في إطار دعم علاقاته الدولية استضاف الاتحاد العام التونسي للشغل في الايام القليلة الماضية عدة و فود نقابية شقيقة وصديقة في مقدمتها وفد اتحاد القوى العاملة الفرنسي (1) الذي تركب من الصديقين جان كلودماييي (2) امين عام المنظمة والصديق ايف فارييي (3) مسؤول العلاقات الدولية بها. حل الوفد بتونس مساء الخميس 26 جوان وفي صباح اليوم الموالي استقبله الاخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد في مكتبه بدار الاتحاد بحضور الاخوة محمد الطرابلسي مسؤول العلاقات الدولية والهجرة ومحمد سعد ومحمد شندول والمنصف اليعقوبي والمنصف الزاهي وحسين العباسي والمولدي الجندوبي اعضاء المكتب التنفيذي ومحمد العروسي بن صالح رئيس تحرير جريدتنا. في مستهل اللقاء، رحب الأخ عبد السلام جراد بضيفي الاتحاد وقدم لهما بسطة موسعة عن تاريخ الاتحاد واسهاماته في الحركة التحريرية وبناء الدولة الحديثة ودوره الفاعل اليوم في الحياة الاجتماعية للبلاد وخاصة دفاعه عن الشغالين في مختلف الاتجاهات كما قدم بسطة عن المفاوضات الجماعية الجارية حاليا قبل ان يتطرق الى العلاقات القائمة بين المنظمتين، والى الاهمية القصوى التي يوليها الاتحاد للعلاقات الدولية بين النقابات بصفة عامة. مبادئ مشتركة كما تطرق الى اوضاع المهاجرين ودور نقابات البلدان المضيفة في الدفاع عن حقوقهم، وأنهى بابداء رأي اتحادنا من المسألة التي طرحها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حول الاتحاد من أجل المتوسط. أمّا ضيف الاتحاد، الصديق جان كلود ماييي الامين العام لاتحاد القوى العاملة بفرنسا، ثالث كبرى المنظمات النقابية الفرنسية فقد حرص في بداية كلمته على شكر قيادة الاتحاد على الفرصة التي وفرتها له لزيارة تونس ولقاء النقابيين التونسيين كما شكر لها كرم الضيافة، وذلك قبل ان يسهب في الاشارة الى نقاط ومواقف ومبادئ تشترك فيها المنظمتان ومنها تنوع المنخرطين والوانهم السياسية ومبادئهم الفكرية مما يسمح حسب رأيه بتوفر دربة ديمقراطية مستمرة وضرورية لحياة المنظمة. ثم تخلص الضيف للحديث عن الوضع المتدهور في العالم وخاصة في اوروبا حيث أفسد الرفض الايرلندي للمعاهدة الاوروبية نشوة القارة العجوز بها، كما تحدث عن الهجرة والصعوبات التي اصبحت قائمة في وجه الراغبين في الهجرة الى اوروبا مبرزا انها أصبحت انتقائية. وبحديثه عن الاوضاع في فرنسا قال الضيف ان الاجور مازالت متدهورة وان التضخم بلغ 3.5 بالمائة مشيرا الى ان بلاده متحمسة للاتحاد من اجل المتوسط الا ان التطبيق صعب ومختلف. واثار الضيف الحديث حول امكانية تبادل الخبرات النقابية والتكوين المشترك للنقابيين في المنظمتين وتجارب اعادة الهيكلة وتعصير الادارة وتصوّر برامج خاصة للشباب النقابي، وبالمناسبة ايضا تطرق الحاضرون الى دور فرنسا في عدد من القضايا العربية. وقبل توديع ضيفيه، قدم لهما الاخ عبد السلام جراد هدايا رمزية ورجا لهما إقامة طيبة في تونس. جولة في بنزرت وزيارة ميدانية الجزء الموالي من زيارة الضيفين المبجلين جرت أطواره في مدينة بنزرت وبدأ بأداء زيارة الى مقر الاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت، الذي استعد، قيادة وموظفين لاستقبال الضيفين وإكرام وفادتهما. وقد ألقى الاخ لطفي الشيخ الكاتب العام ومحسن مزّة الكاتب العام المساعد مسؤول العلاقات الخارجية كلمتين رحبا فيهما بالضيفين وقدما لهما بسطة ضافية عن المدينة والجهة وعن النشاط النقابي، وكذلك عن نوعية المؤسسات الاجنبية ومنها الفرنسية العاملة في الجهة وعلاقاتها بالاتحاد ومن جهته قدم الاخ لطفي الشيخ، نيابة عن بقية زملائه في المكتب التنفيذي الجهوي هدايا للضيفين منها بالخصوص صور تذكارية للمدينة وكتاب عن تاريخها. وبالمناسبة اغتنم الضيفان الفرصة للقيام بجولة مطوّلة في بنزرت اطلعا خلالها على خصوصيات هذه المدينة ومناطقها الجميلة، كما انتقلا في زيارة استطلاعية الى مدينة منزل بورقيبة حيث اطلعا على سيرالعمل في مؤسسة اصلاح السفن، وريثة الشركة الوطنية الشهيرة «سوكومينا»، وهي مؤسسة يتولاها اليوم مستثمر فرنسي تقوم بينه وبين النقابات التونسية (أساسيا، جهويا، قطاعيا ووطنيا) علاقات جيدة اساسها الاحترام المتبادل والايمان بالمصير المشترك. وقد قام الضيفان رفقة الاخوان محمد الطرابلسي والمولدي الجندوبي ولطفي الشيخ وحسن بن شلبي واعضاء النقابة الاساسية للشركة يتقدمهم الأخ هشام العشي بالتعرف على مجريات العمل في المؤسسة والتجديدات التي أدخلت عليها وقد تحدث المستثمر الفرنسي عن النجاحات التي حققتها الشركة بفضل حماس عمالها ومساهمتهم الفاعلة في انجاز مهامهم وكذلك ايضا بفضل الانسجام القائم بين الادارة والنقابة وفي هذا الاطار ابرز الاخ هشام العشي الكاتب العام للنقابة الاساسية ان أجور العمال تحسنت عما كانت عليه وان عددهم تضاعف عما كان عليه عند التفويت في المؤسسة. وبالمناسبة مكنت المؤسسة ضيفيها من هدايا تذكارية قبل أن تدعوهما مع مرافقيهما واعضاء النقابة الاساسية الى حفل عشاء فاخر، يذكر أيضا ان الاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت اقترح على ضيوفه زيارة الى محمية اشكل القريبة من منزل بورقيبة. وقد تم الاتفاق خلال هذه الزيارة على تعزيز العلاقة بين الاتحادين والعمل المشترك وفق بعض المحاور وبخاصة فيما يتعلق بالهجرة وباوضاع العمال الموسميين التونسيينبفرنسا كما اتفق الطرفان على مواصلة التعاون في مجال الشباب العامل وتنظيم الانشطة المشتركة في هذا المجال. وعبر الوفد الفرنسي عن ارتياحه لانطلاق الجولة الجديدة من الحوار الاجتماعي بتونس مؤكدا دعمه لمطالب الاتحاد ومواقفه في الدفاع عن الحريات النقابية وتحسين الظروف المعيشية والمهنية للشغالين التونسيين.