كان مساء وضّاء إلتقت فيه المهج والسواعد، التقت خلاله الارواح العطشى للتواصل وتجديد العهد، التقت خلاله النساء... النساء العاملات بالفكر والساعد.. النساء اللواتي باشرن العمل منذ حين... واللواتي مضى عليهن من الدهر حين أطول في المصانع والمدارس والمستشفيات جاء الرجال ايضا... جاؤوا من كل سؤال ومن كل حبّة عرق ومن كل نبضة نضال... فمكان اللقاء يوم السبت الفارط ضمن باكورة نشاط المقهى الثقافي او الصالون الثقافي الذي نظمته اللجنة الجهوية للمرأة العاملة ببن عروس... الحضور كان كثيفا والفضاء كان محاطا بهالة من الانوثة الرقيقة التي حوّلت قاعة الاجتماعات بالاتحاد الجهوي الى صالون ترفل بين طاولاته الانيقة عاملات يرحبن بالجميع ويؤكدن بصوت ثابت «نعمل... نتثقف... نترفه لنواصل المسيرة». هذا الصالون الانيق ادارت فقراته الاخت «فضيلة المليتي» من قطاع الشباب والطفولة وعضو اللجنة الجهوية للمرأة العاملة ببن عروس التي اكدت ان هذا الفضاء هو فضاء النقابيات والنقابيين ومواضيعه وفقراته تنبع فقط من رغبات مسيراته ومنخرطاته فهو فضاء يستجيب لتطلعات المرأة العالة في الجهة وفي كلّ القطاعات... وهو فضاء مفتوح لنقاش كل المشاغل النقابية او القضايا المطروحة على الساحة من أجل تفكيكها وإبداء النظر فيها. تصوّر جديد للاستقطاب النقابي الاخت وسيلة العياشي مسؤولة قسم المرأة والشباب العامل بالاتحاد الجهوي ببن عروس قالت في كلمتها الترحيبية بضيوف الصالون ان هذا اللقاء يندرج في اطار اقرار تصورات جديدة للعمل النقابي بغاية تفعيل الاستقطاب وتجاوز الطرق التقليدية المعروفة في ذلك... فعملية الترفيه الممزوج بالتثقيف والتوعية هي عملية ذكية في ممارسة الفعل النقابي وتطويره للانفتاح به ومعه على أكبر قدر ممكن من النقابيين الكامنين او المفترضين فتسهل دغدغة نضاليتهم والطفو بها الى شطآن العمل الفاعل خدمة للمجموعة وفي هذا الاطار لا يكون ما تؤسس له اللجنة الجمهورية للمرأة العاملة ببن عروس معزولا عن سياقات العمل في الاتحاد الجهوي برمته فقد تمّ كما صرّحت الاخت وسيلة العياشي بعث منبر حوار يشرف عليه مكتب الشباب العامل وينعقد بالتداول مع هذا الصالون الثقافي الى جانب نادي موسيقى لابناء النقابيين والنقابيون بدورهم سيستفيدون في ذات الوقت من نشاط ناد للتكوين في الاعلامية... الاخت «شيراز الخياري» منسقة اللجنة الجهوية للمرأة بعد ان قدمت كل الاخوات عضوات اللجنة اعلنت تركيز حصص استمرار بالاتحاد الجهوي تؤمنها بالتداول عضوات اللجنة لاستقبال وتوجيه العاملات وتدارس المشاكل المطروحة، كما قدّمت بعضا من الافكار المطروحة للاحتفال باليوم العالمي للمرأة... التأمين على المرض بعد هذه التقديمات فسح المجال للاخت الدكتورة نجوى مخلوف لتشرح ما تم التوصل اليه في ختام جولة ماراطونية لاقرار الانظمة الجديدة في التأمين على المرض فشرحتها بأسلوب برقيّ دقيق أثار شهية الحضور في الاستفسار والنقاش الذي تُرك الى ما بعد الاستماع الى فقرة موسيقية امنها عنصران من فرقة البيادر بالكاف فاستمع الحضور الى الصوت الشجي للعازفة والمؤدية «نورهان الهداوي» في أغان ملتزمة للشيخ إمام ولفرقة الميادين من مثل «دوريا كلام على كيفك دور» «شيد قصورك على المزارع» يا شعبي الملك لك والحكم لك» «ياه ياهْ يا شوارع» ومقطع من قصيدة الشابي «اسكني يا جراح واسكتي يا شجون.. فانصت الجمهور وتفاعل وطرب وتأثر واستعاد زمن المدّ الجميل.... وبعد هذه الاستراحة الموسيقية الهادفة انطلق النقاش مع الدكتور مخلوف حول الفرق بين مختلف انظمة التأمين الجديدة وامتيازات كل منها وعن الواقع الجديد لتأمين المجموعات ونسب استرجاع المصاريف... وعن الحقوق المكتسبة في مجال التداوي في بعض القطاعات كالكهرباء والغاز او السكك الحديدية او المياه والتطهير التي أكدت الدكتورة ان لا تراجع عنها... كما تمّ التطرق لتأهيل القطاع العمومي في مجال الصحة وكذلك تم الاستفسار عن وضع الادوية الجنسية وآجال الانخراط في هذه الانظمة وبدايات الاقتطاعات الجديدة من الاجور بعنوان هذه الانظمة وقد تمّ الترفيع في نسبها وتعرضت كذلك الدكتورة مخلوف الى الحالات الاستثنائية في تغيير «طبيب العائلة» الذي بات المرور به اجباريا قبل العبور الى طب الاختصاص... وقد دعّمت عضوات اللجنة الجهوية للمرأة العاملة ما شرحته الدكتورة مخلوف وتمّ النقاش فيه بتوزيع مطوية من اعداد قسم التغطية الاجتماعية والصحة والسلامة المهنية تحتوي على ما ينبغي ان تعرفه عن نظام التأمين على المرض ثم ختم هذا اللقاء الاول من المقهى الثقافي للجنة الجهوية للمرأة العاملة وسط ارتياح من كل الحاضرين وبتشجيع من الأخ بلقاسم العياري الامين العام المساعد المكلف بالقطاع الخاص الذي حضر مختلف فقرات هذا الصالون، إلى جانب الاخوة أعضاء المكتب التنفيذي الجهوي يتقدّمهم الاخ محمد المسلمي الكاتب العام الذي دعّم الفكرة وشجع على تنفيذها. فشكرا للجميع على هذه البادرة.