يمثل خلال الايام القليلة القادمة أمام مجلس التأديب بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا الاخ محسن الحجلاوي المسؤول الاول بالنيابة النقابية بالمعهد العالي للتكنولوجيا الطبية والأخ نورالدين الورتتاني الكاتب العام للنقابة الاساسية بكلية الاقتصاد والتصرف بنابل والاخ رشيد الشملي الناشط النقابي بكلية الصيدلة بالمنستير وذلك على اثر استجوابهم حول مسائل فيها اذعاء باخلالات بالواجب المهني يعود البعض منها الى عدة سنوات خلت ، ولقد سبق لثلاثتهم التقدم بشكاوى، كل في مؤسسته ضد التصرفات غير المقبولة للمسؤولين الأوائل بها سواء تعلق الأمر بالحق النقابي أو بالنشاط العلمي والبيداغوجي وبالحق في البحث ، والكل يذكر اضراب الجوع لمدة شهر قام به الأخ رشيد الشملي خلال السنة الماضية دفاعا عن حقه الطبيعي ونشاطه العادي في البحث بفضاء المؤسسة ووقوف عميد كلية الصيدلة ضده لمنعه من ذلك. ان امعان الوزارة في ملاحقة النقابيين وتشويه ملفاتهم أقل ما يقال فيها أنها مضخمة يأتي في غير توافق مع مصادقة الحكومة التونسية مؤخرا على الاتفاقية 135 لمنظمة العمل الدولية والتي تنص على حماية المسؤول النقابي كما ان من شأن مثل هذا السلوك الضارب للحق النقابي ان يزيد في تعقيد علاقة الوزارة بالجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي لا سيما ان الوزارة غضت الطرف عن عديد التشكيات حول سلوك بعض المسؤولين، بل البعض منهم الذي رفعت ضده قضية عدلية في استعمال العنف الجسدي ضد استاذ وقعت ترقيته بتسميته على رأس مؤسسة لا يؤمها الا نخبة الطلبة . ان الحكمة تقتضي حفظ مثل هذه الملفات حتى يتسنى ايجاد وتدعيم مناخ من الثقة بين الطرفين يحتاج إليه انجاح المسار التفاوضي الناشئ بينهما والذي يعلق الجامعيون عليه آمالا كبيرة. مظلمة ضد لسعد الجموسي لم يتمكن الأخ لسعد الجموسي ، الكاتب العام للنقابة الاساسية لأساتذة كلية الأداب بصفاقس، للسنة الثانية على التوالي من الترشح لمناظرة انتداب الأساتذة المحاضرين في مادة الفرنسية بسبب عدم انعقاد لجنة مناقشة ملف التأهيل وللعلم فان عميد الكلية عمد في فترة أولى الى تعطيل تكوين لجنة المناقشة بتعلة واهية، ثم تكونت اللجنة بتعليمات من السيد رئيس جامعة سوسة مشكورا وذلك اثر تدخل الجامعة العامة لديه ولدى ديوان السيد الوزير ، وتنكيلا بالاخ لسعد لم يقع تحديد تاريخ مناقشته رغم الحاحه وتنبيهه الى أنه ستفوته فرصة الترشح لمناظرة انتداب الأساتذة المحاضرين حيث ضبطت آجال الترشح في 12 جويلية ، ان هذا السلوك غريب عن الاعراف والأخلاق الجامعية وهذه ليست اول فاتورة يدفعها الأخ لسعد الجاموسي ولكننا لن نسمح بان تطول القائمة أكثر من ذلك ولنا عودة ومتابعة للموضوع في أروقة الجامعة والمحكمة الادارية. الانتداب والتمييز هذا ما أصبح يشعر به الجامعيون ولا سيما النقابيون منهم عند مطالعتهم لقائمة أعضاء لجان الانتداب لا سيما في مادتي الاقتصاد والتصرف حيث ان بعض الأسماء المعروفة فقط بعلاقاتها المتميزة مع الوزارة تتكرر من سنة الى اخرى وتتداول على مختلف اللجان خاصة تلك المعنية بانتداب المساعدين حيث تفوق المنحة المرصودة لكل عضو عدة آلاف الدنانير . وهي قيمة مهمة كان الجامعيون يأملون خاصة الذين أمنوا هذه المهام سابقا حين كانت دون مقابل ان يقع التداول على الانتفاع بها من طرف عدد أكبر من الزملاء والغريب ان شائعات غير مشرفة للمسؤولين أصبحت رائجة حول طريقة تعيين أعضاء هذه اللجان وحول اشياء أخرى ... والمعروف ان العدد الأكبر من هذه اللجان غير منتخبة لأن الوزارة سعت عبر طريقة وتواريخ الانتخابات الى ان يكون الامر كذلك... ضد الأساتذة شهدت كلية العلوم الاقتصادية والتصرف بتونس لجوء بعض الطلبة إلى الشعب داخل قاعات الامتحانات بتعلة صعوبة الامتحان أو خروجه عن البرنامج الى غير ذلك من التعلات (أنظر نص اللائحة) ولقد اضطر عميد الكلية في أكثر من مرة الى التدخل شخصيا داخل قاعات الامتحانات فتعرض الى سوء معاملة من طرف بعض الطلبة، ولقد تلا ذلك محاولة لاحتجاز العميد ومظاهر شغب وعنف اختص بها واحد من التيارات الطلابية الذي يبدو انه تعود على مثل هذه الممارسات على مرأى ومسمع من البوليس الجامعي ، ويبدو ان البوليس لم تأته التعليمات للتدخل الا بعد ان انسحب أصحاب هذا التيار الطلابي، وفي ذلك أكثر من علامة استفهام. ولقد وقعت احداث عنف وشغب في مؤسسات استهدفت بعض مسؤولي هذه المؤسسات مثل حادثة تفجير لباب احد مسؤولي لجان الامتحانات بكلية العلوم بتونس او محاولة طالب حرق نفسه امام عميد كلية العلوم ببنزرت . ظاهرة خطيرة كنا نعتقد ان الجامعة التونسية في مأمن منها، هي ظاهرة لجوء بعض الطلبة الى استعمال العنف ضد الأساتذة التي تستدعي الانتباه والدراسة والإمعان في الأساليب والحلول .