على مدى ثلاثة ايام 5 و6 و7 نوفمبر 2007 نظم قسم العلاقات العربية والدولية والهجرة ندوته السنوية حول الهجرة تحت شعار الاتجاهات الجديدة للهجرة لمنطقة البحر الابيض المتوسط . الندوة احتضنتها الحمامات الجنوبية بحضور عدد مهم من اعضاء الهيئة الادارية الوطنية والمسؤولين عن العلاقات الخارجية في الجهات والقطاعات وافتتح اشغالها الأخ عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد بحضور عدد من ممثلي الجمعيات العاملة في الميدان وضيوف من منظمات نقابية عربية وافريقية وأوروبية.. محاور الندوة التي تم تنظيمها بالتعاون مع مصلحة العمل العربية ومؤسسة فردريش ايبارت بتونس تطرقت الى دوافع الهجرة الافريقية من بلدان جنوب الصحراء نحو أوروبا وانعكاساتها وسياسات بلدان المغرب العربي تجاه الهجرة السرية الى جانب ورشات عمل حول الهجرة والتنمية في دول الجنوب والدور الاقتصادي والاجتماعي للمهاجرين في أوروبا والسياسة الأوروبية في مجال الهجرة الافريقية وحقوق العمال الافارقة في دول العبور المغاربية . وتضمن برنامج الندوة مائدة مستديرة بمشاركة المنظمات النقابية وجمعيات الهجرة حول اشكالية الاندماج والخصوصية الثقافية للمهاجرين في أوروبا.. الأخ محمد الطرابلسي قدم للندوة باعتباره ممثلا لمنظمة العمل العربية مبرزا التعاون القائم بين هذه المنظمة والاتحاد في عديد المجالات كما بلغ بالمناسبة تحيّات المدير لمنظمة العمل العربية الى المشاركين في الندوة والى مناضلي الاتحاد العام التونسي للشغل ومناضلاته.. الأخ عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد حيا الحاضرين في مستهل كلمته مبرزا أهمية الندوة المتعلقة بالهجرة كما تقدم بالشكر الى قسم العلاقات الدولية في الاتحاد وإلى الأخ محمد الطرابلسي مسؤول القسم على المجهود المبذول من أجل اعلاء مكانة الاتحاد ورفع رايته في المحافل النقابية الاقليمية والدولية وصلب المنظمات المتخصصة... وبين الأخ عبد السلام جراد في مداخلته ان العمل النقابي يرتكز على الدفاع عن حقوق العمال وحفظ كرامتهم ودعم مكاسبهم المعنوية والمادية والاجتماعية وهو عمل شامل باعتباره يدافع عن كرامة الانسان وانسانيته وحقه في الشغل والعيش الكريم والاطمئنان على المستقبل. ودعا الأخ الأمين العام للاتحاد الى ضرورة ان يكون حوض المتوسط فضاء للسلام والتعاون والتضامن والشراكة الحقيقية بين ضفتيه وإلى التكامل بين مكوّنات المجتمع المدني بما يحفظ مصالح كل الأطراف بعيدا عن الهيمنة ومحاولات بسط النفوذ... وذكّر الأخ الأمين العام للاتحاد بثوابت الحركة النقابية التونسية وبأبعادها العربية والافريقية والدولية من خلال عمل روادها أمثال حشاد العظيم والتليلي وعاشور وما قام به هؤلاء الزعماء لفائدة الحركة النقابية عمومًا وتكريس التضامن الدولي واعلاء كلمة الحق والعمل من أجل حق التنظم والانتماء والدّفاع عن مشاغل العمّال والأوطان والتصدّي لضرب المكاسب الاجتماعية.. من جهة أخرى أكّد الأخ الأمين العام للاتحاد أنّ التوجّه اللّيبرالي المتوحّش لم يراع الجوانب الاجتماعية للعمّال ولم يقع تشريك النقابات في هذا التوجّه ليكون صوت الشغّالين والمدافع عن التوازنات التي من شأنها أن تجنّب التوتّرات والاضطرابات الاجتماعية، ولدى حديثه عن الهجرة دعا الأخ عبد السلام جراد إلى ضرورة البحث عن الأسباب الحقيقية لهذه الهجرة والابتعاد عن المقاربات الأمنية لمعالجة ظاهرة الهجرة داعيا إلى التعامل مع هذه الظاهرة بروح انسانية ومن منطلق اجتماعي واقتصادي، كما أكّد الأخ الأمين العام للاتحاد التعامل مع الهجرة على أسس واقعية ترتكز أساسا على الاتفاقيات والمعايير الدولية الواضحة، كما دعا البلدان التي كانت لها مستعمرات في السّابق إلى أن تساعد هذه البلدان وتعمل على الحد من مخلّفات الاستعمار.. الأخ الأمين العام أبرز العمل الذي يقوم به المهاجرون في البلدان المضيّفة ومساهمتهم في ازدهار هذه البلدان وتقدّمها من خلال ما يقدّمونه للاقتصاد وللنّهضة الشاملة لهذه البلدان.. من جهة أخرى تطرّق الأخ الأمين العام إلى الجمعيات العاملة في مجال الهجرة داعيا إلى ضرورة أن تكون لهذه الجمعيات مضامين ثرية وبرامج واضحة للاحاطة بالمهاجرين وبخاصّة في أوروبا التي تضم عددا كبيرا من الجاليات من مختلف الأصقاع وأن تكون خير ممثّل لمنظوريها بعيدا عن التموقع والتقوقع..