيعية أو الطائفة العرقية الكردية وباسم الحرب العراقية الإيرانية كالإيرانيين نقول إنكم لستم في مأمن من مشاريع امريكا والعدو الصهيوني الرامية إلى تقسيم المنطقة وتصفية الوجود القومي العربي . وان المطلوب في الحقيقة من شعبنا العظيم في العراق هو الوحدة الوطنية وتجاوز كل النعرات الطائفية التي يتخفى وراءها المستعمر الذي غرق في المستنقع العراقي وبدا يفكر في الهروب بصيغ وأشكال مختلفة لأنه بدا يفهم بان نار ولهيب المقاومة في تصاعد مستمر. وانه لابد من الوصول إلى عدن مهما طال السفر.