تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نساء عشقن الثورة.. والسياسة.. فكتبهن التاريخ من الخالدات..!!
من ذاكرة الايام: إعداد ناجي الحاج علي
نشر في الشعب يوم 23 - 02 - 2008

اغتيال رئيسة وزراء باكستان السابقة بينازير بوتو لم يذهب دون ان يعيد الي ذاكرتنا مسيرة مجموعة من النساء عبر التاريخ الانساني المليء بالاحداث والثورات.. نساء عشقن الثورة واستهوتهن السياسة... نساء شغلن العالم بدورهن التاريخي وشغلنهن اكثر بنهايتهن المأسوية... فلن نتحدث عن حنظلة اسرائيل المرة غولدا مائير... ولا أميلدا ماركوس متصابية الفيلبين ولا مارغريت تاتشر البريطانية المتصهينة.. ولا عن نساء البيت الابيض وفضائحن الجنسية من مونيكا غايت الى رايس خليلة بوش.. ولا عن فاجرة البنك الدولي ذات الاصول العربية.. ولا الشيخة خالدة ضياء زعيمة بنغلاديش «فما أكثر الشيوخ.. والشيخات» في هذه الالفية الجديدة.. انها ذاكرة جهاد ونضال وتاريخ لنساءكن مثل السيف على رقاب الاوغاد.. فكانت كليوبترا.. وشجرة الدرّ.. وكانت شميرام.. وهاريت توجمان.. وماري انطوانيت.. ورولان بيتكوك.. وكانت انديرا غاندي.. وجان دارك محرّرة فرنسا. وكانت ايضا عروس الحرية ابنة شمال افريقيا.. ابنة الجزائر الحبيبة جميلة بوحيرد.. فهل يغيب هذا الاسم عن الذاكرة البشرية؟ ابدا ثم ابدا.. فجميلة لم تكن الوحيدة في جزائرنا.. فكانت حسيبة بنت بوعلي.. واليات لو.. ولوسي كسكاس.. «ياه ما اكثر النواعم اللاتي دوخن الاستعمار..»
شميرام... ملكة اشوثر
تثير شكوك بعث المؤرخين في حقيقة وجود الملكة الاشورية «شميرام» الا ان علماء الاثار الالمان عثروا عام 1909 على تمثال لها.. شاهدها احد الايام الملك «تينيب» وهي خارجة مع زوجها حنون الى الحرب فأخذها من زوجها وشاركها معه في الملك... كان «تينيب» قبل ذلك ب 17 عاما قد اخضع جميع امم آسيا ما عدا الهنود وشيّد مدينة «نينوى» على شاطئ نهر دجلة ومات بعد حكم دام 52 عاما واوصى لشميرام بالملك بعده.. من جهته جهز ملك الهند قوة كبيرة لملاقاتها.. وبعث اليها عند اقترابها من حدود مملكته يسألها: لماذا اعلنت عليه الحرب.. ومن تكون هي حتى تتجرأ على مهاجمة مملكته؟ فقالت: «شميرام» للرسول اذهب الى ملكك وابلغه اني سأخبره بنفسي من أكون ولماذا جئت الى هنا!! وكانت ملكة آشور موفقة في اول معركة واسّرت مائة الف جندي ودمرت الف مركب هندي... فتظاهر ملك الهند بالهروب وتبعت الهنود المتقهقرين بالفيلة الزائفة.. فخاف الهنود في اول الامر.. ولكن عند اكتشاف تلك الحيلة عاد ملك الهند وهاجم «شميرام» بفيله الحقيقية.. ففرت جيوشها من أمامه وعبرت نهر الهندوس.. وبعد ذلك تم الصّلح بيهما على تبادل الاسرى.. وعادت «شميرام» الى مملكتها بآشور... ولما بلغت الحدود علمت ان ابنها قد تآمر عليها فتذكرت النبوءة التي تقول انه عندما يتآمر ابنها ضدها فستختفي من بين الهالكين.. وتستقبل بين الخالدين.. فتنازلت له عن العرش وقيل انها قتلت نفسها لترفع الى الآلهة.. وقال آخرون انها تحولت الى حمامة وطارت من القصر مع سرب حمام ولذلك يعتبر آل آشور «شميرام» خالدة والحمام مقدسا وفق الاسطورة المتداولة» وحكمت شميرام» مدة 42 عاما قارعت فيها أشدّ وأقوى مملكة في أنحاء آسيا...
