تأسس الجامع الكبير او ما يطلق عليه في بوكريم من معتمدية الهوارية «الجامع الشرقي» منذ 6 قرون من الزمن، حيث كان منارة للعلم وزاوية للفقه ومدرسة قرآنية تعلم قواعد العلوم الشرعية ويحفظ فيه القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بالاضافة للفتوى وابرام العقود وحفظ الامانات، فضلا عن اقامة فريضة الجمعة وعندما ضاق برواده بفصل النمو السكاني تم بناء جامع «بلال» الحالي ونقلت اليه صلاة الجمعة، وظل الجامع الشرقي مسجدا للصلاوات الخمس... ولكن ماراعنا وأذهلنا حقا هو ان تأذن وزارة الشعائر الدينية هذه الايام بتهديم البيونات القائمة حول صحن المسجد بغاية التوسعة، وهي بيوت ذات قيمة تاريخية واثرية لا تقدر بثمن، وتتمثل في بيتين للتدريس وتحفيظ القرآن الكريم وهي مبنية على شكل مقوس ومجصصة على الطريقة الاسلامية، ومطهرة تقليدية غاية في الابداع مع بيت حمام تقليدي، وصحن مبلط عجيب الترصيف وهو مخصص للتهوئة... وتتوسط هذا الصحن بئر صالح ماؤها للتنظيف والوضوء.. ان الجامع الشرقي يمثل صنفا نادرا من المساجد وجب الحفاظ عليها وترميمها وتعهدها بالصيانة لا نسفها بهذه الصورة المفزعة، وحيث نأسف لهذا المصاب الجلل فإننا نلفت عناية المسؤولين في الوزارة ومن يهمهم الامر في دور التراث والجهات ذات الاختصاص الى الاسراع بانقاذ الجامع الكبير قبل ان يتداعى خاصة انه يستند الى البيوت المزالة وندعو الى اعادة البيوت المهدمة والحمام والمطهرة الى سالف عهدها على نمطها التاريخي العريق. شهاب الشاذلي