تكريسا لما دعا اليه المؤتمر الاخير للاتحاد العام التونسي للشغل من ضرورة الاحتفال بالمحطات النضالية البارزة في المنظمة، نظم الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة تظاهرة كبيرة بمناسبة الذكرى 29 لأحداث 26 جانفي 1978 أشرف عليها الاخ محمد شندول الامين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل. وقد حضرها عدد هام من المناضلين النقابيين الذين عاشوا تلك الاحداث الى جانب جمع غفير من الاطارات والمدعويين محامين كانوا او حقوقيين. وفي البداية تولى الاخ نور الدين الغماري باسم المكتب التنفيذي الجهوي وضع التظاهرة في اطارها من تاريخ الحركة النقابية وما تعرضت له من محن تستهدف بالخصوص ضرب استقلالية الاتحاد ونضاليته على غرار ما تعيشه عديد المنظمات في وطننا العربي او غيره مشيرا في هذا السياق الى مشاركة الاخوين، محمد الجدي والهادي سلامة هذه الايام في الاحتفال بذكرى اغتيال المناضل النقابي عبد الحق بن حمودة امين عام اتحاد العمال الجزائريين... ثم تناول الاخ محمد شندول الكلمة ليؤكد ان هذه المناسبة فرصة لتقديم شهادات حية عن احداث 26 جانفي 1978 قصد التقييم والاعتبار. وأبرز في مداخلته حجم التضحيات التي قدمتها جهة سوسة في تلك الاحداث اذ بلغ عدد الموقفين فيها 101 موقوفا. وبعد ذلك استمع الحاضرون الى شهادات حية مؤثرة تداول على تقديمها كل من الاخوة: عبد المجيد الصحراوي الامين العام المساعد لاتحاد نقابات المغرب العربي واحمد الشابي ومحسن الشاوش ومحمد صيود. والاستاذ جغام المحامي... وقدمت المرأة بدورها شهادات معبرة عن مشاركتها الفاعلة في تلك المحطة النضالية من اجل الدفاع عن استقلالية المنظمة، كان ذلك على لسان الاخت منيرة المحضي والاخت فوزية الترد. وكان لكل الشهادات التي تعلقت بما تعرضت له مقرات الاتحاد من حصار واعتداء وما سلط على الموقوفين من اضطهاد الاثر العميق في نفوس الحاضرين، كما وقفوا عند معطيات دقيقة تتعلق بما قام به المناضلون من عمل مثمر اثناء سجن القيادات الشرعية من خلال النشاط السري عبر الاجتماعات او نشر «الشعب» سريا... كذلك ابرز المتدخلون دور المحامين في الدفاع عن النقابيين الى ما لقيته التغطية الاعلامية للمحاكمات من صدى كبير كتلك التي كان يقوم بها انذاك في جريدة الصباح الاخ محمد العروسي بن صالح رئيس تحرير جريدة الشعب حاليا... ومن ابرز ما يبقى في الذاكرة من هذه التظاهرة اضافة الى الشهادات الحية معرض الصور الذي سهر على تنظيمه بعض المناضلين النقابيين. وكذلك الاجماع على ان مثل هذه المحطات فرصة للغوص في صفحات تاريخ المنظمة قصد الالمام بها والاستفادة منها في رسم مستقبل العمل النقابي.