زنوبيا.. قاهرة عظماء روما:
كانت زنوبيا زوجة أودنانس الذي كان اميرا طماعا ومطماعا.. غير ان ابن اخيه ذبحه لسبب مجهول في وسط غزواته... فانتقمت زنوبيا لزوجها ولما كان اولادها الثلاثة صغارا ولا يصلحون لتوليّ شؤون الحكومة.. فقد حكمت اول الامر باسمهم ثم اعلنت نفسها بعد ذلك ملكة على مقاطعات زوجها ووضعت تاج الملك.. وتردّد ان زنوبيا كانت في جمال «كليوبترا» الا انها كانت تفوقها في الخلق والحمية... وكان ذكاؤها نادرا وكانت تتحدث بلغات شتى كاللاتينية.. والمصرية.. واليونانية.. وقد اشتهرت زنوبيا بشجاعتها.. ودهائها.. وبأسها.. كانت تتبع زوجها في الصيد ولا ترهب من الحيوانات المفترسة أسدا كان او نمرا ولما حكمت البلاد اتّسم حكمها بالعدل وعاملت الرعية بكثير من الرحمة.. واضافت زنوبيا الى ممتلكات زوجها بلاد مصر فاصبحت مملكتها تمتد من الفرات الي البحر الابيض المتوسط.. بمافي ذلك القدس وانطاكية.. ودمشق.. حيث لم يرض امبراطور روما ان يعترف بها ملكة.. على ولايات زوجها.. فبعث اليها بجيش مرّة بعد مرّة.. فكانت تهزمه في كل مرة شر هزيمة... ولما «صار اورليان المفترس» امبراطورا على روما أغضبه تجرؤ امرأة على مخالفة روما فحوّل جيشا كبيرا الى هذه المملكة وارسل اليها رسالة يطلب منها الاذعان فرفضت بشجاعة وقالت لهم: «استمعوا إليّ... وكما تسمعون انقلوا القول الى موفدكم وقولوا له انا التي كيفما اكون فقد كنت.. وان الامبراطورية التي رفعتني الى العرش قد صافها روحي معي انها ليست منحة.. ولكنها ميراث وغزو.. وتملك.. ولو تخلى مرسلكم عن ممتلكاته او بعضها لمجرد السؤال.. سأتخلى عن مصر وشواطئ البحر الابيض المتوسط قولوا له انني كما عشت ملكة فان شاء الله سأموت ملكة»..
وصرفت رسله ولم تنتظر حتى يأتي امبراطور الغرب الى بلادها فسارعت الى لقائه واصطدمت معه في معركتين عظيمتين قادت فيها الجيوش بنفسها.. ولكنها هزمت في الموقعتين.. واضطرت للعودة الى حدود «يالميرا» وهناك آقامت تحصينات مهمة وعادت فنازلت «اورليان» من بروجها فهزمته في اول المعركة الا انه فرض الحصار على المدينة فلم تستطع الصمود وفكرت الملكة في الفرار لتطلب المساعدة من الجوار حتى تستطيع انقاذ بلادها واخذت في تنفيذ الفكرة فامتطت جوادا وطارت به حتى وصلت الى شواطئ الفرات ولكنه اقتفى اثرها واخذت اسيرة.. وقد اختلف عديد المؤرخين في حياتها بعد اسرها.. فقال بعضهم انها قتلت نفسها جوعا في عام 260 ميلادي حتى لا ترى بعينها مصرعها.. ومصرع بلادها.. وقال بعضهم ان الامبراطور وهبها دارا وحديقة.. عاشت فيها معززة مكرّمة وزوجت بناتها من اشراف العائلات الرومانية وصار ابنها الاصغر ملكا على جزء من ارمينيا.. لكن ليس ثمّة ما يؤكد هذه الرواية او تلك خاصة ان شخصية تتمتع بالآنفة والعظمة مثل زنوبيا التي قهرت قياصرة وأباطرة الروم لا يمكن لها ان تقبل الخضوع.. والاذعان وحياة الذلّ والهوان..
