تسعى وزارة التربية الى النهوض بقطاع التربية والتعليم من خلال حرصها المتواصل على متابعة المستجدات العالمية وتطوير مناهج التعليم واساليبه وطرقه وتطوير نصوصه وقوانينه... بما يعود بالنفع على المتعلمين والاطار التربوي والاسرة التونسية، غير اننا نسجل بعض الملاحظات التي نرفعها الى سلطة الاشراف بالوزارة سعيا منا الى المساهمة في التطوير والتحديث، فالمقترحات التي سنوردها في هذا المقال أوحى بها الينا مجموعة من الزملاء اغلبهم اساتذة مدارس ابتدائية وبعضهم اساتذة مدارس اعدادية، قبل اجراء وبعدها (في ثوبها الجديد) وطلبوا منا بحكم اننا كنا قبل احالتنا على شرف المهنة ننتمي الى هذا القطاع عموما والى سلك التفقد البيداغوجي بالخصوص ألحوا في طلبهم هذا ملتمسين منا ابلاغ سلطة الاشراف بالوزارة مقترحاتهم التي نعتبرها والحق يقال وجيهة وتستحق العمل بها ومقترحاتهم كالاتي: 1) التوقيت المخصص لإجراء المناظرة: تخصص الوزارة 3 ساعات فقط لاجراء الاختبارات الكتابية للمترشحين باللغة الفرنسية و 4 ساعات فقط لاجراء تلك الاختبارات باللغة العربية حيث نجد في العربية الى جانب دراسة النص (والتوقيت المخصص لها 3 ساعات) مادة علمية (والتوقيت المخصص لها ساعة واحدة) راوحت الوزارة عند تنظيمها لهذه المناظرة بين الرياضيات والايقاظ العلمي وان كانت مذكرتها الصادرة في الغرض تشير في كل دورة الى امكانية السؤال في المواد الاجتماعية (مع الاشارة الى انهم يرون في الاقتصار على الرياضيات والايقاظ العلمي تمكين لحاملي الاستاذيات في تلك المادتين من فرص للنجاح اكثر من حامليها في التاريخ والجغرافيا). ان التوقيت المخصص لاختبارات اللغة العربية غير كاف، فهو حيز زمني ضيق لا يكفي لاجراء اختبارات كتابية في مادتين مهمتين لذلك فالمقترح هو كالاتي: تخصيص 4 ساعات لمادة دراسة النص للاعتبارات الاتية: السؤال الاخير من دراسة النص والمتعلق بالتحرير يتضخم من دورة الى اخرى حتى انه يكاد يصبح اختبارا قائما بذاته اذ يتدرج عدد الاسطر فيه من مناظرة الى اخرى فقد كان في الاولى (2004) 10 اسطر ليصل في هذه المناظرة الاخيرة (2008) الى اكثر من 20 سطرا وهذا الكم الهائل من الاسطر المشروطة يتطلب من المترشح تخطيطا وتركيزا وانتقاء للمصطلحات والافكار وتنظيمها وصياغتها في تحرير متناسق ومتكامل يتطلب في ذاته من المترشح ساعة على الاقل لانجازه وليس في 15 دق كما يتوقعون له. اسئلة اللغة ايضا معدة بدهاء ومكر علمي فتبدو من السهل الممتنع ومن تلك الحالات الشاذة النادرة لقلة استعمالها وتداولها وكل ذلك يتطلب وقتا كافيا للتمعن والتحليل والتثبت حتى لا تكون اجوبة المترشحين اجوبة تخلص... اسئلة الفهم والتحليل والتوسع اسئلة ذات قيمة ودلالة وضعها واضعوها وهم يتوقعون لها اجوبة دقيقة منتقاة اساسها التكثيف والبلاغة فهل تكون البلاغة مع ضغط الوقت وضيقه؟ واجمالا فالجماعة يناشدون الوزارة الترفيع في التوقيت المخصص لدراسة النص على الا يقل عن 4 ساعات قصد تحقيق الفائدة المرجوة وابتعادا عن الايقاع بالمترشحين في فخاخ. 2) قانون المناظرة وامكانية تعديله: يناشدون الوزارة استقطاب الكفاءات العلمية المتوفرة في قطاع التعليم الابتدائي والثانوي من بين اولئك الذين لهم درجات علمية تفوق شهادة الاستاذية وذلك بجعل مناظرة انتداب المتفقدين تتم على وجهين: الوجه الاول مناظرة داخلية بالملفات (10 بالمائة) من بين المترشحين حملة شهادات علمية تفوق الاستاذية (شهادات الماجسيتر والتعمق في البحث والتبريز والدكتوراه...) والوجه الثاني مناظرة خارجية (90 بالمائة) بالاختبارات الكتابية للمترشحين حملة الاستاذيات ويؤكد الجماعة ان للوزارة بقطاعي الابتدائي والثانوي كفاءات علمية يسعى اصحابها الى التحصيل والى درجات التخصص في العلم والمعرفة ومن الخسارة مثلا ان يترك هؤلاء بالمدارس الابتدائية والمدارس الاعدادية مجرد مدرسين يعملون تحت اشراف مديري مدارس ومساعدين بيداغوجيين ومتفقدين (ولا خجل من ذكر الحقيقة) اقل منهم في الدرجة العلمية. ان الجماعة يناشدون الوزارة تمكين كفاءاتها العلمية ذوي الدرجات العلمية العالية من الالتحاق بسلك التفقد وفق مسالك موضوعية تكتفي بمقاييس مثل السن والعدد الاداري والبيداغوجي والاقدمية في المهنة كمعايير لترتيب المترشحين وخلق تفاضلات بينهم عند عملية الاختيار والانتداب، فمن غير المعقول معنويا وعلميا ان تخضع الوزارة حملة الشهادات العليا الذين اعترفت وزارة التعليم العالي بقدراتهم العلمية واسندت لهم شهائد علمية معترف بها دوليا والذين يمكن ان يكونوا من بين اطاراتها التربوية وقد مكنتهم اللجان العلمية المختصة العالمية من تلك الدرجات العلمية الى اختبارات كتابية من نوع اخر لقياس درجة تحصيلهم... ويبدو شكل المناظرة الداخلية بالملفات هو الانسب والافضل لهذه النخبة. نرجو ان نكون قد احسنّا صياغة مقترحات هؤلاء الزملاء الذين يقدرون خبرتنا ويثقون في موقعنا... ونرجو ايضا ان تتقبل منا وزارتنا المقترحات بصدر رحب وألا تنظر الى دعمنا لمقترحات الجماعة على انه تطفل من رجل محال على شرف المهنة، فالفكرة الطيبة كلمة طيبة يراد بها حق من اجل خدمة تونس الشعب الواحد لغده الواحد والواعد. والله ولي التوفيق.