سيدي مدين هو من أقدم المساجد في عمدون وأعرقها وأنت تلج هذا المسجد تقف بين دورة المياه حيث يتوضأ المصلون، وباب الدخول الى المُصلى على مساحة عارية وفي حاجة ماسة الى سقيفة تقي المصلين قساوة الطقس في حرّه وقره. هو وريث أعرق زاوية في تحفيظ القرآن، ومنارة قرآنية على امتداد أجيال قبل الاستقلال وبعده تخرج منه العديد من حفظة القرآن من داخل المعتمدية ومن خارجها، أكثر من ذلك يضيف محمد المنصوري وهو من أواخر التلاميذ الذين درسوا فيه القرآن حتى نهاية الستينات أنه الى مطلع الخمسينات كان من الفروع القليلة لجامع الزيتونة مدرسة تدرس كل معارف تلك الفترة، وتستقبل الطلبة من كامل تراب الجمهورية، تستمد منه المدينة اسمها «زهرة مدين» وعنوان لأحد الطرق الصوفية تعرف «بالطريقة المدينية» يقع في قلب المدينة القديمة بمركز المعتمدية ويؤمه اليوم في الصلاة معظم سكانها. يتذمر رواده في عدة مناسبات وخاصة في فصل الشتاء عندما تكثر الأمطار، وفي فصل الصيف عندما تشتد الحرارة، من افتقاره الى مساحة مغطاة أمام باب المصلى، فهم بعد خروجهم مباشرة من مكان الوضوء يجدون أنفسهم في بهو عار وغير مسقوف بحيث كل من أراد خلع نعليه وهو داخل الى الصلاة أوانتعاله وهو خارج بعد الانتهاء منها الا وكان عرضة لقسوة الطقس في حالاته المتطرفة. وذكر بعضهم أنه كانت هناك مطالبات في هذا الشأن منذ العهد البائد ولكنها لم تجد استجابة أما عن بعض المبادرات الفردية، فقد أخبرنا أحد المصلين أن أحد المقيمين بالخارج وهو أصيل المكان، اقترح أن يتكفل بمواد البناء والبحث فقط عمن يتبرع باليد العاملة ولكنها دعوة لم تحظ أيضا بإجابة، وظل الحال على ما هو عليه حتى الآن، وبهذه المناسبة يتوجه رواد هذا المسجد الى كل فاعل خير أو أي جهة ترى نفسها معنية بهذا الموضوع أن تبادر الى المساهمة في انجاز هذا العمل الخير.