شجرة الدرّ... صرعها خبثها ودهاؤها...
هي السلطانة حاكمة مصر الايوبية لمدة ثلاثة أشهر بالكاد بعد ان آبت الخضوع الى الحدود التي خطتها لها بيئة عصرها بعد وفاة زوجها نجم الدين ايوب فاختطت لنفسها مسارا قفزت به على تقاليد المجتمع التي ترفض تولي امرأة الحكم.. اختلف في اصلها.. فاشيع انها تركية واكد بعض اخر انها ارمينية تم اهداؤها الى بلاط السلطان.. وبعد وفاة زوجها ظهرت على السّطح مطامعها السياسية التي افسح لها المجال مقتل نوران شاه ابن نجم الدين ايوب بعد قليل من وفاة زوجها فخلا لها الامر لمدة ثمانين يوما (80) الا بعد أن خصصها المماليك بالنزول عن العرش حفاظا على الأمن بعد اعتراض الخلافة العباسية على توليها السلطة بمصر.. وتم تزويجها من الايابك عزالدين ايبك التركماني وتنازلها له عن السلطة مكرهة حيث شكل ذلك بداية الحكم المملوكي في مصر ولكن علاقتهما ساءت الى ابعد حد فتآمرت على قتله.. وكان ختام حياة شجرة الدرّ مصداقا لمقولة «كما تدين تدان» حيث ذاقت كأس المنون قتلا التي سبق ان سقتها لغيرها.. بعد ان انتهى بها المطاف سجينة في قلعة الجبل ومن ثم قرار قتلها من قبل علي ابن المعز وقيل ان قتلها كان بطريقة الغرب بالقياقيب حتى الموت.
كليوبترا.. الجميلة.. والحليفة
ولدت كليوبترا السابعة سنة 69 قبل الميلاد واصبحت ملكة في سن السابعة عشرة عقب وفاة والدها بطليموس الثاني عشر وكان يضرب بجمالها المثل الى حدّ اليوم واتبعت التقاليد المصرية في ذلك العهد بان تزوجت اخاها بطليموس الثالث عشر اثناء فترة حكمها معه، في تلك الفترة كانت روما وصية على عرش المملكة المصرية وزحف يوليوس قيصر حاكم روما وجنوده من روما الى مصر وراء عدوّه «بومبي» الذي استنجد بملك مصر ولكن قيصر انتصر على بطليموس الثالث عشر الذي لقي حتفه هو الاخر وبذلك خلا عرش مصر للملكة كليوبترا التي اصبحت صديقة لروما وحليفتها مثل امريكيا واسرائيل.. حاليا وبعض الدول الاخرى التي ترفض التخلي عن الرضاعة الامريكية..
في اعقاب ذلك انجبت كليوبترا ابنا اسمته «قيصرون» الذي ادعت انه ابن «يوليوس قيصر» وسافرت الملكة في عام 46 قبل الميلاد الى روما لتعيش هناك بدعوة من يوليوس قيصر وبعد مرور شهر واحد من زيارتها الى روما اغتيل قيصر على يد احد رجاله لتعود كليوبترا الى الاسكندرية سرّا.. وعقب مقتل يوليوس قيصر تنازع على حكم روما كل من مارك انطونيوس والقائد أوكتافيوس فانحازت كليوبترا الى جانب انطونيوس الذي انتهى به الامر للانتحار بعد هزيمته فتنتحر هي الاخرى بسمّ احدى الحيات عام 30 قبل الميلاد... وبوفاة كليوبترا يقوم اوكتافيوس بقتل «قيصرون» ويصدر قرارا من خمس كلمات يعلن فيه ضم مصر الى المملكة الرومانية وانتهاء عصر البطالمة في مصر....
