في خطوة متجددة جاءت لتعزز نشاط المرأة العاملة الهادف الى اثراء العمل النقابي داخل الجهة. وبعد سلسلة من الانشطة المتنوعة التي تزامنت مع تجديد المكتب الجهوي للمرأة، كان الموعد يوم 12 جانفي 2008 مع ندوة قيمة نظمها هذا المكتب بالتعاون مع المكتب التنفيذي الجهوي حول «سبل دعم وجود المرأة في صلب المنظمة». هذه الندوة التي اشرف عليها الاخ نور الدين الغماري الكات العام المساعد للاتحاد الجهوي للشغل بسوسة المكلف بالاعلام والمرأة والشباب العامل شهدت حضورا مكثفا للمرأة التي أبت الا ان تحضر بأعداد محترمة للإدلاء بدلوها في موضوع حساس يهمها ويتناول واقع المرأة كما يفترض ان يكون داخل منظمتنا العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل الذي كان ولا يزال نصيرا للمرأة ومدافعا بقوة عن حريتها ومطالبا على الدوام بجعلها شريكا فاعلا في النسيج السوسيو اقتصادي في بلادنا. الاخ نور الدين الغماري في كلمته الموجزة بادر بتنزيل هذه الندوة في اطار برنامج اللجنة الجهوية للمرأة العاملة الهادف الى الالمام بالقضايا الهامة الخاصة بالمرأة ومنها اشكالية دعم وجودها في صلب المنظمة وما يعترضه من تحديات. واكد بالمناسبة الدعم الكامل الذي يلقاه مثل هذا النشاط من المكتب التنفيذي الجهوي مهنئا الاخوات في المكتب مسبقا على نجاحهن في عقد ندوة نوعية سواء على مستوي الطرح او الحضور لافتا الانتباه الى جملة من الاشكاليات الملحة التي لم يتم التعمق فيها وتناولها بالدراسة كما يجب وأهمها بحث الاسباب القريبة والمباشرة التي ما انفكت تكبل المرأة وتمنع انخراطها وحضورها كعنصر فاعل في نسيج المجتمع المدني والجمعياتي منوّها في المقابل بجهود الاتحاد العام التونسي للشغل وتحديدا قسم المرأة والشباب العامل الذي لم يتوقف عن بحث السبل الكفيلة بادماج المرأة في العمل والنضال النقابي حتى تكون شريكا فاعلا وليس مجرد رقم يمكن محوه بسهولة. الاخ نور الدين الغماري قبل ان ينهي مداخلته الموجزة والغنية في معانيها ذكر الحاضرات بأن الالمام بهذه الاشكالية وحسن التعاطي معها شرطان ضروريان لتجاوزها ولرسم خارطة طريق تسهم فعليا في تجذير المساواة بين الجنسين وتجعل المرأة كائنا فاعلا وشريكا حيويا الى جانب الرجل في مختلف القطاعات والاختصاصات محذرا من الخطاب الديماغوجي الرجعي الذي حصر ولا يزال وظيفة المرأة في الانجاب والاعتكاف على تربية الابناء وذلك من اجل طمس هويتها وشخصيتها وقتل روح المبادرة فيها. منهيا بتأكيد وقوف المكتب التنفيذي الجهوي الى جانب المرأة العاملة في نشاطها ونضالها النقابي راجيا كل النجاح لهذه الندوة وحصول الاستفادة للجميع. الاخت روضة بن عيفة منسقة المكتب بدورها استغلت هذه الفرصة لتعبر عن ارتياح المكتب الجهوي للمرأة العاملة لحضور الاخوات العاملات بعدد محترم فعاليات هذه الندوة رغم برمجتها في عطلة نهاية الاسبوع. وهو ما يشجع على مزيد دعم هذه الانشطة وتنويعها. ثم قامت الاخت نعيمة الهمامي بمداخلة قيمة بعنوان «تفعيل دور المرأة في العمل النقابي» منطلقة من اعتبار المرأة نصف المجتمع الذي لا يمكن ان ينهض من دونه وعددت مختلف الادوار التي تؤديها المرأة اجتماعيا واقتصاديا. ووقفت عند العوائق التي تعرقل تفعيل دور المرأة في المجتمع ولا سيما في الحقل النقابي وقسمتها الى عوائق ذاتية واخرى خارجية. وقدمت احصائيات مفيدة تبرز المفارقة بين كثافة عدد المنخرطات في الاتحاد من ناحية وضعف نسبة وجودهن في المسؤولية من ناحية اخرى. وتبعا لذلك يكون النقابيون مدعوين الى مراجعة الامر بما يدعم وجود المرأة في المنظمة منخرطة ومسؤولة حتى لا يكون الفعل النقابي أعرج...