من هارييت.. جان دارك.. وانطوانيت
اذ كنالا نملك معلومات دقيقة حول هارييت توجمان التي اشتهرت بكونها محررة الزنوج في امريكا باعتبار ان الكتابات في شأنها قليلة بل هي معدومة تماما لكن يبقى اسمها يعيش في قلب التاريخ شأنها شأن جان دارك التي تمثل رمز الحرية في فرنسا فهل نسي الفرنسيون ومعهم العالم هذه المرأة العذراء.. ابدا فجان دارك واحدة ممن حرك عقارب التاريخ تجاهها... ابان الثورة الفرنسية عام 1779 التي هزت مختلف ضواحي باريس سجلت نساء عاصمة الانوار حضورهن في ذاكرة التاريخ والبشرية عامة منهنّ رولان بيتكوك التي تزعمت افواج المظاهرات ليقع اعدامها في الساحة العمومية بقلب مدينة باريس حيث قالت قولتها الشهيرة قبل اعدامها بلحظات وهي مبتسمة «كم.. ثم كم.. من الجرائم ترتكب باسمك ايتها الحرية» ولان ضيق المساحة لا يمنحنا فرصة الاتيان على كل الجزئيات في حياة عدة نساء فإنه وجب التعريج على الاقل عن اشهر امرأة في فرنسا التي عرفت ب «مدام كعك» وعدوةالفقراء ماري انطوانيت.. فهي آخر ملكة تربعت على عرش فرنسا قبل ان تقوم الثورة الفرنسية التي الغيت من بعدها الملكية.. وماري هي من اصل نمساوي تم ترتيب زواجها بالامير لويس السادس عشر ولي عهد فرنسا آنذاك البالغ من العمر خمسة عشر عاما.. بينما كانت هي في سن الرابعة عشرة.. كانت ماري انطوانيت ذكية وجذابة بينما كان زوجها بعيدا في تفكيره وفي حركته على عكسها اذ عرف عنها نشاطها وسرعتها وحيويتها لذلك أدت دورا مهما في قضايا الامبراطورية في وقت كانت فرنسا تعج بالاضطرابات.. وفي ذلك الوقت كان التفاوت الطبيعي في فرنسا على اشده.. الغني غني.. والفقير فقير.. فلا وجود لطبقة وسطى اي «عياشة» بلغتنا نحن.. ولجهل ماري انطوانيت بحال الفقراء السيء.. فقد عرف عنها انها كانت امرأة مسرفة ومتطرفة كما ان كثيرا من الناس فقدوا الثقة بها لكونها نسماوية الاصل وهو ما يذكرنا بمهندس الاتحاد الاوروبي السيد اوتوفون هابسبورغ او السيد اوتو الملك حسب تسمية روز فلت له عندما اقترحه المجريون رئيسا لهم غير ان الغالبية توسموا فيه قلة الثقة لانه حسب الشعب المجري نمساوي ولا يصلح لهم واوتوفون رجل غني عن التعريف وهو من بادر بالغاء الحدود بين النمسا والمجر عندما سارع صحبة ابنته «فالبورغا» بقطع الاسلاك الشائكة بين البلدين.. وذلك حديث اخر قد نعود اليه في القريب ضمن اعدادنا القادمة..
وماتت ميتة بشعة خلدت اسمها وجعلتها واحدة من اشهر الملكات في التاريخ بعد ان اتهمها قادة الثورة الفرنسية بالخيانة وحكموا عليها بالاعدام وقطعت رقبتها تحت المقصلة.. ومن المعروف عن ماري انطوانيت انها عندما كانت صغيرة عابثة سألت حاشية قصرها... لماذا يتظاهر الناس امام قصر الامبراطور ؟ فاجابوها بان الناس لم يجدوا الخبز ليأكلوه!! فقالت ماري انطوانيت ليأكلوا «الكعك» ما المشكلة!! لذلك سميت بمدام كعك!!
انديرا غاندي.. المرأة الحديدية في قلب العاصفة:
عاشت انديرا غاندي اول سيدة تصبح رئيسة وزراء الهند الحياة السياسية بكل الوانها واشكالها كانت على رأس السلطة تحكم واحدة من اكبر دول العالم تارة وحبيسة جدران السجون والمعتقلات بعد هزيمة حزبها تارة اخرى... ولدت انديرا غاندي في 19 نوفمبر بمدينة الله اباد في عائلة سياسية حيث كان والدها البنديت جواهر لال نهرو صاحب كتاب «لمحات من تاريخ العالم» و»رسائل الى ابنتي» اول رئيس وزراء للهند بعد الاستعمار عام 1947 وشارك مع المهاتما غاندي في الحصول على استقلال وطنهم من بريطانيا العظمى تأثرت انديرا بالزعيم الهندي غاندي خاصة فيما يتعلق بالعمل في الخلاص من براثن الاستعمار والاعتماد على النفس في سد حاجيات الشعب والحفاظ على وحدة الهند ورفض كل انواع الاقتتال الطائفي لكن شدة تأثرها بالمهاتما غاندي باتت تنسب اليه واصبح يطلق عليها انديرا غاندي.. ولبست الرداء الهندي المصنوع يدويا من القطن..
انشغلت انديرا بالعمل السياسي منذ وقت مبكر من حياتها ففي عام 1942 اعتقلت هي وزوجها بتهمة مكافحة الاستعمار وبعد تولي والدها رئاسة الوزراء اصبحت انديرا غاندي الناطق الرسمي له.. وفي عام 1962 كلفت انديرا بالاشراف على استراتيجية الدفاع الوطني عندما تصاعدت حدة الخلافات من جديد بين الجارتين الهند وباكستان بسبب اقليم كشمير.. تولت وزارة الاعلام عام 1964 ثم رئاسة الوزراء عام1966 بعد وفاة «شاستري» رئيس الحكومة انذاك وحظيت بشعبية جارفة بسبب انحيازها للفقراء لكن هذه الشعبية سرعان ما تهاوت بسبب فرضها حالة الطوارئ عام 1977 وخسرت منصبها الذي استعادته سنة 1980 بمشاركة ابنها سنجاي.. ولكن لم يهنأ الاخير كثيرا بذلك اذ لقي حتفه في حادث طائرة شراعية ليحل محله شقيقه راجيف تمهيدا لخلافة والدته انديرا..
واثارت غضب السيخ خاصة المتشددين منهم بعد ان امرت بمهاجمة معبد يعتصم فيه عدد من زعمائهم المعارضين لها التي رفضت بشدة تغيير حرسها الشخصي المكوّن من الضباط السيخ معتبرة انه لا يجب الخلط بين ما يأتيه حفنة من المجرمين والابرياء على حدّ وصفها لكن انديرا اساءت التقدير حيث غلب التعصب الطائفي للحرس على الواجب القومي فسقطت انديرا صريعة برصاصاتهم القاتلة صبيحة يوم 31 اكتوبر 1984 لتودع الحياة السياسية عن سن يناهز 67 عاما تقريبا..
جميلة بوحيرد... او عروس الجزائر...
اذا كانت الطبيبة المختصة في امراض القلب اونع سان سوكيي القويّة التي واجهت الطاغوت في وطنها بورما وذاقت انواعا شتى من العذاب في السجن الانفرادي.. ومازال قلبها يخفق نضالا وتوقا للامل والحرية.. امرأة قوية تكافح من اجل كرامة البؤساء والفقراء... من اجل تحقيق الرفاه لشعب بورما المسلوب الحق وهي التي انجبت مولودها في الزنزانة على بساط بال في احلك ايام الشتاء فان جميلة بوحيرد تعد استثناء.. وحكاية اخرى وقصة كلها اثارة.. مبكية تدمي القلوب.. فمن يتصفح تاريخ هذه المناضلة الابية حتما سيصاب بالاسى والالم في قلبه وعقله اقرؤوا كتاب Les questions «الاستنطاق» للصحفي الفرنسي Henri allég طالعوا كتابات نورالدين بوجدرة زينب الاعوج.. احلام مستغانمي.. ربيعة بوبطلي ونصيرة بنساسي ماذا دونوا عن جميلة بوحيرد.. حسيبة بن بوعلي.. اليات لو ومليكة كهات ان جميلة بوحيرد التي عرفت المنافي والسجون وعذبت عذابا يعجز القلم عن وصفه واغتصبت افظع اغتصاب وحشي على وجه الاديم ورغم ذلك لم تخضع لارادة الجبارين الاوغاد لاداة المجرمين وفرق الموت التي صنعتها فرنسا في الجزائر باعانة من «القوّادة» جميلة التي فرت من عملاء العكسر الفرنسي ابناء وطنها «البيّوعة» القي عليها القبض وهي في العشرين من عمرها عندما اصيبت برصاصة كان ذلك يوم 12 نوفمبر 1952 ان لم تخنا الذاكرة.. جميلة التي اهتز العالم لاجلها حين قرّروا اعدامها،، لكن ارادة الله هي الاقوى وكتب لجميلة الحياة حتى ترى جزائر المليون ونصف المليون شهيد حرة منيعة كل الرايات ترفرف فيها راية الوطن وراية شمال افريقيا وراية الشهداء، جميلة التي استقبلتها الجزائر والشعب استقبال الزعماء عند عودتها من المنفى، جميلة التي دفعت شرفها ثمنا لاستقلال الجزائر لن .. ينساها التاريخ العالمي والانساني... جميلة ستبقى وصمة عار في جبين فرنسا وحكامها الى ما لا نهاية له فللأمانة خلال زيارتنا للشقيقة الجزائر عام1983 لحضور الملتقى الاول للادب المقارن في البلاد العربية الذي عقد في مدينة عنابة في شهر مارس من العام نفسه وهو الاول من نوعه حيث خرج بتوصية تعتبر الكاتب المقدسي محمد روحي الخالدي رائدا لهذا الادب ومحمد غنيمي هلال مؤسسه وحجته .. فقد أمكن لنا زيارة عدد من الزملاء في القطر المجاور خصوصا العاملين في مؤسسه شارع الشهداء ونعني مقر الاذاعة والتلفزيون.. فكل الاشقاء هناك يتحدثون عن بوحيرد حتى الذين هم في مواقع القرار ويذكر ان الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة خلال زيارته الى تونس عندما كان وزيرا للخارجية والذي استقبله الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة الذي قال له بالحرف الواحد جميلة بوحيرد امانة في عنقكم فهي رمزكم وهي قدوتكم فما كان من السيد عبد العزيز بوتفليقة ولعله يتذكر هذ الموقف قبّل بورقيبة من رأسه ويديه وهو في حالة بكاء فمن المؤسف حقا ان تخصص الفضائيات كل الفضائيات العربية جزءا من برامجها ومنوعاتها للحديث عن اقبح الفنانات قيل انها «Super STAR « لكن ثبت انها اشهر بائعة هوى على شاطئ الاسكندرية وشارع الحمراء وبقية الاحياء الدمشقية القديمة بينما تنسى جميلة ومثيلاتها من المناضلات اللواتي ثرن في وجه الاستعمار وقدن شعوبهن نحو الرقي والازدهار فالفرق واضح ممن تحرر شعبا وتقوده وفنانة غطت صورها الخليعة مختلف المجلات.. اسألوا دومنيك حوراني مثلا ان كنا على خطأ..!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.